مثالية للغاية؟ أم سادية مع المشاعر؟
السلام عليكم؛
كنت أقرأ معظم المشاكل التي ترسل وأقرأ ردود الأطباء حفظهم الله واستوعبها إلا أنني عندما تشجعت وأرسلت إليكم مشكلتي لأول مره لم أستطع أن أفهم الرد فأنا بالفعل معترفة أنني إنسانه مثاليه وذلك لدراستي الطويلة لعلم النفس فأنا أعني من هذه المثالية وأستطيع أن أشخص حالتي إلا أنني لا أستطيع أن أساعد نفسي ولذلك طلبت المساعدة طلبت أن تساعدوني في اتخاذ قرار قد يؤثر على مستقبلي.
هل من الممكن أن ارتبط بهذا الشاب أم لا إن مشكله ارتباطي لا تتعلق بمال أو رفض الأهل أو أي شيء من هذه المشاكل والتي قد تعوق أي ارتباط إلا أن مشكلتي مختلفة فأنا لا أنظر تحت قدمي وأريد أن أتزوج من من أشعر أنى أحبه وإنما أريد زواج يستمر يقوم على العقل والقلب معا أن هذا الشخص يعيش في حاله غريبة وقد تحدثنا عنها كأصدقاء فهو يقول انه يشعر انه مجنون على حد قوله فعندما كنت بعيده عنه كان يحبني كثيرا وحبه لخطيبته أقل وعندما بعد عنها يشعر الآن أنه يحبها وليس عنده أي مانع الآن في أن يتقدم للارتباط بي
أنا في حيرة من أمري لا أعرف هل من الممكن أن نرتبط وكل منا يملك شخصيه كشخصيتنا
أرجو من الدكتور وائل الرد.
6/4/2007
رد المستشار
حضرة الأخت "سلمى" حفظك الله؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد حاولنا بالرد الموجز الذي كتبناه أن نقول الكثير بدون أن نعبّر عن كل شيء. أي أن نستعمل التعابير القليلة ولكننا فشلنا في تحميلها المعاني الكثيرة. وبما أنك تطلبين المزيد من الإيضاح؛ فإننا نقول لك:
- جميل أن نتحوّل في القرن العشرين إلى الحاسوب الإلكتروني لاستعمال الدقة في الحياة، وحفظ الأرقام والهندسة والرياضيات. ولكن الأمور في الحب تمشي على مبادئ أخرى، لا يفهمها أكبر كومبيوتر في العالم. فلطالما رأينا امرأة ورجل لا يتناسبان أبداً من ناحية المال والجمال أو العمر أو الثقافة أو العلم، أو المستوى الاجتماعي، ولكننا قد نجدهم يتمتعون بقمة من السعادة.
- ومن جهة أخرى قد نجد امرأة ورجل دُرست طلبات زواجهم على أفضل الكومبيوترات من التنسيق والتلاؤم الفكري والعقلي والمادي والاجتماعي مثلاً: "قصة توتا" ولكنهم يعيشون حياة تعيسة جداً قد توصلهم لا سمح الله إلى الطلاق.
الأخت "سلمى"! إذا كان مبدأ الزواج مبنيٌ على الحب فإننا حتى اليوم لم نستطع أن نبرمج حب الآخرين في القلوب، كما وأننا لم نفهم هذا السحر الذي يحرك إرادتنا، بالوعي واللاوعي، كي يلتقي الطرفان وينسجموا على أنغام دقات القلوب خاصة بعد أن يسدل العقل ستاره. إذاً، قد تكون القسمة والنصيب في بعض الأحيان هي المحرك. وقد يكون القلب. وقد يكون العقل. ولكننا لا نستطيع أن نعرف مسبقاً أياً من الزيجات هي الأسعد والأدوَم!
الأخت "سلمى"! في قصتكِ لستِ الوحيدة التي تقرر، بل إننا نجد بأن الطرف الآخر أيضاً لم يتخذ قراره! وكيف ندعوكِ لقبول شخص لم يطلب يدك بعد؟!!! (طبعاً بعد أن ارتبط بالأخرى) في كل الأحوال إننا نعتقد بأنه لا مانع بأن تفتحي ذراعيكِ له مستقبلةً وأنت ترددين: "اليوم عاد وكأن شيئاً لم يكن وبراءة الأطفال في عينيه"، أما وإن لم يعد فلا داعي لطرح السؤال، كما ولا داعي للإجابة.
إننا ندعو لكِ بالسعادة في كل الأوجه، وحتى يكملها الله معك؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ويتبع>>>>>: مثالية للغاية؟ أم سادية مع المشاعر مشاركة