لا أعلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا فتاة أبلغ من العمر 26 عاما. أنا من عائلة ذات مستوى ثقافي وعلمي جيد جدا. والدي عصبي جدا وصوته مرتفع, منذ صغري وحتى الآن أشعر بالخوف عند سماع صوته, وحتى أني أشمئز من كل رجل صوته عالي.
أخي مصاب بمرض نفسي منذ عشر سنوات أرسلت مشكلة بخصوصه قبل أكثر من عام وبعنوان قصور الخدمات النفسية ومعاناة الأسر. وليس لدى أسرتي علاقات اجتماعية بسبب ظروفنا, فأنا ليس لي علاقات غير علاقاتي المحدودة في الجامعة.
لدي مشكلة عاطفية ولا أدري كيف أتصرف بها. قبل عامين بدأت العمل في بحث الماجستير مع أحد المدرسين وهو غير متزوج ويكبرني بأكثر من عشر سنين. في بداية عملي معه كنت جدية وحذرة في علاقتي به, لعلمي أن كثير من الطالبات يرينه عريس لقطة, وكثيرات يحاولن لفت انتباهه. ومن خلال تعاملي معه كنت ألاحظ اهتمامه بي الذي كان يختلف عن معاملته لطلبته الآخرين, مما زاد من حذري في التعامل معه.
بعد مرور عدة أشهر بدأت أكتشف بعض جوانب شخصيته. فهو ملتزم بعمله, وصادق, وجاد في تعامله مع الطلبة. مع مرور الوقت كان يزداد إعجابي به وكذلك اهتمامه بي. وساعد أيضا أن تجارب بحثي كان علي أن أعملها في المختبر المجاور لمكتبه. وكان يطلب مني أن أمضي ساعات فراغي في مكتبه خاصة عندما يكون هناك محاضرات في المختبر, وقد أعطاني نسخة من مفتاح مكتبه لأتمكن من الذهاب عند عدم وجوده. في البداية كان يحضر لي طعام مع طعامه ولكن كنت أخجل من تناول الطعام معه, وكنت أحاول أن لا أبقى كثيرا في مكتبه عند وجوده. وكنت ألاحظ غضبه عند خروجي.
وفي نهاية العام الأول أصبحت أحبه بعد أن عرفت الكثير من طباعه. ولكن في كل تلك المدة لم يكن يبدي أي تلميح بزواج وليس من النوع الذي يتسلى بالبنات.. فكرت بحيلة وهي أني أخبرته أني سوف أترك العمل لمدة شهر لانشغالي بأمر ما. وأصر أن يعرف ما هو ولم أخبره. يومها شعرت أنه تلقى صدمة عنيفة. بعد يومين ذهبت إليه وكان يومها يتعمد أن يجرحني في كلامه. واتفقنا على موعد في اليوم التالي وأخلفه دون اعتذار (أول مرة يفعل ذلك) أرسلت له إيميل أعتذر فيه لو فعلت شيئا قد أزعجه مني في المدة الأخيرة. كان رده باردا (وكأنه يقول قبلت اعتذارك) وطلب مني البدء في بحث كنا قد اتفقنا على عمله مع نهاية البحث الحالي. (مع العلم أن هذه الأبحاث تحتاج شهورا لعمل التجارب لوحدها).
قاطعته وأصبح كل يوم يرسل لي مسج, ولم أرد, وبعد نهاية أسبوع أرسل رسالة يظهر منها خوفه أن يكون حدث لي مكروه. حينها هاتفته وفعلا كان ملهوفا علي لدرجة أنه كان يبدو عليه البكاء. بعد ذلك غبت عنه الشهر المتفق عليه, وقبل أن ينتهي الشهر طلبت لقاءه لمناقشة الأمور المتعلقة بمناقشتي وكان ذلك قبل رمضان الماضي, لن أنسى تلك اللهفة الكبيرة التي قابلني بها. وبعد ذلك وجدت عملا لأعمل به مع دراستي وقبل تخرجي, حاول أن يمنعني ولكني أصررت, بعدها أصبح يعاملني بشكل قاسي, لذلك لم أعد أذهب إليه إلا للضرورة, عند غيابي كان يلين فأشفق عليه, وبعد ذلك يعود لما كان يفعله.
في مناقشة البحث, اللجنة والحضور لاحظوا اهتمامه الملفت بي. وقد كان سعيدا جدا وكأنها مناقشته هو. في ذلك الوقت ظننت أنه سيطلبني للزواج مباشرة. لكني صدمت في اليوم التالي بجفائه وكأنه شخص آخر. فقررت أن لا أكمل معه البحث التالي, ولكنه أقنعني بكل الطرق لأكمل. وقبل شهرين انتقلت للعمل في نفس الجامعة وهو من سعي لي بذلك.
أشعر أنه دائما يحاول أن يظهر لي أنه أنا من يسعى له وليس هو.. مع أني كل ما أعمله هو ردود أفعال لتصرفاته. وقد بدأ يطلب مني الاستعجال في البحث وكأنه لا يريد التعامل معي. وعندما استعجلت واقتربت من النهاية طلب مني البدء الآن ببحث جديد.
ماطلته حتى الآن لظني أنه يحاول استغلالي قبل نهاية عملي في الجامعة. ولكني صدمت عندما وجدت أنه ليس لديه اهتمام بالأبحاث, ولا يطلب من الطلبة الآخرين أي بحث, مع مقدرتهم. فكل ما أراه الآن أنه متمسك بي فقط من أجل التمسك بي.
لا أدري لماذا تغيرت شخصيته مابين العام الأول والثاني؟ هل يمكن أن يكون الخطأ مني؟ أم أنه يحمل مشكلة في داخله؟
كيف يجب أن أتصرف معه؟ حاولت كثيرا أن لا أخسره ولكنه مصر على الانتقام من شيء ما لا أفهمه.
20/4/2007
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله؛
بداية مبارك درجة الماجستير مع الدعاء بأن ييسر لك الله باقي مشوارك الأكاديمي. لنناقش الحقائق إنسان أنهى تعليمه وحاصل على وظيفة ذات دخل جيد في مجتمعنا في الثلاثين من عمره لماذا هو غير متزوج؟ قد يكون محطما نتيجة قصة فاشلة في حياته أو يحلم بواحدة ذات مواصفات لم يجدها بعد...... وفي كل الأحوال فهذه حياته الخاصة التي لا يجوز لنا التطفل عليها, والحياة تشمل احتمالات أكثر من هذين بكثير.
لن أقول أنك مخطئة حين تظنين أنه متعلق بك ولكنها ألفة تشبه ألفة الصداقة تنشأ بسبب الاحتكاك مع المشرف في الدراسات العليا حيث تختلف الحواجز العادية بين الطالب والمعلم وتصبح العلاقة أشبه بصداقة ولكن ليس كل ألفة صداقة ولا كل إعجاب حب. معذورة أنت لتعطشك وتعلقك بأي بادرة تفهم تصادفينها نتيجة جو أسرتك المشحون وعزلتها الاجتماعية ولكنك ناضجة كفاية كي تتعلمي التفريق بين الزمالة والعلاقات العاطفية.
يحمل المعلمون مشاعر إيجابية تجاه طلابهم المتميزين ولكنها مشاعر إنسانية لا عاطفية فهناك فرق. تظنين أن شخصيته تغيرت والذي تغير غالبا هو أنت ومشاعرك نحوه فبينما رأى فيك طالبة ستصبح قريبا زميلة وضعته أنت في إطار الحبيب وتصادم الصورتين يشرح تغيره.
يمكنك الاحتفاظ بعلاقة متميزة معه حتى بعد انتهاء العمل البحثي بينكم فقط إن استطعت أن تدركي أنها ليست مقدمة لعلاقة عاطفية وإن لم تستطيعي ذلك فمفارقته هي الحل الأفضل كي تسمحي لنفسك بالنسيان ومتابعة حياتك بسعادة أكبر.
ويتبع>>>>>>>>: حتى في الماجستير أحبُّ أستاذي مشاركة