السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أشكر لكم موقعكم المبارك الذي لطالما استفدت منه كثيرا أما عن المشكلة التي أرسل لكم بخصوصها فهي مشكلة إحدى تلميذاتي في الجامعة والمشكلة أني لاحظت حدوث نوبات بكاء متكررة لتلميذتي هذه دون سبب واضح ولذا عمدت إلى الحديث معها في محاولة مني للتعرف عن ماهية مشكلتها تحديدا، وبعد فترة بدأت تحكي لي أن بيتها يتكون من أب وأم يعملان مدرسين وأخت أكبر منها صيدلانية وأختان أصغر منها واحدة في المرحلة الابتدائية والأخرى في الإعدادية وأخ وحيد منفلت زمامه في كل شيء الأب كان مسافر لسنوات طويلة يعمل بالسعودية وعند عودته لمصر ظهرت الفجوة الكبيرة في العلاقة بين الأبناء والأب الذي لا يعرفون شخصيته الحقيقية.
واتضح أن الأب يشاهد الأفلام والصور الإباحية كما أن العلاقة الأسرية بين أفراد البيت منهارة تماما والمشكلة الرئيسية هي أن أبوها كان الولد الوحيد بين أخواته البنات فنشأ ذو شخصية سيئة وازداد الأمر سوءا عندما أنجب أباها أخوها ولد وحيد أيضا ولذا تربى أخوها على الدلال المفرط حتى أصبح شخصا مكروها وفاشلا وسيئا إلى أقصى الدرجات.. ففشل في إكمال تعليمه وفشل في العمل وفشل في كل شيء ويتعاطى المخدرات وله علاقات نسائية... الخ
وكانت النتيجة أن أخوها بدأ يتحرش بها جنسيا منذ أن كانت في الصف الخامس الابتدائي وحتى الصف الثالث الثانوي فكان ينتقل من سريره ليلا إلى سريرها وهي تقيم في غرفة لوحدها ويمارس الجنس الخارجي معاها كما يمارس معاها الجنس في الدبر كل ذلك ولا أحد في البيت يعلم وهي في حاله خوف ورعب وتدهور صحي ولا تنطق بكلمة حتى أن جاءت ليلة شاهدت الأم فيها الابن نائم إلى جوار أخته في سريرها ففهمت كل شيء وكان رد فعلها هو أن جعلت تلميذتي تنام مع أختها الأكبر منذ ذلك الحين لكنها لم تناقشها في ما كان يجري ليلا بل وبدأت تسيء معاملتها وكأنها هي الجاني وليست الضحية.
وهنا ترسخ عند تلميذتي شعور كبير بالذنب بأنها هي المخطئة لأنها كانت تصمت وتتركه يفعل بها ذلك وهو الكلام الذي كانت تكرره طوال الوقت وهي تسرد لي قصتها فكانت طوال الوقت تكرر جملتين الأولى أنا لا أستحق الحياة لأني تركتهم يفعلون بى ذلك ولم أنطق وأثنين على واحدة كثير كثير (الأب والابن) كما أنها قامت بالانتحار حوالي 7 مرات لكن الأمر لم يتم، كما أن والدها خلال نوبات التحرش هذه تحرش بها أيضا لمدة عام ثم توقف بعدها فكان يذهب لإيقاظها من النوم صباحا ويدخل تحت البطانية بجوارها بحجة إيقاظها ويبدأ في تدليك ظهرها ليوقظها ثم يقوم بتدليك باقي جسدها وخاصة المناطق الحساسة وهي أيضا لا تنطق.
والمشكلة الآن الولد لازال يعيش في البيت مع الأسرة والأسرة مفككة تماما والفتاة الآن في الصف الأول الجامعي وشديدة التفوق والذكاء عندما تكون طبيعية لكنها عندما تتذكر تصاب بحالة توهان وتشتت وبكاء وانهيار وهي ذو خلق عالي يصعب أن تجد مثله في زمننا هذا ومحبوبة جدا ويعيبها فقط التزامها الصمت الذي أفهم سببه بالطبع.
والآن سؤالي هو كيف أحمى تلميذتي من تكرار ما حدث لها؟ وكيف أخرجها من ظلمات الماضي؟ ونحن في الأجازة الآن يصعب أن أصحبها لطبيب نفسي فما الحل؟ علما بأنها الوحيدة التي تعرضت للتحرش من بين أخواتها وأن التحرش توقف منذ عام تقريبا.
04/05/2007
رد المستشار
عزيزتي الأستاذة الفاضلة والتي أكدت مفهوم التربية والتعليم والاحتضان وغيرها من المفاهيم التي شك الناس في غيابها عن كثير من مدرسينا.
عزيزتي؛ لا أعلم للأسف تخصصك بالضبط، ولكن قدرتك على قراءة طالبتك يؤكد مهاراتك الإنسانية العالية وما سردته في رسالتك يؤكد ثقة الفتاة المطلقة فيك وقدرتك على تفريغ انفعالاتها والقدرة على التعايش مع مشكلتها.
تقولين سيدتي أن التحرش توقف منذ عام تقريبا وهذا شيء جيد لتوقف المثيرات أو العوامل المرسبة للمشكلة وإن كنت لا أعرف هل هذا بسبب معرفة الأم للمشكلة أم لأسباب أخرى المهم أنه توقف.
أما ما تعاني منه تلميذتك المسكينة فهي أعراض وعلامات اضطراب الاكتئاب الجسيم مع أفكار دونية عن ذاتها وإحساسها بالذنب نتيجة لأنها تلوم نفسها لصمتها ورضاها وأمها لامتها ولا تزال تلومها سواء لفظيا أو معنويا. كما أن خبرة التحرش الجنسي من الخبرات الصدمية عميقة الأثر خصوصا عند صدورها من الأهل الذي يفترض فيهم الأمان والثقة مما يجعل الشخص يدور في دائرة من القلق الشديد والخوف من المستقبل وعدم القدرة على بناء علاقات اجتماعية مشبعة. فتلميذتك العزيزة تحتاج إلى العلاج الدوائي للتخلص من حالة الاكتئاب التي تعانيها وهو ما يحتاج عرضها على طبيب نفسي بسرعة.
ثانيا تحتاج إلى برنامج تأهيلي يعتمد على تقوية إرادتها وزيادة ثقتها بنفسها وقدرتها على قول لا عند اللزوم ويخلصها من السلبية التي لزمت شخصيتها ويعلمها السلوك التوكيدي على المستوى الشخصي والمجتمعي وهذا يمكن من خلال مساندتك لها أو مساندة الأخصائي النفسي أو الاجتماعي بالمدرسة وعن طريق الاهتمام بهواياتها وتعليمها الإدراك الصحيح للأمور من خلال رؤية ما حباها الله من ايجابيات تتمثل في تفوقها وغيرها من ايجابيات حياتها.
كما أعتقد أن قراءتك عن هذه المشكلة من خلال ردودنا السابقة على نفس النوعية من المشكلات هنا على مجانين سيساعدك كثيرا
مضطربة: عواقب التحرش الجنسي
تتألم صامتة وتلوم: ضحية التحرش متابعة
الحاضر والماضي تحرش وأفلام وانتحار مشاركة
حكاية كل يوم : التحرش وتوابعه
وفقك الله وجزاك خيرا