يدعي المازوخية ويحاول الإيقاع بمعبودته م
السلام عليكم
عزيزي الدكتور وائل أبو هندي، أنا صاحبة مشكلة "يدعي المازوخية ويحاول الإيقاع بمعبودته" ومشكلة "يدعي المازوخية ويحاول الإيقاع بمعبودته م" واللتين تفضلت بالرد عليهما، متابعتي متأخرة قليلا ولكن بسبب انشغالي بالسفر والعمل فأرجو أن يكون ردكم سريعا إن أمكن لأني سأسافر ثانية في غضون أيام.
ما يحيرني هو ما استغربت منه في ردك... كيف يستقيم تعبيره لمشاعره بهذه الطريقة مع التزامه ووعيه ولا أشك في معرفته بالأمور العقائدية وهو ما رجح لدي الاضطراب الجنسي لديه... أما عن الكذب فهو لم يكذب... فبداية كان يذكر أنه وحيد، ومن ثم فوصفه لنفسه بأنه Single، لم يكن بغرض نفي زواجه فهو من أخبرني بذلك وتعبيره هذا جاء بعد ذلك وأنا هنا ذكرت الكلمة الإنجليزية والتي ذكرها هو لأن مدلولها ليس أعزب فقط... على كل لم يكذب في ذلك ولا في أي أمر آخر... كل ما هنالك أنه لم يتسنى لي معرفة أنه متزوج مبكرا لكي لا أسمح لمشاعري ومشاعره بالتطور.
دكتور وائل أكرر ثانية تعبيره عن مشاعره لا يندرج كما أعتقد بأن ذلك ربما هو أسلوبه أو طريقته... خاصة بعد الانقطاع الذي دام حوالي 6 أشهر... فهو الآن لا يعبر إلا بهذه الطريقة وبصورة قوية ، ولا أريد أن أقول مبالغ فيها، لأني لا ألمس فيها عدم الصدق أو التمثيل ولكن لا أخفي عليك أن هذه الطريقة لا تحرك مشاعري ولست بصدد تحريكها ثانية،... كما أنني أحاول أن أتجنب ذلك ما استطعت ولكن تخونني إرادتي أحيانا وأضعف لأجد نفسي أرد على اتصاله أو ما شابه...
أشكر لك صدقك وهذا ما أتوقعه وما كنت أتطلع إليه عندما لجأت إلى هذه الصفحة... ولكن أمر الزواج منه أو من غيره قسمة ونصيب... لا أنكر أني تمنيت ذلك وربما لا زلت أتمنى ذلك ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه... جرت الرياح بما لا تشتهي السفن... وأنا هنا أقول جرت وليس تجري لأن جريان الريح كان قبل التمني وعذرا للشاعر لتطاولي بكسر وزن البيت...
فهل من طريقة للمساعدة غير ذلك؟
ودمتم وبارك الله فيكم.
14/10/2003
رد المستشار
الأخت العزيزة السائلة أهلا وسهلا بك، لست أدري ماذا أقول لك، فرغم أن كل ما يمكنُ أن يقال قد قيل، إلا أنك ما زلت تحاولين وتبررين لنفسك وتدافعين عن مجهول مرفوض بالمنطق أصلا، وهذا حال المحبين على أي حال، وأنا سأرد عليك هنا لا لكي أحرك مشاعرك تجاهه مرةً أخرى، وإنما لأقول لك أنك ما تزالين في مرحلة حب الحديث عن الحبيب بالرغم من رفضه بالمنطق، ولهذا سأرد على متابعتك داخل إطار محاولتك نفسها للتبرير Rationalization، فمن الواضح جدا أنك تمرين الآن بهذه المرحلة.
تسألينني في إفادتك (كيف يستقيم تعبيره لمشاعره بهذه الطريقة مع التزامه ووعيه ولا أشك في معرفته بالأمور العقائدية وهو ما رجح لدي الاضطراب الجنسي لديه، وأنا أقول لك أنه يستقيم تماشيا مع حالة الازدواجية التي تعيشها مجتمعاتنا العربية الإسلامية كلها أفرادًا وجماعات، فهذه الحالة تجعل الفرد في مجتمعاتنا بقدر ما يعلنُ التمسك بالقيم والمبادئ بقدر ما يخونها في السر بينه وبين نفسه، لأنه يدرك أنه أوقع نفسه في فخ اجتماعي كبير عندما ألزم نفسه بمفاهيم ومبادئ لم تناقش، وإنما أخذت هكذا على علاتها ولم يراجع أحد مناسبتها لما نعيشه، وهكذا وجد كثيرون أنفسهم يقولونَ أشياءً جميلةً وربما يفعلونها بالفعل أمام الناس بل ويعيشون بها، لكنهم من خلف حجابٍ يفعلون العكس، هذا مع الأسف يحدثُ في مجتمعاتنا على المستويين الجماعي بما لا يقبل الشك، وعلى المستوى الفردي غالبًا مع الأسف !
أنا أعرف أن الاتهام الذي ألقيه كبيرٌ، ولكن ليس على المستوى الاجتماعي، وإنما على المستوى الفردي، لأن الاتهام بهذا الشكل سيضم كثيرين ومنهم ذلك الرجل الذي سميناه مازوخيا، ولكي لا نبتعد بك عن مشكلتك العاطفية، نقول لك إذا أردت أن تعرفي شيئا عن مفهوم أزمة الازدواجية النفسية والمعرفية تلك فربما يفيدك أن تعرفي أننا أشرنا لذلك المفهوم من قبل، وإن من زاويةٍ مختلفةٍ في ردنا السابق على استشارات مجانين تحت عنوان:
نهاية التزمت هي الازدواجية!
كل متابعتك دفاعٌ وتبرير، ولا ردَّ لدي عليه إلا أن تواصلي ضبط سلوكك بما يتفق مع المنطق والشرع الذي تؤمنين به، فإن هزمت في الخلاص من تعلقك وتمنيك لذلك الرجل إن هزمت في ذلك، فاجعلي الأمور تسيرُ ناحية الزوجة الثانية لرجل مجهول لك ما يزال، وربما سيبقى، وربما تمكنك المساعدةُ من قريب ومن قريبٍ جدا، وقد لا تسلمين من الأذى الذي لا يعلمه إلا الله –لا قدره الله أبدًا لك–، ولكن مساعدة هذا الرجل لعبٌ بالنار ، فلا تلعبي بالنار.
ليس هناك أي إمكانٍ للمساعدة من بعيد، ولا تخدعي نفسك بذلك، فهو إن كان معذبا فعلاً، فإن وجودك من بعيد سيعذبه أكثر، من خلال إشعال رغبته فيك أكثر، لأنه معذبٌ بالرغبة فهي ما يحكم حياة المازوخي، واعيا أحيانا ولا واعيا في أحيان أخرى، إن من المكن أن يكونَ ذلك الرجل ـ من شدة مازوخيته ـ يتخذ من مجرد توسلاته لك مثيرًا جنسيا كافيا له لكي يصل إلى قمة إشباعه، ولا أدري ما حكم ذلك دينيا في رأيك؟
وأعتقد أن حل مشكلته هو إن كانت هي تلك أي أنه يرغبك، وحلها الوحيد الذي قد يتماشى مع ما تؤمنين به وتضبطين سلوكياتك في إطاره، هو أن تكوني زوجةً ثانيةً لكي تساعديه على العلاج للمازوخية وهي الداءُ الذي نادرًا ما يُتَوَسَّمُ منه الشفاء! فهذا هو السبيل وأذكرك بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام : "لم ير للمتحابين مثل الزواج" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لكنني في نفس الوقت أود أن أبينَ لك أن منطق الحب يختلف عن منطق الزواج أو اختيار شريك الحياة، فللأخير معايير يجبُ أن تراعى، كما أنني أود أن أحيلك إلى بعض المشكلات المعروضة على صفحتنا استشارات مجانين لعل فيها ما يساعدك على فهم أعمق للموقف:
اختيار شريك الحياة هل من ضابط
السن المناسب للزواج
مدافع عن حقوق المكتئبين
وجهة نظر حول الحب مشاركه
التوافق بين الزوجين: قواعد عامة
طلاق البنت واختلال الأم!
مشاعر الطلاق
وفي النهاية أرجو ألا تغضبي من بعض كلماتي التي جاءت قاسيةً عليك، فهذا واجبي نحو أختي في الله، وهذا أيضًا ما تتحمل الصلة الإليكترونية القائمة بين مستشارٍ نفسي، وبين محبةٍ تستشيره، وتابعينا بالتطورات، ولكن تحملي تأخرنا في الرد لأن الضغط على صفحة الاستشارات في الموقع يزيد بسرعةٍ لم نكن نتوقعها، وأهلا بك دائما، ودمت سالمةً لنا.