ليس زمن الملائكة
السلام عليكم في البداية شكرا على موقعكم الجميل.
من مدة كبيرة وأنا متابعاه لكن ولا مرة فكرت أكتب لحد، في الحقيقة عمري ما كنت بحكي مشاكلي لأي حد ومستحيل أعرف اللي قدامي على اللي جوايا، إلا إنسانة واحدة، وفي الحقيقة دي مشكلتي حبدأ زي كتير ما بدؤوا من الطفولة بنت جميلة ومدللة، من عيلة غنية جدا.
عندي أخت أكبر مني أخوات من الأب بس وأخ من الأم كانت متجوزة قبل بابي لكن أنا بنتها الوحيدة وبابي عنده ولد وبنت من مراته الأولى ماما كانت أغنى من بابي وهيه اللي رفعته معاها. دايما بتعايره بكده وهو مستكين ما بيردش أبد، حتى في مرة ماما ضربته بالقلم ساعتها تمنيت أنه حتى يتكلم لكن كالعادة صامت على فكرة أنا بحب بابي جدا وإحنا أصحاب جدا لكن تحس إن الأدوار معكوسة في بيتنا أخواتي علاقتي بيهم دايما منافسة، مش أكتر، لدرجة أني فرقت بين أختي والإنسان اللي كانت بتحبه، وما ارتحتش إلا لما خطبني.
كبرت زي ما أنا مدللة جدا. فترة ثانوي كان عندي أصحاب كتير جدا تعلمت معاهم شرب السجاير والبيرة طبيعي بتتشرب عندنا في البيت لو حد طلب مني خدمة ممكن أعملها المهم المقابل إيه أبسط حاجة لو عربية ماما عطلت ممكن أوصلها لكن تدفع تمن البنزين هي دي كانت حياتي وما زالت كنت حباها كده. كل ما أحط هدف قدامى لازم أوصله.
ما أعرفشي حاجة اسمها مستحيل صممت على كلية هندسة وقد كان. وتبدأ من هنا المشكلة. ما اتعودتش يكون في حد أهم مني. ولا أجمل مني. دايما حسة نفسي فوق مستوى المنافسة مال وجمال وعلم وثقافة. كنت عارفة إن ما فيش حاجة نقصاني أبدا لحد ما عرفت إن أهم حاجة نقصاني الدين.
أنا لحد ما دخلت الكلية عمري ما صليت ولا شفت حد من عيلتي بيصلي المصاحف عندنا كتيرة نهتم جدا بمستوى الزخرفة عليها لكن عمري ما شفت حد بيفتحها وكان الأمر عادي لحد ما تعرفت على ملاك أيوه بجد ملاك لكن مش ده زمانه بنت كانت معايا في نفس القسم.
في البداية حسيت بغيرة منها وصممت أني لازم أتفوق عليها غرت منها كل أصحابنا بيقولوا عليها ملاك جميلة أوي رقيقة أوي .حتى الولاد أصحابي كل واحد يتمنى يتجوزها .ليه يعني فيها إيه زيادة عني كانت الغيرة بتسهرني ليالي. كنت عايزة أعرف أعمل إيه عشان أكون أحسن منها بنت عادية مصروفي في اليوم أكتر من مرتب أبوها لشهور كنت دايما بستغرب من كلام الناس معاها الكل بيحترمها وهي كلامها قليل بس دايما مبتسمة فضلت أراقبها ما هو لازم أتفوق عليها نخلص المحاضرة تجري تصلي وقت الفراغ تقرأ قرآن قربت منها عايزة أفهم هيه إيه لقيتني بتشد ليها بسرعة بنت من طراز مختلف كل كلامها ذكر لله لكن في الوقت نفسه دمها خفيف جدا لذيذة بجد شيك جدا رغم حجابها لأني كنت دايما بحس المحجبات يفتقرن للسنس في اللبس لكن هيه غيرت فكري تماما عن المحجبات مع الوقت سبت كل صحابي وبقت هيه صحبتي الوحيدة بحكي لها على كل حاجة تعلمت معاها إزاي أصلي.
ولبست الحجاب كانت هديتها ليه في عيد ميلادي وعلمتني قراءة القرآن أنا فاكره دموعها لما شفتني أول مرة بالحجاب فضلت تبارك لي شفت في عنيها سعادة غريبة وصافية حد فرحان عشاني بجد في المقابل تريقة من كل اللي حواليا من ازيك يا شيخة. إيه الأخبار يا حجة. ومعارضة من بابي وماما لكن كنت من جوايا فرحانة بجد. فرحانة جدا. لكن كانت تيجي الأجازة ونفترق وأرجع أسوأ مما كنت. وترجع الدراسة وأرجع محجبة من جديد أنا بخلع الحجاب بمزاجي وبدخن برده لكن قدامها مستحيل أعمل كده وكأنها هتعاقبني.
حاولت أكتر من مرة أبطل رعبي لو شافتني بدخن لكن ما بقدرشي أواجهها ممكن ألقاها حزينة طول اليوم وأما أسألها تقولي فاتها قيام الليل،طب دا ناس كتير بيصلوا بالعافيه وما بيزعلوش كده. تبصلي وتقولي أكيد أنا عملت ذنب عشان كده ضاع منى الفجر لو حبيت أوصلها تقولي نتمشى ونتنافس كل 100 متر نسبح حبيت العبادة معاها. عرفت يعني إيه أنام مرتاحة.هي الوحيدة في الدنيا اللي غيرتني لكن كل ما ببعد عنها أرجع أسوأ من الأول أنا ليه مرتبطة بيها أنا بخاف عليها زي ما تكون بنتي بريئة بشكل منقرض أنا ما بائتش عارفة نفسي. مابحبش أكون ضعيفة أمام حد أيا كان كل حاجة كويسة تحصل لي أجري عليها أول واحدة عشان تعرف.
وأي مشكلة ما بفكرشي في غيرها بجد مش فاهمة نفسي وضعفي. هي دلوقتي بعيدة عني ومش حتكلمني تاني أبدا لأني عملتلها مشكلة كبيرة
وبالرغم من كده أنا محتاجة لها جدا في حياتي. جوايا متأكدة من إنها الوحيدة اللي بتخاف عليه.
04/05/2007
رد المستشار
السلام عليكم؛
بعكس عنوانك نحتاج في هذا الزمان للملائكة كي تعيننا وتقينا شرور أنفسنا، نحتاجها لتضئ لنا الطريق وتنفض الغبار عن القيم التي بها تستقيم الحياة ويسعد البشر. المشكلة أن الملائكة ترفض أن تزورنا في معاقل البغضاء بعيدا عن الدين ومواطن الطهارة ولهذا نستعيض عنهم بأصدقاء يكونون في حياتنا ملائكة.
تمثل لك هذه الصديقة ضميرك لذا تحرصين على رضاها فعندما ترضى تسعدين. كنت تعيشين الحياة بمبدأ المقايضة فغرقت في الماديات على حساب القيم المعنوية والسواء في الحياة يتطلب وجودهما معا، محتاجة أنت لمصدر ضبط خارجي كطفل صغير لا يستطيع أن يثبت على القواعد ويحتاج من يوجهه ويضبطه. لا بأس عليك في هذا فغيرتك أيضا دليل آخر على عدم نضجك، والدليل الأخير هو عدم ثباتك على حال فتنفلتين حسب رغباتك بين التدين والتفريط والنضج يرسم لنا حدودا لا نستطيع أن نتجاوزها وإن كنا في صحراء وحدنا.
تبدأ الخطوة الأولى حين نتعلم القيم والثانية حين نراقبها والمرحلة الأخيرة هو امتحان ثبات القيمة بعيدا عن الرقابة التي لا تكون بعيدة حقا فعين الله ترانا وترعانا.
لم تذكري شيء عن تفاصيل المشكلة التي سببتها لصديقتك ولكنك تعبرين عن قلقك من عدم مسامحتها لك على فعلتك لأنك تعرفين أنك ما زلت تحتاجينها فأنت لم تنضجي كفاية بعد كي تنجحي في الاستقلال.
ما سببته لها من ألم هو امتحانك لها ولما تردده عليك من قيم تسامح وصبر وأنت بين الخوف والأمل ترسلين لنا ولكن إن لم تسامحك انظري لموقفها كما هو حقا بأنها بشر لها طاقة على التحمل وقد تتعب وقد تخطئ لأنها ليست ملاك. اجعلي هدفك المحافظة على رفقتها فالمرء على دين خليله وقد أنعم الله عليك برفقة طيبة لا تعتبري حاجتك لها ضعفا فتتمردي عليه وعليها فالغنمة الشاردة يأكلها الذئب، وهي تحتاجك أيضا فأنت بالنسبة لها مساحة للعطاء.
ذكرتني كلماتك بصديقة أحبها في الله افترقنا -لعنادها وحدتي ومزاجي- لثلاث سنوات وعاد ما جمعنا ليجمعنا -حب في الله ولله- فالتقيتها في مكتبة عامة بين نفس الرفوف أسأل الله دوما أن يحفظها علي وأن يرزقها بصحبة صالحة مثلها اسمها "فاتنة قنيبي" وهي كذلك، معها فعلت شيء نادرا ما أفعله تراجعت... ونشير لتلك الفترة وما جرى فيها "لما كنت مسافرة" أشعر بالذنب إن خصصت نفسي بالدعاء دونها، أدين لها بالكثير معا نحفظ القرآن ونقرأ ونحلل-نميمة-عودي لأختك في الله فالعود أحمد وعلى أختي في الله أحمده دوما رغم عجزي عن جرها للمشاركة في مجانين رغم ما لديها من كفاءة وقدرة ورغبة في العطاء.
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>>> ليس زمن الملائكة....مشاركة