شكرا يا دكتور على دعمك
السلام عليكم دكتور مصطفى أعتذر عن أي إزعاج لحضرتك وشكرا جزيلا على اهتمامك وإن شاء الله سيكون في ميزان حسناتك وأنا سأراسلك باستمرار ولكن ممكن اللي أبعته لا يكتب على مجانين لأنه صعب علي أن أرى ما أخفيته سنينا مكتوبا على الملأ أقرأ في الباراسيكولوجي والطاقة الأثيرية حتى أحاول تغيير ما بداخلي لأتحكم في ذاتي لأنه صعب علي التغير جدا لكني أحاول وربنا يستر بأه.
ممكن آخذ رأي حضرتك في حاجة في بداية عملي مشاعري تجاه الشخص الذي أكبر مني في المركز الوظيفي وساعدني في التوظيف كل احترام ولكن حضرتك عارف إن الكلام الجميل الذي يزيد عن حده "هو يعاملني أنا مثل باقي زميلاتي كأخواته" ممكن تكون عندي أنا بس لأني حساسة شوية. المهم كنت أحترمه وأقدره مثل أخي، وبعد شوية شعرت بأني أحببته زيادة رغم أني أكره هذه المشاعر التي لا فائدة منها غير الندم!، وفي نفس الوقت أكرهه جدا هو كان مرة هزر من غير ما يقصد مش أنا فقط، أنا وزميلتي بيده، داه لما زعلت ولكني لا أحب الهزار باليد وبصراحة أنا بتضايق دلوقت لما بشوفه وفي نفس الوقت بحب أشوفه وأزعل عندما يكون حزين وهو الآن حزين حاسة إني وشي نحس عليه خصوصا عائلته يعني أحيانا المرء يتمنى أشياء وتحدث القدر فتشعر بشعور كأنك السبب في ما تتمناه المهم...
بصراحة أنا كرهت نفسي وهذه المشاعر المتضاربة والتي لن تؤدي بي إلى شيء أنا آسفة لإطالتي على حضرتك ولكن ممكن أقولك حاجة ثانية بس لا تقول أني أحسد أو أي حاجة أوكي أنا في مرة رأيت قرايب متزوجين أوكي وكانا في غاية الجمال، وقلت ربنا يوفقهم وبصراحة أعجبني فقط شخصيته "تصدق أنهم أطلقوا" طبعا أنا كنت مذهولة لا أعرف حاسة أني وشي شؤم وبتخرج مني طاقة سلبية تؤذي من أمامي يعنى تنفذ كل ما أريد بطريقة غير مباشرة وتهيئ لي الظروف وتقول لي تفضلي ولكنك لن تقدري أن تأخذيها لأنها ليست ملكك.
غريب صح شكرا وآسفة على الإطالة
ميرامار.
30/4/2007
رد المستشار
ابنتي "ميرامار"(بدون ألم) وهذا شيء جميل وإيجابي في رسالتك، تحية طيبة عاطرة لك، وأرجوك وأستسمحك ألا ندخل في جدل سننشر أم لن ننشر استشاراتك وردودي عليهم!!؛ وذلك لسبب بسيط هو أنني نشرت على مجانين في مرات عديدة سابقة أنني لا أعمل في عيادة خاصة!؛ ومسألة الرد على الاستشارات أمر مرهق لمن يمارسه!، وأنا عندما أجيب على استشارة لا أخص بردي ميرامار أو مي أو ميار أو منيرة أو سميرة أو خليل أو رمضان!!، ولكنني أجيب على كل شخص يعاني من نفس المشكلة.
بالنسبة للموظف الأقدم منك في العمل، من الواضح أنه لمس بداخلك شيئاً جعل عواطفك تتحرك نحوه، وأنت لم توضحي لي هل ظروفه تسمح له أن يتقدم لك كخطيب أم لا؟؟!!، وإن كنت أشعر أنه مرتبط!، أو الارتباط به أمر صعب بالنسبة لك!!، فمن المحتمل أن يكون متزوجا وربا لأسرة!!؛ ولذلك فمشاعرك متضاربة ناحيته، أنت تحبينه وتتمنيه لنفسك عن بعد، ولكنه حين يقترب منك تبغضين هذا القرب؛ لأنه قرب فيه معاناة، وقرب ليس مثمرا بالنسبة لك.
هذا الصراع بين حكمة العقل وبين النزوة والرغبة في أن تُحِبي وتُحَبي أسماه الدكتور طه حسين "الحب الضائع" في روايته الشهيرة، والتي تحولت إلى فيلم مشهور بعد ذلك. وهنا وقفة هامة يا بنيتي ألا وهي: أن العاقلة هي التي لا تنصاع أبداً وراء نزوة أو رغبة عاجلة ممتعة للحظات معدودات، ولكن يتبعها عظيم الندم والألم، وستُحسب عليها بالتأكيد ولن تُحسب لها؛ سواء في الدنيا أو الآخرة؛ يقول شاعر الزهد أبو العتاهية:
لا يلهينك عن معادك لذة تذهب وتُورث دائم الحسرات
لذلك عليك يا بنيتي أن تنصاعي إلى صوت العقل، هذا العقل الذي لا يسمح أبدا لرجل أجنبي أن يلمس جزءً من بدني كأنثى بالغة على سبيل الهزار والدعابة!، وأبسط رد فعل هو أن تظهري له أنك ترفضين ذلك التصرف بنظراتك وبلغة جسدك النافر من تصرفه الأرعن غير اللائق، ولا مانع من جملتين حادتين تعلنين بهما رفضك من أن يداعبك بيده على سبيل الهزار، وهذا من أبسط حقوقك في العمل!، أن تقولي له مثلا بصوت مرتفع: "أنا لا أقبل أن يهزر معي زميل أو زميلة أبداً باليد!!"، أو تقولين له: "إياك أن تمد يدك لتلمسني مرة أخرى، هذا التصرف عيب ولا يصح!!"، وصدقيني أنه هو وغيره من الطامعين فيك، سيحترمونك جداً عندما يسمعون ذلك الاعتراض الحازم الجاد من ناحيتك على هذا التصرف غير اللائق من ذلك الزميل المندفع المتهور غير الخلوق، والذي لا يعرف كيف يلتزم حدود الأدب واللياقة مع زميلاته، وإن أبدوا لك في الظاهر نفورهم منك!، ومن تصرفك الحازم نحو ذلك الزميل.
بالنسبة لإحساسك بأنك شؤم على الآخرين فهذا ناشئ من ضعف ثقتك بنفسك وعدم تأكيدك لذاتك، ولقد علمنا القرآن الكريم مقولة بسيطة تمنع تأثير حسدنا غير المقصود على الآخرين؛ وهي أن نقول: "ما شاء الله لا قوة إلا بالله" عندما نرى أي شيء جميل أو فخم أو نادر يخص الآخرين، فلو رأيت زوجين جميلين سعيدين في حياتهما فقولي مباشرة: "ما شاء الله لا قوة إلا بالله"، وحتى لو أنجزت أنت أو امتلكت أنت شيئا طيباً، فقبل أن تمدحي هذا الشيء الذي يخصك في نفسك أو أمام الناس فقولي: "ما شاء الله لا قوة إلا بالله"؛ وبالتعود والتكرار ستجدين أنك لا تضرين أحدا على الإطلاق عندما تنظرين إلى أي شيء مميز يمتلكه الآخرون.
والآن عليك تنفيذ ما يلي (وقبل أن ترسلي لي بأي رسالة أخرى):
1- ألا تسمحي لذلك الزميل وغيره أن يتمادى معك في الدعابة أو الهزار حتى لو بالكلام الذي فيه تبسط وتدليل لك.
2- أن تقولي "ما شاء الله لا قوة إلا بالله" عند وقوع عينيك على أي شيء ملفت للنظر أو جميل أو غالي الثمن والقيمة أو .....
3- حاولي تجنب ذلك الشخص إن كان زواجك منه غير مناسب لك؛ كأن يكون متزوجا مثلا وصاحب أسرة مستقرة!.
واقرئي من على مجانين:
الوسواس والحسد وحال اللغة العربية