كيف نفكر؟! عفوا، وهل نحن نفكر؟!
أنا طالبة عندي 21 سنة هحاول بقدر الإمكان أختصر مشكلتي أنا كنت بحب واحد من حوالي سنتين وهو كمان وقولت لماما وبابا وكان الموضوع ماشي كويس وأنا والله العظيم ماكونتش بقابله خالص أنا شفته مرة واحدة بس وهي المرة اللي تعرفنا فيها وكانت في المواصلات وبعدها بدأنا نتواصل من خلال النت وحبينا بعض وماما وبابا كانوا عارفين وحتى التليفونات أنا كنت رافضاها لغاية لما يكون بينا ارتباط رسمي.
المهم حصل أمور كتير ووالده ما وافقش علي من غير حتى ما يعرفني لأن اللي أنا مرتبطة بيه ضعيف الشخصية جدا قدام والده وكان والده عايز يجوزه بنت صاحبه.......................؟!!؟
المهم إنه فعلا تم جوازهم وأنا طبعا عديت بمرحلة صعبة جدا جدا وكان الحب الأول في حياتي وطبعا عديت مشاكل كتير مع نفسي المهم الحمد لله عديت المرحلة دي لكن كان برضو من فترة لتانية بفتكره وبحن ليه لكن كنت بمسك نفسي وأقول إنه ما كانش كويس وسابني.
المهم في الفترة دي كان في واحد تاني على النت تعرفت عليه من زمان جدا وكان بينا صداقة محترمة وكويسه وكان طلب إنه يتقدملي لكن أنا رفضت ورجعنا أصحاب عادي تاني على النت وبس وهو عرف اللي حصل من الشخص ده وأنا كان الفترة دي عندي فراغ عاطفي كبير جدا لقيت نفسي بقوله عن عرضه القديم لي ولقيته مرحب جدا بيه ويتمناه كمان وفعلا هو حبني حب كبير جدا حتى من قبل ما يشوفني وأنا ما عرفش إزاي عملت كده لكن ما كونتش بحبه لكن كنت بحاول بنسى بيه الأول وما عرفش إزاي عملت كده أنا فعلا وحشه جدا وبكره نفسي على كده المهم أنا اللي طلبت منه أننا نتقابل وفعلا جالي كليتي ووقفت معاه والله خمس دقائق بس علشان كل واحد يشوف شكل الثاني وبس وهو للعلم قدي في السن لكن أكبر مني بسنه في الدراسة وهو من كلية نظرية وأنا كلية من كلية حاسبات وهو حقوق.
المهم إن حبنا قلب حياته خالص وفتح محلين ليه واشتغل وبقى بيكسب كويس حتى وهو في الكلية ومرت الأيام وهو قال لأهله وأنا قولت لماما وبابا وأقسم بالله أننا ما كوناش بنتقابل ولا بنعمل أي حاجة وحشه خالص في مشكلة بالنسبة لي إنه كان طيب وحنين وكويس وبيحبني جدا بس هو غير وسيم وجسمه مليان شويه وهو خس علشاني أكتر من 40 كيلو ولسه بيخس لكن شكله مش وسيم مع إنه طيب.
المهم إنه جه وقابل بابا فعلا اتقابلنا أنا وهو وماما في مكان عام وبابا أعجب بيه وبأفكاره وهما عيلة كويسه وكل حاجة بس المشكلة عندي أنا المشكلة أن أنا طول عمري كنت زي أي بنت تتمنى فارس الأحلام الوسيم الشيك اللي في مركز مرموق مهندس أو دكتور مثلا وهو للعلم ضامن شغله بعد تخرجه كويس وهو شغل كويس وكمان هو مالوش جيش لأنه وحيد يعني هنجوز علطول بعد ما يتخرج هو يعني سنة خطوبة وبعدين جواز على طول وبابا معجب بيه لأنه بيشتغل وبيكون نفسه ومخطط حياته صح وملتزم بس المشكلة زي ما قولتلكم إنه مش وسيم وقولت ده لبابا وقالي إنت ممكن تغيريه وتخلي يهتم بلبسه أكتر ويكون شيك وهو دلوقتي بيخس كمان وكمان وبابا بيقول إنه مشغول وبيشتغل ومش فاضي لنفسه قوي بس أنا ممكن أغيره.
أنا مش عارفه أعمل إيه أوافق ولا أنا والله نسيت الأول ده نهائيا والتاني ده طيب وكويس كفاية إنه جه وقابل بابا وماخافش وبيشتغل لكن أنا في عيب خطير أني مثلا بقول اشمعنا فلانة تاخد واحد وسيم ومهندس مثلا وأنا لا أنا نفسي أتغلب على نفسي وأبطل الحقد ده مع أني والله مش أقصد أحقد وبتمنى لها السعادة من قلبي بس مش عارفه خايفه أوافق عليه وأظلمه معايا وأكون من جويا مش راضية أنا مابحبوش حب جنوني ولا حاجة آه أنا برتاحله بس مش حب جنوني يعني لكنه لما بيعدي فترة مابنكلمش بفتقده بس أنا خائفة أكون بحب حبه لي.
أنا هاتجنن خلاص وكل يوم بعيط ومش عارفه أعمل إيه أوافق عليه ولالأ هل وافقت أكون بكده ظلمته وظلمت نفسي ولو اتقدملي واحد تاني أفضل منه أسيبه وده حرام عليا لان أنا لو وافقت هتكون خطوبتنا بعد سنه علشان يكون هو خلص دراسة لأنه رايح رابعة أنا مش عارفه أعمل إيه أنا هاتجنن خلاص أزاي أتغلب على نفسي اللي عايزه أفضل ومش بتكون راضية إزاي أنا تعبانة جدا جدا جدا أرجوكم ساعدوني وأنا والله مش وحشه إلا في دي بس أني مش راضية ومش عارفه أنا بحبه ولا بحب حبه لي مع العلم أننا مش بنتقابل ولا بنتكلم في التليفون خالص كله على النت وبس وأنا نفسي أربط الكلام وحبه بي بالحقيقة ومش عارفه عايزه أحبه بجد أحبه بجنون لأن هو يستأهل أعمل إيه؟
أتمنى أن تكون ردودكم فعليه غير مستحيلة التطبيق.
11/05/2007
رد المستشار
لا أدري لماذا توقفت أثناء قراءة هذه الرسالة أمام سؤال قفز إلى ذهني، ويقول هذا السؤال: إلى أي مدى يكون مفيدا نافعا أن يرتسم في عقول المستشارين تصور عن السائل من خلال سطور، يعلم الله وحده كيف كتبها، وفي أية حالة مزاجية؟! وإلى أي مدى هي معبرة عن طريقة تفكيره، وأسلوب حياته؟!
ثم قلت لنفسي: لا مفر من أن نفعل هذا لأنه المتاح دون سواه، وربما من أجل ذلك فإنني منحاز في إجاباتي إلى أسلوب يعرفه من قرأ لي بانتظام، وهو محاولة وضع تفاصيل الرسالة التي تحكي عن وقائع شخصية في إطار عام أشمل يتأمل التكرار في حصول نفس المظاهر والأعراض والوقائع، ثم يحاول استنباط مفاتيح لفهم ما يجري لنا، ومن ثم مداخل لتشخيص العلة، ثم التعامل العلاجي معها.
ولن أتوقف أبدا عن تكرار أنني أنقل عبر كلماتي بعضا مما في عقلي، وسيفهمني أعمق وأوسع من يقرأني أكثر وأحرص، وعندي ولله الحمد الكثير مما قلته، وما زلت مما جمعت أغلبه في موقعي الشخصي، لذا لزم التنويه.
أما رسالة اليوم فقد كدت أن أضع عنوانا آخر للرد عليها هو: كيف نحب؟! وقائع الآمال، واضطراب الخطوات!!
ثم رأيت أنها تصلح للدلالة على السياق الأكثر بؤسا واتساعا لغياب التفكير الراشد عن حياتنا العاطفية، ولا أبالغ إذا قلت: وغير العاطفية أيضا، إلى المستوى الذي يكون فيه مشروعا أن نتساءل: هل مازلنا نفكر؟! هل نحن حقا نفكر؟!
والمقصود هنا طبعا هو التفكير العقلاني المنظم الذي يقارن ويحلل، ويجمع ويميز، ويتساءل ويبحث، وليس المقصود بالطبع أي إعمال عشوائي للعقل، فهذا الأخير ينتج تفكيرا، ولكن أي تفكير؟!!
تعالوا نتأمل في رسالة هذه الابنة، ومثلها ملايين منا، ولا لوم ولا فخر!!
- هل نطلق على ميل القلب إلى إنسان قابلناه مرة، ثم تواصلنا معه على الإنترنت، هل يمكن تسمية مثل هذه الصلة، أو هل يمكن أن تسمح لنا هذه الصلة الواهية بإطلاق اسم "الحب"، ومشاعر "الحب" تجاه هذا الإنسان؟!
الحاصل أننا نعيش مثل هذه المشاعر الجارفة، وأحلام اليقظة، وآمال عريضة نحو مستقبل مزدهر دون أن يكون لدينا أي إطار، أو صلة تسمح به أو تتحمله أصلا!!
أزعم -وأرجو أن يصحح لي من يرى غير ذلك– أن القلب يميل إلى إنسان من أول نظرة، فهل نعني بالحب هنا خفقان القلب؟!
لا أدري!!
وأزعم أن هذا الخفقان قد يكون بداية أو خطوة لتصاعد المشاعر، وتمتين العلاقة، أو قد تجد أمور تؤدي إلى إنهاء كل شيء، ويتوقف الأمر على نمو وتدرج واستمرار التعارف واللقاءات، وبدون ذلك لا يكون لدينا إلا مجرد الخفقان الأول ثم سلسلة من الخيالات والتوقعات والتوهمات سواء كانت ذاتية يصنعها العاشق بنفسه، أو يتبادلها مع الطرف الآخر عبر الإنترنت!!
وأرجو أن تراجع ابنتي السائلة ما قلناه من قبل كثيرا حول الإنترنت وطبيعة العلاقات التي تحصل عبره، أو تنمو عبر الاتصال الإلكتروني بالإنترنت!!
وابنتي فخورة جدا بنفسها، وتقسم بأغلظ الأيمان أنها لم تقابله غير مرة واحدة، والباقي مقابلات على النت، وتصف هذا بالحب، فهل هذه التسمية صحيحة أصلا؟!
فإذا كان حبا نناقش ما يليه، وإذا لم يكن!
أنا أزعم أنه وهم، ومحض ارتباك، وضيق في الأفق، وضعف في الخبرة بالحياة، ولكنه يحصل يوميا للملايين، وليسألني أحد الآن: طيب، وما العمل؟!
أفهم تماما، وأتفهم الدوافع التي تجعل فتاة مثل هذه الابنة تدير علاقتها بهذه الطريقة، وأرجو أن تفهم هي أيضا ما أحاول شرحه هنا لها ولغيرها من أن هذا ليس حبا بحيث نحاسب أنفسنا عليه، أو نندم على فقدانه، ونتأثر، أو نلازم الفراش، ونندم، ونتهم الطرف الآخر بالجحود، أو الخذلان!!
ملايين العلاقات المندفعة المتورطة في بذل المشاعر ودفقها وتصعيدها دون وجود إطار تعارف ومعرفة يسمح باكتشاف معالم وتضاريس الطرف الآخر، إلا مجرد لقاءات عابرة، ومواقف مبتورة، وكليشيهات سذاجة صبوها في عقولنا مثل: "مش عارفة بحبه، ولا بحب حبه ليا!!
نعيش وسط ترسانة من المفاهيم العبيطة، والأوضاع المتناقضة، والعادات والتقاليد المتعارضة، وسيل من الأغاني الأشد هبلا وسخفا تغرقنا في مزيد من الالتباس والتخبط، وثورة اتصالات فتحت لنا فرصا لم تكن متاحة، ومحدش فاهم حاجة، وكله بيتخبط في كله، والحياة تسير!!!
"مولد وصاحبه غايب" في مجتمعات لا تعرف الرأس من الحذاء، ولا تكاد تتبين للرشد صوتا وسط ضجيج الصارخين، ولا سبيل في مهب رياح الخماسين، وتيارات هوائية بعضها ساخن، وبعضها جليد!!
وفي هذا التيه لا تسألني مثلا: لماذا تسمح هذه الفتاة لنفسها بالاتصال بهذا الحبيب الأول، وتعيش قصة حب ملتهبة مع إنسان لا تقابله إلا على النت، وأهلها يعرفون، وأهله لا يعرفون!!
يعني أهلها يعرفون أنها تحب الشخص (س) الذي لا يعرفونه هم شخصيا، ولا تعرفه هي إلا بمجرد لقاء واحد ثم النت!!!
طيب لماذا لم يتعرفوا عليه، ولو من باب العلم بالشيء؟!
ولماذا يتركون الابنة ضعيفة الخبرة والتجربة مثل الملايين من مثيلاتها، لماذا تترك فتاة مثل هذه، تخوض تجربة صعبة مثل هذه، في بيئة متناقضة مثل هذه التي نحيا فيها، ولا يصاحبها من أهلها أحد؟! أو نتركها فقط لشطارتها!! ولا مجال لسرد المساخر والمظالم التي تعيشها ملايين الفتيات من بناتنا في تدبير شؤونهن العاطفية دون توجيه أو إرشاد أو مساندة! واندهشت حين تقول ابنتي في رسالتها أن والد الشاب لم يوافق عليها من غير حتى ما يعرفها!!
طيب... إشمعنا أنت وقعت في "الحب الملتهب من غير ما تعرفي الشاب إلا من مقابلة واحدة ثم النت، واشمعنا أهلك سمحوا بالعلاقة من غير ما يعرفوا الشاب، ولا حتى بالنت؟! هل مسموح لك ولأهلك فقط بالتخبط؟!
ووالده لما يتخبط يبقى وحش؟! وما الذي كان متوقعا من "حبيبك" يا بنتي، وهو كما تصورته أنا إما تلميذ يأخذ مصروفه من أبيه، أو خريج جديد مثلا، وفي مصر الخريج الجديد مازال أيضا يأخذ مصروفه من أبيه!!!
هل كان مطلوبا منه أن يواجه العالم ويتحداه من أجل عيونك؟!
طبعا هذا يتردد في الأغاني السخيفة الهبلة التي نسمعها، ولكن في الواقع فعلا ممكن يتحدى العالم وأسرته، ولكن من سيمول الزيجة من شقة وخلافه؟! والدك؟! أم أنت؟! أم حبيبك بنفسه؟!
وأعجبتني قفزتك الجهنمية، وتحليلك "العميق" بأن حبيبك نفض يده من الموضوع لأنه "ضعيف الشخصية"، وهو كليشيه آخر مما يصب في أدمغتنا، ولا أعرف له أي معنى، ولا أي مدلول نفسي أو واقعي عملي، ولكنه شائع الاستخدام، ولا أعرف له محلا للاستخدام هنا في قصتك!!
هل تصفينه بضعف الشخصية لأنه لم يصر عليك مثلا؟!
طيب، وأنت حين تترددين في مشاعرك نحو خطيبك الحالي تصبحين "ضعيفة الشخصية"؟! مع اعتراضي على الكليشيه أصلا!!
طالت الإجابة، وأخشى الإملال، لكنك فعلا مثل الملايين من البنات العربيات، ومثل أغلبنا مستفزة، وطيبة فعلا، وهنا تكمن الكارثة!! ماذا أقول لأختصر؟! طيب دعنيي أنتهي، وقد نكمل في رسالة أخرى إذا تابعت معنا مرة أخرى.....
دخلت في علاقة تسمينها حبا، ولو من طرفه!! أنت كنت تحاولين نسيان ما تعتقدين أنه كان يحبك الأول، والثاني أحبك، أو هكذا يتصور أو تتصورين، دون أن يراك، ثم مقابلة لمدة خمس دقائق، ومن قبل ومن بعد لدينا الإنترنت لنمارس عبره ما يحرمنا المجتمع من ممارسته واقعا!!
وابنتي تريد أن تحبه بجنون!! اطمئني فأنت –مثل الملايين- تعيشين الجنون!!
يا ناس يا عاقلة هل هذه علامات إنسانية؟! هل هذه تصرفات سليمة؟!
هل هذه المقاطع المبتورة تصلح أساسا لاختيار وزواج وعشرة سنوات بعد ذلك؟! هل لنا مستقبل مع مواصلة هذا الخبل؟! هل هذا التلعثم والتخبط والارتباك الذي نمارسه بالملايين، ويوميا من المحيط للخليج، ويمارس بعضنا ما هو أشد سوءا وتخبطا منه، هل هذا هو اختياراتنا لحياتنا؟!
ثم نشكو البؤس، وانهيار الأسرة، وتزايد معدلات الطلاق!!
وابنتي تبكي يوميا لأنها لا تشعر بجنون الحب يجتاحها، ولم تنشأ أصلا بينها وبين زوج المستقبل المحتمل غير صلة واهية هشة، ثم هي تحاول أن تتخذ أهم قرار في حياتها تأسيسا على لقاء الخمسة دقائق، وأحاديث النت، وشكله غير الوسيم، وملابسه غير المهندمة، وقوامه البدين!!
ومثلها ملايين!!!
ماذا أقول؟! نستأهل الذي يحصل فينا!!