السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أشكركم على هذا الموقع الجميل؛ بداية مشكلتي منذ كنت صغيرا كنت خجولا جدا من الجنس الآخر لاحظ أهلي ذلك لكنهم لم يحاولوا تشجيعي على الاختلاط بالجنس الآخر، وعند دخول المرحلة الثانوية وجدت جميع أصدقائي بدؤوا بتكوين صداقات حقيقية مع بنات من مدارس أخرى (علما أننا كنا في مدرسة للبنين فقط) وكنت أرى ذلك المنظر وأحس بالغيرة داخلي وعندما كنا نجلس في مقهى أو شيء من ذلك القبيل كانوا يتحدثوا عن قصصهم مع أصدقائهم البنات وأنا أحاول أن أؤلف علاقات من نسج خيالي.
كنت أحاول الاختلاط لأنني أحسست أن ذلك ضد الطبيعة فكنت أرى أنهم يصدونني بالرغم من إنني مظهرا وحالة اجتماعية أحسن من الكثير من أصدقائهم، زادت مشكلتي عند دخولي للجامعة فوجد أن دفعتي كلها انقسمت إلى (ولد وبنت) فأحسست بالوحدة وأثر ذلك على دراستي.
أرجوكم تخيلوا حالتي لم أكلم فتاة في حياتي كلها، أرجوكم الحل، وآسف لأنني أطلت عليكم،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
11/05/2007
رد المستشار
عزيزي "محمد"؛ شكرا لمقدمتك الجميلة وأهلا بك علي مجانين.
شخصت داءك يا محمد وتركت لنا وصف الدواء، وإن كنت أريد منك بعض التفاصيل مثل هل خجلك مرتبط فقط بالجنس الآخر أم بكل المواقف الاجتماعية التي لا تألفها وبالتالي هل تعاني من الخجل الاجتماعي أم الخجل فقط من الجنس الآخر.
أخي، يبدو من حديثك أنك شخصية مهذبة ومحبوب من أصدقائك كما أنك لا زلت في مرحلة المراهقة حيث يهتم الشباب والبنات بالجنس الآخر اهتماما شديدا ومع خبرتك البسيطة ترتبك في مواقف المقابلات وبالتالي تنصرف عنك الفتيات رغم مظهرك الجيد وهذا يعكس انخفاض معدل توكيد الذات لديك وهي سمات قابلة للتغيير مثل سمة الانطوائية أو الانبساطية فهي قدرة ومهارة يمكنُ اكتسابها في حالة عدم وجودها، وأنت كما هو واضح من الرسالة لديك رغبة هائلة في الاقتراب من الجنس الآخر "تستعجل الحب" وهذا يحتاج إلى فنون شتى من مهارات الاقتراب من الأخر والتي تتسم بالتدرج ومراعاة احتياجات وظروف الطرف المقابل واستخدام اللغة المقبولة والمفهومة في التواصل سواء كانت هذه اللغة لفظية أو غير لفظية.
ويمكن أن يساعد الشخص نفسه بنوع من العلاج الذاتي والذي يتمثل في برنامج ذاتي لتعلم مهارات الاقتراب ويبدأ بالاقتراب ممن لا يثيرون في نفسه مشاعر حادة والتعود على التعامل معهن مثل زميلات العمل أو القريبات، فهذا التعامل اليومي الذي يخلو من المشاعر العاطفية الحادة يكسر مع الوقت حاجز الخوف ويجعلك ترى المرأة مخلوقا عاديا مثل الرجل وبالتدريج يصبح الاقتراب من المرأة ممكنا.
وهناك برامج علاجية سلوكية معرفية متعددة للتدريب على توكيد الذات، واكتساب القدرة على التعبير عن المشاعر بحرية كاملة، حيث يقوم المعالج النفسي بالتعاون معك لوضع خطة علاجية تناسب حالتك.من خلال جلسات للعلاج النفسي الفردي والعلاج المعرفي السلوكي وربما العلاج النفسي الجمعي (خاصة إذا كان يضم أعضاءً من الجنسين).
وأنصحك بالتجوال في الموقع ومطالعة ردود السادة المستشارين على مشكلات تشبهه مشكلتك للاستفادة.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي أشكرك يا مستشارنا الفاضل د.علي إسماعيل.... وقريبا إن شاء الله تضع الروابط بنفسك، وأقول لك يا محمد يا ولدي اقرأ ولا تقلق:
مشكلتك هي عدم تأكيدك لذاتك
27 سنة دون تأكيدٍ للذات
مجتمعاتٌ ضد توكيد الذات
فتور في المشاعر أم نقص في توكيد الذات؟
الطريق إلى التوكيدية في الإسلام
شخصيتي ضعيفة... تحتاج لتأكيد ذاتك
رويدك لا تقلق، فعلى فكرة حالتك مجرد خجل ولا ترقى -في مجتمعاتنا على الأقل- إلى مرتبة الرهاب، فلا تقلق يا بني... فقط إذا هبت أمراً فَقَعْ فيهِ... وأهلا بك مرة أخرى –ومراتٍ- على مجانين.