اختيار شريك الحياة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أنا أعمل مهندساً وأبلغ من العمر 29 عاماً، عملي له علاقة بالفن، لم أتزوج حتى الآن، ولم أمر بأي تجربة ارتباط من قبل، سواء كان على مستوى عاطفي أو مستوى رسمي، كنت أعيش في أحد الدول العربية حيث كان هناك فصل تام بين البنين والبنات، وأول احتكاك حقيق في الحوار مع الجنس الآخر كان في الكلية، الحمد لله عقلت في تصرفي مع البنات بسرعة ولم أعد أفهم خطأ كما كان الحال في أول سنتين، ولكني وقعت في أكثر من قصة ارتباط عاطفي من طرف واحد –قصتين- ولما بفتكر المواضيع ده دلوقتي بحس إني كنت مشوش وشبه مريض، لأني كنت مدرك تماما إن مفيش أي توافق من أي نوع، والبنات دول رغم أنهم ساعات كانوا بيودوني، ولكني كنت مدرك أنهم لا يبادلوني نفس الإعجاب.. لكن ممكن إصراري ده كان عدم نضج في التفكير.
المهم إني في وقت ما تسرعت في مشاعري تجاه فتاة من حوالي سنتين، وسرعان ما مشاعري زهقت من الموضوع وحسيت إني بفتعل المشاعر، اعتذرت للبنت، وأنا كلي إحساس بالذنب وتأنيب الضمير.. لأني كنت لامس ألمها بعد كده... أنا الحمد لله شغلي ماشي كويس، والحمد لله لدي شقة في منطقة جيدة، ولدي سيارتي الخاصة، و لكن هناك بعض العقبات في مساري المهني.. وتكاليف الجواز حاضرة بمساعدة من الأهل. ما يجعلني أبحث عن عروسة هو وببساطة وبصراحة إحساسي بالوحدة، ورغبتي أن يكون هناك شخص في حياتي يشاركني اهتماماتي وطموحي وأنا كذلك بالمثل لها... هل هذا سبب كاف؟ المشكلة إني غير قادر على التقدم لأي بنت.. عندي مخاوف عديدة سأحاول سردها:
1- خايف إن الارتباط يؤثر على مساري المهني.. وبقول أأجل الموضوع لحين الاستقرار المهني رغم استعدادي المالي.
2- خايف إني أكون متسرع في مشاعري للبنت اللي أشوفها من خلال جواز الصالونات، وتكون شكوكي حقيقية وأكسر قلب البنت، غير الوقت اللي هيضيع.
3- خايف إنها هي اللي تغير رأيها.
4- مخنوق من فكرة الارتباط وفكرة الالتزام على مستوى الزيارات الاجتماعية، وبقول ممكن ده لطول فترة عزوبيتي نسبيا، بمعنى آخر خايف على حريتي في التصرف والخروجات وأنا أعزب.. حاسس إني هبقى راجل دمه تقيل وبنظارة وكرش.. قصدي إني هبقى رزين.. وأنا واحد من الناس أحب أعيش بتلقائية حتى مع مراتي.. وده مش معناه إني أهرب من المسؤولية.. ولكن قصدي أسلوب الحياة.. لأن معظم البنات اللي شفتهم صالونات أحس إن أسلوب حياتهم مقفول قوي.. وأنا برده بدور على الأخلاق.. يعني أخلاق وانفتاح ذهني على العالم..
المشكلة إني حتى لما بلاقي حد في قبول من ناحيته، بعد يومين أبتدي أحس بالنقاط السلبية الموجودة فيه، وأحس أنها نقاط من المستحيل التعايش معها، وأحس إني مخنوق فعلاً وبحالة قلق لا تهدأ حتى الإبلاغ بعدم الرغبة في إكمال التعارف... نقاط سلبية تتعلق بعدة جوانب:
مثل التوافق الاجتماعي، القبول الشكلي -تفهمها لطموحي، أسلوب حياة يومي متقارب– الخروج للسينما، الأكل برة، حاجات من النوع ده- وفي النقطة ده أحد أصدقائي يقول لي أن نقطة أسلوب الحياة ليست بذات أهمية لأنها عندما تكون زوجتك ستتجاوب معك فيما تريد.. لكن مثلا أكلمها عن فيلم شوفته ألاقيها لم تسمع به.. أنا مش قصدي إني أكون تافه، ولكن.... ما رأيكم في كلامي هذا؟ هل به منطق؟ أم أني أفكر غلط؟ مثل آخر إني قابلت مرة بنت كانت معتادة على الخروج مع أصحابها الأولاد للسينما وهكذا.. أنا برده لا أفضل هذا النمط كذلك.. أنا عايز نمط متوسط.. متفاعل مع الحياة بعقل وبمراعاة للتقاليد والدين.. صعب؟؟
وساعات أقول لنفسي أن أهون على نفسي وألا أجبر نفسي على الارتباط بفتاة –حتى لو كان في قبول مبدئي- وأنا غير مقتنع بمستوى التوافق ما بيننا.. وألا أتفاوض في شخص سأمضي معه عمري كله.. ولا أريد أن يفهم من كلامي أني مغرور. خالص.. أنا فعلا بكون مش مستريح.
ساعات أحس إني تعودت على الوحدة، لأني مكثت فترة لمدة خمس سنوات –من12 سنة إلى 17سنة- مع والدي بمفردنا، حيث أن أخي الأكبر نزل مصر لدخول الجامعة ونزلت أمي معه.. لو كان كده إزاي أكسر الحاجز ده بهدوء.. ومن غير خوف.. هناك من نصحني ألا أخاف وأن أتقدم لمن أجد قبولا ناحيتها ولو ما حصلش نصيب نفسخ الخطوبة، ولكني من النوع اللي يتأثر جدا من المواقف ده حتى لو أنا الشخص الذي يريد أن يفسخ الخطوبة.. وهو سبب لعدم تقدمي لمن هم في دائرتي الاجتماعية –سواء من خلال العمل أو من خلال الدراسة- لعدم خوض تلك التجربة مع أناس يحترموني وأحترمهم.. ما رأيكم؟ لأني فقدت منطق الحكم على الأمور في هذا الموضوع ولم أعد أفهم كيف أفكر فيه، وكيف أفهم ما أريده، وكيف أستشف ذلك من مقابلات الصالونات؟
أنتظر رأيكم الصائب
ولكم مني الشكر
11/05/2007
رد المستشار
الأخ المهندس "أحمد"؛ تحية طيبة وأهلا ومرحبا بك على موقعك وبعد
يا باش- مهندس هي جوازة ولا بتخطط لإنشاء مفاعل نووي، أو غزو إيران مثل واحد صاحبنا؟؟!!، ما هذا القدر الكبير من التردد؟؟!!، الزواج يا عم أحمد أبسط بكثير مما يدور في ذهنك، وببساطة هو تداخل وارتباط أسرتين مع بعضهما البعض، وذلك قبل ارتباط شخصين متفقين ومتشابهين ومتكاملين في التفكير والطباع والأخلاق والمشاعر!، ولكن الواضح من كلامك أنك لم تعجبك أي فتاة من اللاتي رشحهن لك الأهل والمعارف والأقارب؟!، وهذا هو أول اللا منطق في الموضوع!.
سيدي الفاضل؛
لا يتم الزواج أبداً كتفصيل أحدنا لقميص أو بنطلون؛ يعني على مزاجنا، فنحن بشر، وكل منا مختلف عن الآخر، وستجد دائما في كل البشر أن: "الحلو لا يكتمل أبداً"!!؛ وإن وجدت أي فتاة طيبة وعلى خلق ودين وانفتح لها قلبك وهفت إليها نفسك ومن أسرة طيبة متوافقة في الطباع والمستوى مع أسرتك فتوكل على الله وبلا أدنى تردد بعد استخارة الله عز وجل وتزوجها، حتى ولو وجدت بها أحد العيوب الثانوية مثل أنها لا تحب السينما وأنت تعشق السينما!!، أوهي لا تحب السهر وبتنام كالعصافير من المغرب، وأنت غاوي سهر وخروج بعد "انصاص" الليالي؟؟!!، أو أنت مهتم بكرة القدم جداً وبتشجع الأهلي، وهي بتشجع الزمالك لزوم مجاملة والدها!، ومن الآخر يا هندسة وبدون زعل مني، وعلى بلاطة:
- إما أنك موسوس ومحتاج بعض الأدوية النفسية حتى ندفعك للزواج دفعاً وهذا ممكن بعد عدة أشهر من العلاج، وعن نفسي أنا أدفع مرضاي الموسوسين الشباب القادرين دفعاً على الزواج، وإن دعوا علي فيما بعد؛ فأنا لا أبالي بدعواتهم تلك عليَّ!، فكم من موسوسة فاتها قطار الزواج من أجل الأمور الثانوية التي ذكرت بعضها من قبل؟؟!!، وهي تنتظر أن يتقدم إليها من هو في وسامة راغب علامة وكمان يكون (وعلى شرط) ضابط شرطة؟؟!!، وكم من موسوس عنَّس وهو يبحث عن من هي في جمال يسرا وصوتها جميل مثل نانسي عجرم؟!، والله لو كانت شقراء كمارلين مونرو!!، وعندي من تلك الشروط الوهمية في فارس الأحلام، أوفي عروس المستقبل الكثير الكثير من القصص والحكايات!!!.
- وهناك احتمال ثاني: وهو أن موضوع الزواج ورغبتك في إشباع الجانب العاطفي والجنسي من الأمور الثانوية بالنسبة إليك، تلك الرغبات الملحة الملتهبة عند بعض الشباب أحياناً، من الممكن أن تستغني أنت عنها!، ولذلك فأنت غير حريص على إشباع هذا الجانب في حياتك، وتتدلل وتبالغ في طلباتك في عروس المستقبل، وهذه النوعية من الشباب أنصحهم ألا يتزوجوا من باب استكمال شكلهم الاجتماعي، فمن ليس له رغبة في الزواج من حقه ألا يتزوج، ومن الأكرم له ألا يُشقي بنات الناس معه ببروده وعدم رغبته في الجنس الآخر، ولنا في سلفنا الصالح قدوة ومثل: فشيخ الإسلام ابن تيمية لم يتزوج!، والإمام النووي -رضي الله عنهما- سأله أصحابه وهو على فراش الموت لما لم تتزوج؟! فأجاب: نسيت؟!.
أظن أخي أحمد كلامي أوضح من الشمس الحارقة في كبد السماء، ولك ولأمثالك من المترددين والمترددات في موضوع الزواج كل الحق في الاختيارات التي عرضتها، ولا أملك إلا أن أدعوا الله تعالى بأن يلهمنا جميعا حسن الاختيار.
واقرأ من على مجانين:
بين العقل والقلب حيرة الاختيار
اختيار شريك الحياة.. نقول تاني
اختيار شريك الحياة مسئولية من؟
اختيار شريك الحياة: هل من ضابط؟
الجلسة الأولى لاختيار شريك الحياة
وأختم بقول الشاعر:
إن كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا.
ويتبع>>>>>: اختيار شريك الحياة عودٌ على بدء مشاركة