السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا صاحب مشكلة "وسواس الغش وما يبنى عليه".. كما تعلمون ذهبت للطبيب وبدأت العلاج منذ فترة حتى وصلت مع الطبيب إلى أن تكون الجرعة كبسولة ديبريبان يومًا بعد يوم وليس كل يوم. بعد ذلك بفترة انقطعت عن الذهاب للطبيب للاستشارة، وأوقفت العلاج لبعض الأسباب.
ما أريده الآن وبعد تحسن حالتي هو الأسلوب الأمثل للتفكير في حل المشكلة، بمعنى ماذا أفعل وكيف أفكر؟ وما هو الطريق الطبيعي الذي يخوضه الإنسان الطبيعي والمتدين في مثل هذه المشكلة؟
شكرًا جزيلاً.
18/3/2007
رد المستشار
الأخ العزيز أهلاً وسهلاً بك، كانت إفادتك السابقة وسواس الغش وما يبنى عليه والتي أجبناك بشأنها، وقلت فيها كلامًا قريبًا في أوله مما تقوله الآن: "كما تعلمون ذهبت للطبيب وبدأت العلاج منذ فترة"، ومعنى هذا أنك عرفت كثيرًا عن حالتك، وأنك نفذت بالفعل نصائح من استشرتهم، ولما كنت أعرف ما سيقوله أي طبيب نفسي يستشار في حالتك، فأنا أعرف جيدًا أنك قد عرفت ما ينبغي عمله تجاه اضطرابك النفسي الذي اتفقوا جميعًا على أنه اضطراب الوسواس القهري، أي أنك عرفت أن عليك البقاء على عقار الم.ا.س أو الم.ا.س.ا الذي جعله الله تعالى أحد سبل شفائك من مرضك، ثم أن الإجابة التي قدمت إليك من خلال استشارات مجانين، قد ظهر لك فيها جيدًا رأي شرعي أيضًا في الموضوع وكانت الفتوى: إن الله يغفر الأصل من الذنوب فما بالك بالفرع منها (أقصد المضاعفات المترتبة عليها)، وبعد كل هذا يا أخي الفاضل، أنت تسألنا عن المشكلة الأصلية! فهل هذا بربك لا يزال محل سؤال؟!
إذن سأقول لك أنا تخميني لما حدث معك، لقد قررت أنك استجبت لنصيحتنا وزرت طبيبًا نفسيًّا فلمس اكتئابًا وأعطاك بعض العقاقير من بينها عقار الماس الكلومبيرامين، ويبدو أنك لم تصبر كثيرًا على آثاره الجانبية، وهكذا زرت طبيبًا آخر وفقه الله إلى علاجك مستخدمًا عقار الفلوكستين، ويبدو أيضًا أنك كنت كثير الإلحاح عليه مطالبًا بتخفيض الجرعة العلاجية؛ لأنك تحسنت من وجهة نظرك، وأنك لا ترى ما يستدعي استمرار العقار، فإذا بطبيبك النفسي يضطرُّ إلى تقليل الجرعة إلى أقل حد مقبول وهو 20 مجم من الفلوكستين يومًا بعد يوم، وإذا بك دون أن تدري تعود إلى سابق عهدك وتتساءل مرة أخرى: أنا غششت في الثانوية العامة ودخلت كلية التجارة بالغش وعليه فكل مالي حرام، وعليه فماذا أفعل؟
إن من الواضح إذن يا أخي الفاضل أنك ما زلت تفكر بنفس الطريقة وما زلت مقتنعًا بأن أفكارك صحية، وإن كان طبيبك قد أقنعك بأن طريقة تفكيرك كانت مرضية بسبب الوسواس والاكتئاب، ولكنها الآن أصبحت سليمة، وبالتالي فإن من الممكن إذن أن تبدأ في محاولة بحث المشكلة! لم تزل هناك مشكلة إذن، معنى هذا هو أن هناك انتكاسة لاضطراب الوسواس القهري، أو أن شبهة ما قد عادت إليك وها أنت توسوس فيها.
وهذا أنت في آخر إفادتك إلينا تسأل:
"ما أريده الآن وبعد تحسن حالتي هو الأسلوب الأمثل للتفكير في حل المشكلة. بمعنى ماذا أفعل وكيف أفكر؟ وما هو الطريق الطبيعي الذي يخوضه الإنسان الطبيعي والمتدين في مثل هذه المشكلة؟"، طبعًا ليست المشكلة هنا هي اضطراب الوسواس القهري وإنما المشكلة هي مشكلة التجارة، اللغة، الكمبيوتر، وسواس الحرام أو وسواس الغش وما يبنى عليه، فكلاهما واحد؛ ولهذا السبب أجد أنك تحتاج إلى أن تعيد الدورة من جديد،
أنصحك بأن تطلب العلاج لدى الطبيب النفساني وأن تلزم العلاج بعد التحسن ليدوم الأخير هداك الله وتابعنا بأخبارك.