علم الاجتماع, هو الطب المطلوب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنتم بخير وأدام الله هذا الموقع وأصحابه فوق رؤوسنا.....
بداية أحب أن أشكر جميع القائمين في هذا الموقع وأتوجه الآن بالحديث إلى الدكتور وائل أبو هندي في الحقيقة يا دكتور موضوعي هذه المرة أمر متعلق بالفرع الذي أدرسه الآن وهو علم الاجتماع ولست أدري إن كنت تستطيع أن تفيدني فيه أو تفضل أن تحيلني إلى شخص مختص في هذا المجال من مستشاري موقعكم ولكنني أتوجه بالحديث إلى حضرتك في البداية لأنك وافقت على أن يتبناني هذا الموقع علميا وأنا كما ذكرت سابقا طالبة في علم الاجتماع سنة أولى.
وسأبدأ الآن بعرض ما أريد رأيكم فيه تباعا, المشكلات التي تواجهني في الكلية وأهدافي من دراستي وكيفية الوصول إلى طموحي…. كما تعلم ياسيدي أن ما تعاني منه مجتمعاتنا الآن هي أمراض فكرية وموروثات اجتماعية بالية تؤدي بنا دائما نحو الهاوية وكلما تقدمنا خطوة رجعنا بسبب هذه الموروثات عشرات الخطوات للوراء حتى الإسلام بات يشتكي من تفضيلنا لهذه الموروثات عليه، وإنني الآن ومن خلال هذا الفرع الذي أدرسه أردت أن أثبت للجميع أنه لا تعارض بين الحياة الاجتماعية والإسلام وهذا إنما يحتم علي في الدرجة الأولى إظهار تعاليم الإسلام الصحيحة وربط الحياة الاجتماعية بالأحاديث الصحيحة التي تقتحم كل الميادين الفكرية التي نعاني من الضياع فيها وهذه مهمتي الأساسية, لأن برأيي أن الشرع الإسلامي لم يدع شيئا إلا وعمل له حسابا…..
وعندما دخلت إلى الكلية وجدت جميع الدكاترة يصرون على فكرة واحدة وهي الفصل بين الدين والحياة الاجتماعية لأن الدين لن يستطيع أن يساعدنا في حل مشاكلنا مهما كانت, وأن الإمام الغزالي رحمه الله وصف الفلاسفة بالزندقة وأننا حتى الآن نعاني من هذا الرأي الذي يجر على كل طلاب الفلسفة النظرات المتخلفة, ويأتي دكتور آخر ليقول أن الفيلسوف أعمق إيمانا من الفقيه لأن الفقيه أخذ دينه بالوراثة أما الفيلسوف فدينه عن علم.
وعندما سمعت هذه الفكرة رأيت فيها خطأ كبيرا وهناك خلط بين كلمة فقيه ورجل الدين, فالفقيه إنسان دقيق جدا في كل شيء وعالم أيضا……. وقلبت نظري يادكتور وائل بين هذه الأفواج من الطلاب وأساتذة الجامعة ووجدت نفسي في دوامة عملاقة جدا وبحاجة ماسة لإرشادكم ونصحكم لي.
وأنا وضعت لنفسي منظومة أخلاقية مع الناس جميعا حتى أستطيع الدخول إليهم وهي: الأخلاق الحسنة والابتسامة الدائمة, عدم التحيز للدين الإسلامي في أي نقاش بل مناقشة الموضوع بكل أبعاده وإظهار الجوانب المتفقة في البداية من الدين مع ما يطرحونه حتى يتسنى لي طرح ما يخلفهم فيه بحرية……
والآن علينا تحضير حلقة بحث وحلقة البحث هذه هي عبارة عن طرح موضوع معين يختاره كل طالب ويعود فيه لعدة مراجع ويناقشه ويختار هذا الموضوع حسب رغبته ولكن المهم أن تكون مشكلة مخالطة لواقع الحياة وهنا وقعت في حيرة من أمري, حيث أنها التجربة الأولى لي وعلي اختيار الموضوع الذي أريده بسرعة كي أقرأ حوله كثيرا وأنا حائرة بين موضوعين الأول عن القراءة وفكرتي هي أننا أمة "إقرأ"، ولكننا لا نقرأ والموضوع الثاني وهو الربط بين الإسلام وعلم النفس.
وأن الإسلام ليس شيئا هامشيا أو معيقا لنا على أي صعيد في هذه الحياة… وأريد مشورتكم في هذا الموضوع… فأنا أجد موضوع القراءة موضوعا مهما جدا في حياتنا ولكنه لا يفرق معنا, ولكنني أريد طرحه بقوة شديدة فلا أريد طرحا روتينيا, وهنا أريد مساعدتكم في المراجع والكتب التي يجب أن أعود إليها, والموضوع الثاني أشعر أنه وقت مبكر عليه وربما يجعل من حولي يفهمني خطأ أو أنني متحيزة وأخسر الناس بذلك ولكنه موضوع مهم وربما أجعله موضوع رسالة الماجستير…
إنني أريد دعمكم يا سيدي, في أفكاري وأرائي وأطروحاتي وأريد أن تدلوني على مواقع وكتب تفيدني في هذا المجال الذي أسلكه فإن أردت التغيير علي قبل كل شيء خلق شخصية مثقفة وناضجة, فمجالي هو طب المجتمعات وأريد أن أفعل شيئا أقابل الله تعالى به وهو راض عني وسعيد بي، وأريد رأيكم في المواضيع التي طرحتها؟ لأجل حلقة البحث وأنتظر اقتراحات أخرى منكم أيضا فربما هناك مواضيع جوهرية أخرى مهمة تعاني منها مجتمعاتنا تحتاج إلى طرح قوي وأنا غافلة عنها……. ولكم جزيل الشكر وأدامكم الله ذخرا لأمة الإسلام….
21/10/2003
رد المستشار
الابنة الكريمة: أحالك إلي د.وائل أبو هندي رسالتك، وأرجو أن أكون عند حسن ظنكما.
أتفق معك في أهمية العلوم الإنسانية، ونحن قد غفلنا عن تطوير دراستنا لهذه العلوم فصارت فجوة كبيرة بين أصحاب الالتزام الديني وأطروحات هذه الفروع الهامة من العلم وأسمي الحضارة وإذا أخذت علي عاتقك القيام بهذه المهمة الجليلة التي تتحدثين عنها فهذا أمر يستحق التشجيع، ويستدعي المساعدة، لأن المهمة ليست سهلة ولا بسيطة، ومن ناحية السياق والبيئة الجامعية التي تتحركين فيها، وهي مشابهة لغيرها حول عالمنا العربي والإسلامي، والأدهى من ذلك ضعف الإنتاج من النوع الثقيل في مسألة الإسلام ودوره في العلوم الاجتماعية والإنسانية فالإسهامات المعاصرة ليست كثيرة، ولكن هذا حكم عام ومتسرع بعض الشيء، والأفضل أن نبحث سويا ونتعاون، ونتطور.
أوصيك بمتابعة إنتاج المعهد العالي للفكر الإسلامي، وأعتقد أن مطبوعاته موجودة في سورية لدى دار الفكر، ولا أدري هل تعرفين أين تقع مكتبتهم؟!
أذكر أنني زرتها حين كنت بالشام وأنها بمكان يسمى برامكة قريبا جدا من موقف الباصات، وسيارات الأجرة التي تسافر إلى أنحاء القطر السوري الشقيق، أو بين سورية والأردن... ولبنان ...الخ.
وربما تجدين من مطبوعات دار الفكر نفسها ما يفيدك، وأحسب أن التعرف على بعض العاملين هناك يمكن أن يسهل مهمتك في اختيار الكتاب المناسب، ومنها كتاب عن القراءة، ولديكم في سورية العديد من المكتبات الأخرى التي سعدت بزيارتها والإطلاع علي رصيد إنتاجها تأليفا أو ترجمة، ومهمتك التي تطمحين لإنجازها ليست بعيدة عن الإطلاع على ذخائر الفكر العالمي بمختلف تياراته،
والحكمة ضالة المؤمن إن وجدها فهو أولى الناس بها وأستحسن أسلوبك في النقاش والحوار الموضوعي حول أية قضية مطروحة وأنا معك في تفضيل اختيارك لموضوع القراءة ليكون محورا لحلقة البحث التي تعدين لها ذلك ولنفس الأسباب التي ذكرتها أنت في رسالتك وسيفيدك كتاب القراءة أولا طباعة دار الفكر الذي ذكرته لك.
أما أن ندلك على مواقع أو مطبوعات تفيد، أو نقترح عليك موضوعات أو قضايا اجتماعية جديرة بالتناول، فهذه قصة يطول، تناولها في رسائل أخرى، والبحث ليس مقصورا على جانبنا، ولكن نبحث وتبحثين، ومعنا القراء من المهتمين أو المتخصصين، ونتعاون على الخير، فهكذا أمرنا الله، وهكذا نحب أن نكون، وأهلا بك دائما، وتمنياتي لك بالتوفيق.