اكتئاب الثانوية العامة
السلام عليكم أنا طالبة في 2ثانوي مشكلتي أني حاسة بحالة اكتئاب فظيعة أنا مش عارفة أعمل أي حاجة في حياتي وأنا مش بعرف أتعامل مع أهلي في البيت خالص لأني حاسة أنى واحدة غريبة بينهم هما مش دائما يفهموني وبالذات ماما لأنها على طول في الشغل ولما بتكون إجازة لازم تضايقني وتتخانق معي لدرجة أني حاسة أني بكرهها، وبقيت بحس أن أصحابي بس هما اللي يفهموني عشان كده أنا أبقى على طبيعتي أكثر معهم والمشكلة كمان أني بقيت بتشد لأي واحدة أكبر مني ممكن تقولي كلمة حلوة وده بالفعل اللي حصل أنا كان معي مدرسة السنة اللي فاتت تقول لي كلام حلو جداً وهي تحبني جدا وحصل أني تعلقت بها جدا لدرجة أني بقيت دائما بتخيلها أمامي وبقيت بحبها أكثر من أمي نفسها.
والآن هيه للأسف بعيدة عني وأنا دائما بفكر فيها ومش عارفة أذاكر أي حاجة، والمشكلة أن الامتحانات بعد شهر تقريبا، وأنا اتخنقت جدا وبقيت دائما أبكي ومش عارفة أعمل إيه؟؟؟
أرجوكم ساعدوني.
1/5/2007
رد المستشار
ابنتي "إيناس"؛
تحية طيبة لك وأهلا ومرحبا بك على مجانين
من الواضح في سطور رسالتك يا بنيتي أن القلق من الثانوية العامة اجتمع مع عنفوان المراهقة!، وهذان العاملان إذا اجتمعا معا فنحن نتوقع بعض المشاكل النفسية مثل زيادة القلق أو الاكتئاب أو الوسواس أو غيرهم.
من المعروف أيتها الابنة الفاضلة أن الانتماء في مرحلة المراهقة يكون دائماً للشلة أو الجماعة أو المذهب أو للزملاء أو للمدرسين من ذوي الشخصيات المؤثرة، وليس للأبوين أو للأسرة أو للعائلة أو للقبيلة أو للدولة!!، ومن هنا تأتي أهمية إحاطة المراهقين بالرعاية والعطف والتفاهم من الوالدين والإخوة الأكبر عمراً وأفراد الأسرة بصفة عامة؛ وهذا هو مربط الفرس في مشكلتك، فوالدتك بالتأكيد تحبك وتحرص على مصلحتك ولكن بطريقتها القلقة!؛ والتي أدت إلى نفورك منها، ولا أحب أن أقول كرهك لها ولكن كرهك لطريقتها في التعامل معك، وأظن أن هذا هو الذي صار معك ومع عائلتك، وأحمد الله أن الذي احتواك هو مدرستك الطيبة المحبوبة، والتي تفتقدينها هذا العام وتبكين على بعدها عنك، وأنتهزها فرصة وأتوجه إلى كل والدين لديهما مراهقين ومراهقات قائلاً: "احذروا أن يبحث أبنائكم وبناتكم على الحنان والعطف والتفاهم خارج جدران بيتكم"؛ لأن هذا التوجه للبحث عن الحنان والعطف والتفاهم خارج البيت هو الذي يولد الانحراف و التطرف والضياع بكل أشكاله!!
ابنتي "إيناس"؛ أتألم لألمك، وأعاني لمعاناتك، وأشعر بالحرج من علاقتك بوالدتك وباقي أفراد أسرتك، وأتمنى أن يحدث تغيير قريب وسريع في هذه العلاقة المتوترة بينك وبينهم إلى الأفضل في يوم قريب بعون الله.
ابنتي الغالية؛ أرجو منك أن تجعلي من توتر العلاقة بينك وبين أسرتك وبالذات أمك نوعاً من التحدي للنجاح الدراسي في الثانوية العامة بالنسبة لك وبأعلى مجموع، وليس العكس، وهو أن تجعلي انتقامك ممن ظلمك أو تعدى على حقك برسوبك!، أو حصولك على مجموع قليل!، أو عدم الاستذكار في ذلك الوقت الحرج الحساس!!؛ فمن يتصرف كذلك هو يؤذي نفسه ويضر بها أشد الضرر، أليس كذلك؟؟!!، فوالداك يا بنيتي قد أنهوا دراستهما واستقر مستقبلهما، وعرفا أغلب حظهما من الدنيا!، أما أنت فالمستقبل الجميل العريض أمامك، والخير العميم ينتظرك بإذن الله، فلا تجعلي أحداً أبداً يعطلك عن مستقبلك الجميل المشرق المبهر بأمر الله تعالى، وتسامحي مع من ظلمك، واعفي عمن أساء إليك عند مقدرتك على رد الظلم والإساءة، وذلك من أجلك أنت.
وفقكِ الله أيتها الابنة العزيزة إلى النجاح والتوفيق والسداد، وتابعينا بأخبارك.
ويتبع >>>>>: النجاح وسنينه م