مشورة أهل العلم
رجل تجاوز سن الستين متزوج وله ثلاثة أولاد، غير اجتماعي، ولا يحب الاندماج مع الآخرين، دائماً ما ينتقد غيره، ويسئ فهم الآخرين مع كثرة إسداء النصح للآخرين وتعريفهم بأمور بديهية تثير الملل لديهم منه وتدفع إلى ابتعاد الناس عنه، كثير وسريع الغضب واعتزال الآخرين وبخاصة ذوى القربى منه، يفضل الانعزال والانزواء في أماكن مظلمة، يهوى قيام الليل منفرداً في غرفة مظلمة.
يعتقد عن اقتناع شديد بأن له أعداء يتربصون به من المخابرات ويطاردونه ويلحقون به في أي مكان يذهب إليه أو يقيم فيه، وامتد شكه في ذلك إلى أفراد أسرته من أبنائه، وكذلك كل من يتعامل معه، فهو على قناعة بأن المحيطين به مجندين أو مبرمجين من المخابرات على حد تعبيره،
وترتب على كل ذلك ابتعاد الناس عنه من زبائنه مما ترتب على ذلك كراهيته الشديدة لعملة وإغلاق المحل مورد رزقه والجلوس في البيت.
والملحوظة المهمة أنه غير مقتنع بفكرة أنه مريض ويرفض العرض على أي طبيب.
نرجو الإفادة لإنقاذ أسرة.
4/5/2007
رد المستشار
أخي السائل؛
أعانك الله على من تسأل عنه، ما تذكره من أعراض وعلامات يشير إلى إصابة مريضك باضطراب ذهاني تظهر منه الوهامات الزورانية أو (الهذاءات الاضطهادية Persecutory Delusions: أعداء يتربصون به) وهي أفكار ثابتة غير قابلة للنقاش ويدلل عليها المريض بأدلة واهية لكنه لا يقتنع بخطئها، ونتيجة لهذه الهذاءات (الوهامات) المرضية يتعامل مع المحيطين إما بشك شديد أو الانسحاب من الحياة الاجتماعية والانزواء.
كما أنه يعاني من خلل وظيفي في صورة كراهيته الشديدة لعمله وإغلاق المحل مورد رزقه والجلوس في البيت. وخلل اجتماعي في صورة اعتزال الآخرين وبخاصة ذوي القربى منه، والمريض هنا لا يكون مستبصرا بمرضه بل يتهم الآخرين بأنهم المرضى أو السبب فيما يعانيه وبالتالي لا يستجيب لنصيحتهم بالذهاب إلى طبيب، ويبقى بعض الأسئلة أولها منذ متى بدأ هذا الاضطراب؟ لأن لهذا علاقة بالفحوصات والتشخيص.
ثانيا هل هناك أمراض عضوية يعاني منها المريض؟
ثالثها هل قام بسلوكيات سببت له مشاكل مع الجيران أو الشرطة أو غيرها؟
وفي النهاية لابد من عرضه على طبيب دون أن يوافق أو حتى أن يعرف وهناك العديد من الأدوية التي يمكن استخدامها بكفاءة ودون أن يعرف المريض حتى أنه يستخدمها المهم السرعة في اتخاذ القرار.
واقرئي من على مجانين:
فصام زوراني نماذجي
اضطراب زوراني غالبا ذهاني
الشك في نوايا الآخرين: التفكير الزوراني
وفقكم الله