السلام عليكم ورحمته وبركاته وجزاكم الله كل خير
وأرجو من الله أن أستطيع إيضاح مشكلتي بأقل قدر ممكن من الكلام أنا متزوجة منذ عامين تقريبا ولي طفل عمره شهران والحمد لله سعيدة جدا ومتفاهمة مع زوجي وأنا أحبه كثيرا ويحبني كثيرا وقد من الله علينا بطفلنا ولله الحمد.
مشكلتي بدأت منذ سنوات عديدة ماضية عندما كنت في المرحلة الثانوية وبدأت لا أحب شكلي وأرى جميع من حولي أجمل مني، وبصراحة الحمد لله أنا متعلمة ومثقفة وعلى قدر من الجمال لكن في أول ما أصبحت فتاة ناضجة كنت بدينة ومن حولي من فتيات من عمري وعلى علاقة بي قوية ودائما مع بعض لأني لا أستطيع العيش دون صحبة كانوا أجمل مني والذي أثر بي سلبا مقارنة الناس بيننا.
فلم تنشأ هذه الحالة معي حتى بدأت المقارنة ويتكلمون أمامي أن فلانة جميلة وستتزوج بسرعة وهي جسمها جميل ولكن أنت بدينة، وكلام كثير من هذا الكلام فبدأت أكره شكلي، وأصبت بحالة وهي اقتلاع شعر رموشي وشعري مع أن عيوني وبشهادة الجميع حتى الأجمل مني جميلة جدا وكبيرة وملفتة للنظر وشعري أيضا كثيف وجميل ومحط أنظار الجميع............. وبدأت المعاناة مع إني لا أريد أن أفعل ذلك ولكن كان هناك شيء يجبرني على رفع يدي ونزع الشعر....
وأحيانا كان أهلي يضربونني أو يأخذونني بالكلام والتفاهم وهكذا دواليك، أو تخاصمني أمي أو تحاول باللين أو بالشدة، وهكذا وأنا أصبح أفضل وأمتنع ويعود شكلي طبيعي ثم أعود وأنتكس مع إني والله العظيم لا أريد العودة لكن هناك ما يدفعني ولا أعرف ما هو؟
أيضا أنا الصغيرة في عائلتي وهناك فرق شاسع بيني وبين إخوتي أي أن أولادهم من عمري، فكنت أشعر دائما بالفرق الكبير وإني لوحدي ولا أحد يفهمني لا أمي ولا أبي ولا إخوتي وهذا ما كان يزيد في معاناتي، وأنا كنت محجبة وملتزمة وأهلي هكذا، وعندي أخت أكبر مني ب 15 سنة وهي في البيت معي كانت شديدة يعني وأنا صغيرة إن ضاعت علي صلاة بسبب اللعب كانت توبخني وتعاملني بعنف وأيضا أنا أحب الحجاب ومحجبة لكن في بداية حجابي كنت معتادة على أولاد خالتي وهم كبار كثيرا وكنت لا أتحجب منهم وأختي عندها كل شيء بالغصب والأمر والتوبيخ حتى إن أردت الخروج مع صديقاتي وأقنعت أمي بذلك تأتي هي وتحاول تغير رأي أمي علي بصراحة كل هذه الأمور جعلتني أكره شكلي والخروج وكل شيء.
لكن ظللت متفوقة في دراستي ودخلت الجامعة وعلاقتي تحسنت بأمي لأنها رائعة رغم كبر سنها لكني كنت متفاهمة معها أكثر من أختي وأصبحت أمي صديقتي وأخبرها عن كل شيء في الجامعة وهكذا تحسنت من جهة أهلي، ورويدا رويدا عاد التزامي الذي قل بسبب إني كنت أريد أن أخالف أختي وأهلي فقط ليس لعدم حبي في الالتزام فقط لأني لا أريد الأمور المفروضة أريد الإقناع ولكن مشكلتي مع صديقاتي المقربات أنهن كن أجمل مني وكنت خجولة في الكلام وأحسب كلمتي كثيرا وهن لا وظلت المقارنة والعرسان يتقدمن لهن أكثر مني طبعا.
وأنا لم أعد بدينة منذ دخولي للجامعة حتى قبل ذلك حيث أمي أخذتني للطبيب وعملت رجيم بإشرافه وتحسنت،.... وعلى فكرة أهلي أخذوني للطبيب النفسي من أجل قصة انتزاع الشعر لكن أعطاني أدوية كثيرة وأصبحت خمولة وأنام فقط وكرهت الذهاب إليه ولم يكن يتكلم معي ويسألني عما يزعجني لذلك أصبحت أرمي الأدوية ولم أعد أريد الذهاب إليه ودائما أتحسن فترة وأعود طبيعية ثم يعود كل شيء.
وتخرجت من الجامعة ولم أقصر ولا سنة وتوظفت وعملت والحالة مستمرة وأريد أن أشفى وأن أصبح مثل باقي الفتيات وشكلي جميل، لكن كل مرة أعود وأنتكس والمقارنة مستمرة، وأصبحت شخصيتي أفضل وعلاقتي بأهلي رائعة وتديني ممتاز لكن لا أعرف كيف أمنع نفسي من انتزاع الشعر وأخيرا شفيت تماما.............
وتقدم لخطبتي شاب رائع وهو الآن زوجي لكن جئت معه للغربة وافتقدت أهلي كثيرا وهي أول مرة أبتعد عنهم خصوصا أمي وحملت وكان حملي صعبا كثيرا ولا أعرف ما حدث رجعت أفقد رموشي وشعري.
والآن بعد أن وضعت طفلي أنا في تحسن وسأعود لبلدي وأشعر أن أمي إذا رأتني هكذا بعد أن شفيت ستصاب بأزمة قلبية وأكون سببا في وفاتها...... الآن أنا أفضل وأقاوم كثيرا لكني أخاف من أن أعود وأنتزع الشعر وزوجي لله الحمد تفهم الأمر وبسبب وهني في الحمل ظن أنه بهذا السبب والآن أريد أن أكون زوجة وأما كما يرضي الله، لكن انشغال عقلي وتفكيري في هذا الأمر وفي إمكانية العودة له يشغل بالي ويقلقني.
أرجوكم ساعدوني، أرجوكم صفوا لي دواء يساعد على إنبات الرموش، أرجوكم لا أريد أن تراني أمي هكذا أشعر أني أغضب الله، والله لا أريد أن أفعل هذا وأنا سعيدة في حياتي وأهلي رائعين وكانت هناك مشاكل ومرت بسلام وزوجي رائع والجميع يحبني وأنا أحبهم والله أكرمني كثيرا.
أرجوكم بعد الله مساعدتي، أعرف أني أطلت ولا أعرف إن كنت قد أوضحت؟.....
آسفة
وجزاكم الله كل خير
22/05/2007
رد المستشار
الأخت العزيزة "مسلمة" أهلا وسهلا بك، تتأسفين وتقولين أعرف أني أطلت.... ولا أعرف إن كنت قد أوضحت؟.... وأقول لك أما أنا فأعرفُ أن تفاصيل كثيرة مهمة لم تذكريها... وذنوبا لعلك استغفرت ربك بشأنها –فغفر وهو الغفور الرحيم- فأغفلت هنا ذكرها،..... وبعضها قد يكون من المهم أن تذكريه في متابعة.... ربما.
الانطباع الأول إذن الذي طبعته فيَّ إفادتك هي أن معاناتك كانت شديدة وقاسية عليك لزمن طويل لكنك لم تكوني مريضة طوال فترة المعاناة وإنما كان المسار المرضيُّ نوبيا إلى حد ما كما يفهم من قولك: (وأنا أصبح أفضل وأمتنع ويعود شكلي طبيعي..... ثم أعود وأنتكس....).... وأيضًا حافظت على تفوقك وتخرجت من الجامعة وها أنت زوجة بفضل الله لزوجٍ حنون وأم لطفلٍ منه بارك الله لكما فيه.
ومن بين ما أغفلت ذكره يا ابنتي وأراه مهمًّا... مسار عدم الرضا عن صورة الجسد إلى أين هل انتهى يا ترى الصراع بعد ما تصفين من حمية ناجحةٍ بإشراف الطبيب؟ هل صار الأمر أمرا تاريخيا بالنسبة لك، أو كان مرتبطا بمرحلة المراهقة؟ أحسب أنك ما تزالين تعيشين تقريبا على حمية غذائية ما فهل تخميني صحيح؟
على أي حالٍ هو إن صح فربما لا يمثل أكثر من كرب مستمرٍّ تعيشين فيه يضاف إليه كرب الغربة وكرب الحمل الصعب حتى انزلقت على عتبة الانتكاسة الأخيرة عافاك الله.... وعندك أدلة كثيرة على قدرتك الشخصية على تجاوز تلك الانتكاسة يا ابنتي فكم مرةً في تاريخك الشخصي كان ذلك وحتى دون أطباء؟؟...... عـدي بنفسك...، على الأقل 3 مرات ويكفيني مرتان لأتفاءل بشأن حالتك.
ما شاء الله أي قوةٍ تلك تمتلكين تعيدك إلى السواء –وإن يكن نسبيا- كلما جنحت عنه؟ فتصبحين أفضل وتمتنعين عن النتف حتى يعود شكلك أفضل؟ هذا الذي لم تسألي عنه، بينما سألت عن القوة الأخرى التي تدفعك للنتف فتقولين: (مع إني والله العظيم لا أريد العودة لكن هناك ما يدفعني ولا أعرف ما هو؟) هو الوسوسة يا ابنتي.... أو شكلها المتمثل في نتف الشعر وهو أحد أشكال تشويه الذات الجسدي السطحي/ متوسط الشدة Superficial / Moderate Self-Mutilation من نوع تشويه الذات الجسدي القهري Compulsive self-mutilation، وأما ما تفكرين أنت فيه وما تشعرين به قبل وأثناء وما بعد النتف فهو ما لم تذكريه ويهمني أن أعرفه.
لكن هل نتف شعر الرموش وشعر الرأس "أو أيِّهما" كعرض مرضي هو بالفعل فعلٌ يغضبُ الله..... تأملت كثيرا أنا في قولك: أعرفُ أني أغضبُ الله..... وقولك: والله لا أريد أن أفعل هذا..... وهنا تقبع الإرادة العاقلة مناط التكليف التي نحاسب على أساسها فلا حساب على ما لا إرادة لنا فيه...، ومعرفة كونك لحظة النتف مختارة أم لا تعتمد –بعد إذن تقييمك الشخصي وهو الأهم- ... تعتمد على معرفة "ما تفكرين أنت فيه وما تشعرين به قبل وأثناء وما بعد النتف" وأنا شخصيا لا أعرف لأنك لم تذكري بعد.
وإن كنت لا أظنك تكونين مغيبةً دائما، وفي كلِّ المرات فلا تتذكرين أنك تغضبين الله بهذا الفعل لحظة فعله... أحيانا تكونين أقوى يا ابنتي من أحيان، مثلك مثل كل الناس... وتبقين أنت الوحيدة التي تقرر كونها لحظة الفعل مخيرةً في فعلك أو غير مخيرة... وبعبارة أبسط هل تختارين فعل النتف لتستريحي مما أحيانا تطيقين من مشاعر؟ هل تستطيعين وقف نفسك؟ في كل مرة؟ أو ماذا؟ فإن كنت قوية أحيانا وقادرةً على وقفه فإن أوقفته فأنت مأجورة من الكريم، وإن لم توقفيه فأنت مذنبة.... فاستغفري الله.... مقابل ما تذكرين من المرات.... وبمنتهى الوضوح أقول لك أنا: يختلف النتف المتعمَّدُ عن النتف القهري... وأنت تحاولين وإن شاء الله تنجحين في العلاج، ويكتب الله لك الشفاء.... ولا تفرطي في الشعور بالذنب فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
إذن فطبيعة حالتك واسمها العلمي هو اضطراب نتف الشعر Trichollomania طبيعة حالتك أنت هي ما يشير إليه قولك (ودائما أتحسن فترة وأعود طبيعية)... وهو ما يبدو مطمئنا على المدى القريب –على الأقل- لكن ما أنصح به هو البرنامج العلاجي السلوكي وكمثال عليه اقرئي البرنامج المنشور على مجانين لعلاج نتف الشعر ذاتيا.... وربما تحتاجين مساعدة من طبيب نفسي متخصص، وحبذا لو هداك الله لمن يستطيع إضافة جانبا معرفيا للعلاج، واحمدي الله أن عقاقير حديثة من مجموعة الماس والماسا تفيد في مناجزة ومعالجة حالتك فلن تكون عقاقير الطبيب النفسي هذه المرة مما ترمينه يا ابنتي...
وهذا الذي أنصح به سيفيد إن شاء الله على المدى البعيد... ويكفُّ انشغالك الذي تصفين في قولك (وفي إمكانية العودة له يشغل بالي ويقلقني)، لكن معرفة ما يحيط بفعل النتف من مشاعر وأفكار قبل وأثناء وبعد مهم قبل وضع أي تصورٍ للخطة العلاجية على المدى البعيد.
وأظنك غالبا ستتحسن حالتك على المدى القريب ربما حتى دون قيد أو شرط –كما كانت تقول الإدارة الأمريكية- .... ودون حاجة إلى العقَّار الذي يساعد في سرعة إنبات الرموش.... خاصة وأن المشكلة عندك في النتف وليس في الإنبات... يعني شعرات رموشك ما قصرن... لكنه النتف... حاولي
وتابعينا بما طلبنا من تفاصيل وما سألنا من أسئلة وأهلا بك دائما على مجانين.