شبابية
أنا شاب ملتزم والحمد الله عمري 26 سنة أيام المرحلة الجامعية تعرفت على فتاة لمدة سنتين وعندما أنهيت دراستي العليا تقدمت لها واكتشفت أنها خلقت الأكاذيب حتى تبعدني عن حياتها, تألمت حينها كثيراً ولم أخرج من حالة الحب الأولى إلا بعد مرور سنتين, وحينها بدأت أفكر بالارتباط الشرعي.
تعرفت على فتاة عمرها 21 سنة من خلال عملي وعندما تبدلنا الإعجاب وكلم أهلي أهلها حيث أن أهلها يسكنون الكويت وتمت الموافقة والحمد الله وكنت سعيدا جدا حيث أن الله عوضني خيرا الحمد الله وأنوي السفر إليهم نهاية هذا الشهر لأراهم حيث أن أهلها أحبوني نتيجة حب بنتهم وحديثها لهم عني, لكن هذه الفتاة تغيرت تجاهي قبل أسبوعين ولم أدرِ لماذا؟
وهي تتهرب مني وتحاول أن تبتعد عني واكتشفت أنها كانت لها علاقة سابقة وأنها لم تكمل هذه العلاقة بسبب جنسية هذا الشاب ولم أسألها عن هذه العلاقة من مبدأ ثقتي بكلامها ولكن عرفت عن طريق صديقتها أن هذا الشاب عندما علم أن هذه الفتاة سوف تخطب رجع لها عن طريق الميل، حيث أنه الآن في بلد أخرى وأدخلها في دوامة مفهوم الحب الأول وأن الحب الأول لا يعوض (والله إنها غبية ههه) المهم هذا سبب تغيرها, ماذا أفعل؟ أحبها... وأدعو الله ليل نهار أن يلهمها الصواب وعندما واجهتها أنكرت وقالت لي إن كل شيء قسمة ونصيب.....،
أهلها حتى الآن لا يعرفون سبب تغيرها وأنا حجزت بناء على طلب أهلها حتى تجلس الأم مع بنتها....... ماذا أفعل؟؟؟؟ هل بسهولة يستطيع الإنسان يلعب بمشاعر الآخر؟ حسبي الله ونعم الوكيل....
أنا متوكل على الله فإذا تم القبول هل أنسى ما حدث وأيقن أن الله أراد لي الخير وأنها رجعت إلى صوابها...... وإذا رفضت أخبر أهلها سبب رفضها الحقيقي؟؟؟؟؟
ساعدوني جزاكم الله كل خير
23/05/2007
رد المستشار
الأخ الحائر؛ أهلا بك
وأتمنى أن نكون الوسيلة التي تخرج بها من دوامة حيرتك إلى بر اليقين..
أولاً: نحن لا نملك قلوب الخلائق، فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلّبها كيف يشاء!! والأرواح جنود مجندة!!
والذي يجب أن نفهمه من هذا الكلام.. أننا يجب أن نفعل وسعنا في التعامل الحسن وإبداء الطيب مع الآخـــر، قال تعالى: (وقولوا للناس حسنا..) سورة البقرة، أما المحبة فمن الله تعالى ولها عواملها وأسبابها، والذي يتحقق من تعاملي الحسن وطيبي مع الخلق هو القبول من الناس بالضرورة وليس الحب.. هذه نقطة أولى.
ثانياً: يبدو أن قصتك مع الفتاة الأخيرة قد أيقظت في وعيك تجربتك السابقة التي استمرت سنتين مع الفتاة الأولى والتي أطلقت عليها أو سميتها ((حبك الأول!!))، والذي يبدو أنك ما انتهيت منها بالشكل الصحيح، فآلامها وجراحها أراها حيّة في كلامك؟!.. وبدأت بسرد مشكلتك الحالية انطلاقاً منها ومن غير وعي منك.
نعم إن الحب الأول أو التجربة الأولى لها ما لها من الذكريات، لأنها رحلة الاكتشاف الأولى في عالم العلاقة العجيبة ما بين الرجل والمرأة! فتجربة الحب الأول -وخاصة أنها استمرت سنتين- تترك ذكريات لا تمحى وخاصة عند المرأة التي تهب كلها للرجل.
فيجب قبل أن تفعل أي شيء أن تعي وتتفهم هذا المعنى، لتستطيع أن تتعامل مع فتاتك الأخيرة التي هي الأخرى في عالم الحيرة ما بين تجربة أولى أصيلة، وتجربة حديثة بحاجة لمزيد من العمق العاطفي والبعد الرومانسي.. لأنك بعبارتك التي قلت بها ((اكتشفت أنها كان لها علاقة سابقة)) وكأنك اكتشفت أمراً خطيراً يجب ألا تكون قد فعلته فتاتك!!
الحب والإعجاب هو شعور عاطفي لكلا الجنسين لا يمكن التحكم به، أما الذي نحاسب عليه هو العمل المادي كإدامة النظر والتكسر بالكلام وإضاعة الوقت والخلوة المحرّمة.
الأخ الكريم يجب أن تتفهم حالة فتاتك وتتعاطف معها وتبحث عن ثغرات العلاقة بينك وبينها (سلبيات العلاقة)، لأني أشعر أن تلك الفتاة بحاجة أكبر لمزيد من العواطف والاهتمام، لأن سهولة تبدلها عنك قد يكون سببها ضعف هذا الجانب!!..
وهذا جواب لسؤالك ((هل بسهولة يستطيع الإنسان يلعب بمشاعر الآخر؟))
الأخ الكريم: بإمكانك عن طريق نفس الصديقة أن تتحرى حالة فتاتك وكيف تنظر لعلاقتك بها وما الذي يعوزها وينقصها... وبالنهاية:((فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً)) سورة النساء: 19، أما عن سؤالك: ((فإذا تم القبول هل أنسى ما حدث وأيقن أن الله أراد لي الخير وأنها رجعت إلى صوابها...... وإذا رفضت هل أخبر أهلها سبب رفضها الحقيقي؟؟؟؟؟)).
أولاً وقبل كل شيء يجب أن توقن دوماً –كمؤمن- أن الله تعالى لا يبغيك إلا الخير..!!
واعلم أنه دائماً النسيان هو الحيلة والأمنية التي يبتغيها الأناس الذي مروا أو يمرون في تجارب مؤلمة، ولكن للأسف النسيان للحوادث المؤلمة لا يتحقق أبداً ويحصل ألم نفسي عميق نتيجة العجز عن النسيان. والبديل عن النسيان هو استثمار الماضي والاستفادة منه ونقل خبراته للحاضر وللآخرين.
والذي أعنيه من كلامي كله أن تتابع هذا الأمر حتى النهاية وبهدوء وروية ودون قرارات اندفاعية ارتكاسية، وبما يمليه عليك ضميرك الإنساني متوكلاً على الله تعالى مستخيراً إياه مستشيراً خلقه، فإن كانت هذه الفتاة تصلح لك يسرها الله لك يقيناً، وإن كانت غير ذلك أبعدها الله عنك يقيناً.
أتمنى لك السداد والتوفيق، وتابعنا بأخبارك.