مشكلة نفسية
السلام عليكم؛ مشكلتي هي أنني مصابة بالاكتئاب منذ حوالي 10 سنوات وكنت أتناول دواء اسمه سيبرام وهذا الدواء قد زاد نسبة البرولاكتين عندي بطريقة مخيفة مما تسبب في حدوث الحليب في صدري مع العلم أنني لست متزوجة مما أغار الخوف والفزع في قلبي فقطعت العلاج وتحولت إلى طبيب آخر حيث وصف لي دواء آخر اسمه ريميرون ولكن الحليب لم ينقطع بل لقد تحول لونه إلى اللون الأخضر وتكلمت مع الطبيب بهذا الشأن وقام بعمل الفحوصات اللازمة،
وتبين أن المادة الخضراء هي التهاب واستعملت المضادات الحيوية ولكن دون فائدة ثم توجهت إلى عيادة النسائية لحل تلك المشكلة وقد صدمني بقوله أنه لن تختفي تلك المادة إلا إذا توقفت عن تناول الدواء وأنا لا أستطيع التوقف عن أخذ الريميرون لأن الطبيب أخبرني أنه يجب علي تناوله مدى الحياة وأنا مستاءة من هذا الكلام جدا لأن وزني يزداد بمقدار 2كيلو بالأسبوع،
بسبب تناول الدواء فلجأت إلى التقيؤ ولكن أشعر بالخزي من نفسي بسبب ذلك لأنني أتذكر الآية الكريمة ولتسألن يومئذ عن النعيم فأجهش بالبكاء ولا أستطيع عمل شيء إضافة لذلك الناس لا تتركني وشأني فتقول لي ألا تنظرين لنفسك بالمرآة وواحدة قالت لي لو أحمل18 شهر ما أصبح مثلك مع العلم أن طولي 1.52 ووزني 75 أنا أتمنى الموت على هذه الحياة ماذا أفعل أنا لا أستطيع أن أتكلم لكل إنسان عن مشكلتي وأن السمنة هي نتيجة تناولي الدواء كما لا أستطيع الزواج بسبب المادة الخضراء التي في صدري
أشكرك من كل قلبي لإتاحتك المجال لي للتحدث فأنا مدمرة.
وفي انتظار ردكم وتوجيهاتكم الطيبة.
25/05/2007
رد المستشار
أختي الفاضلة "مي"؛
تحية طيبة لك ولكل من يصبر على ابتلاء الاكتئاب المؤلم.
بالنسبة لزيادة هرمون البرولاكتين بعد تناول العقاقير النفسية بصفة عامة هو شيء متوقع وبالذات في السيدات ومع الجرعات الكبيرة غالبا من العقاقير النفسية، ولكن حالتك ليست شائعة بين من أرى يومياً من مريضاتي وهو نزول الحليب من الصدر عند العلاج بعقاري السيبرام أو الريميرون، وهذا ما سيجعلني أطلب منك عمل أشعة مقطعية على الغدة النخامية بقاع المخ للتأكد من عدم وجود مشاكل بها، حيث يتم إفراز البرولاكتين من الفص الخلفي للغدة النخامية، ويزداد إفرازه أحيانا مع وجود ورم حميد بالغدة النخامية يُسمى "Chromophobe adenoma"، وفي القليل من الحالات نجد زيادة حساسية الفص الخلفي للغدة النخامية لمعظم الأدوية النفسية، والذي يصحبه زيادة في إفراز البرولاكتين من تلك الغدة الصماء والحليب من الصدر، وهذا هو غالبا ما يحدث معك عند تناولك لأي مضاد للاكتئاب.
والحل في هذه الحالات هو أن نعطي المريض مضادا لإفراز البرولاكتين مثل Parlodel ، والذي تتراوح جرعته من 1.25 – 10 milligrams/ day، ويُستحب أن يؤخذ هذا العلاج تحت إشراف طبيب متخصص في الغدد الصماء، حتى يتمكن من ضبط الجرعات المناسبة للمريض ويتحكم في أي أعراض جانبية لهذا العقار إن حدثت، وكذلك يتابع مستوى هرمون الحليب بالدم، وعند توقف نزول الحليب من الصدر يمكنك أخذ أي مضاد اكتئاب آخر لا يزيد من الوزن كثيراً مثل "فافيرين" أو "ويلبيوترين" أو "سيبرام" أو "إيفيكسور"
أختي العزيزة "مي"؛
مشكلتك بسيطة بإذن الله وعلاجها سهل وممكن، ندعوا الله لك أن ينقص وزنك مع العلاج الجديد للاكتئاب، ويكون جميلا منك لو مارست أي رياضة تفضلينها بصورة منتظمة وأحبذ لك رياضة المشي يوميا وبالذات في الصباح الباكر أو المساء بصورة تصاعدية مثلا أول يوم 15 دقيقة ثم 20 دقيقة يومياً بعد عدة أيام وهكذا، وأرجو منك ألا تلتفتي لنقد الناقدين لزيادة وزنك، فلكل منا قدر من العيوب يكفيه، وكذلك من الحسنات، فمن أشار إلى عيوبك أشيري أنت فوراً إلى مميزاتك وحسناتك، أحر الدعوات من قلبي لك بالخير والعزيمة والشفاء من كل داء، وتابعينا بأخبارك.
ويتبع >>>>>>: زهرة البنفسج تريد الانتحار