مشكلة الوسواس والرهاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
هل صحيح أن المدرسة البيولوجية أو العضوية في الطب النفسي هي التي أصبحت مسيطرة الآن؟
وإذا كان هذا الكلام صحيح فما فائدة العلاج السلوكي والمعرفي؟
وهل نفهم من هذا الكلام أن كل تمارين ومهارات العلاج السلوكي والمعرفي ليست لها قيمة إذا لم يتناول الشخص العقاقير النفسية؟
وهذا يعود بي إلى سؤال آخر:
هل لابد من تناول العقاقير النفسية لمعالجة اضطرابات نفسية كالوسواس القهري أو الرهاب الاجتماعي؟
وهل يستطيع الشخص أن يكتفي فقط بالعلاج السلوكي والمعرفي ومحاولة تطبيقها بشكل جيد دون أن يلجأ للعقارات النفسية؟
ويعطيكم العافية.
25/05/2007
رد المستشار
الأخ السائل؛
المدرسة البيولوجية العضوية في تفسير الأعراض والأمراض النفسية وعلاجها تعمل مدعومة بثاني أو ثالث تجارة في العالم من حيث حجم المبيعات، وهي تجارة الأدوية والعقاقير، ولذلك فهي محاطة اليوم بحراسة شديدة، ودعاية مكثفة، وبرامج مغرية، وقوة رأسمال جبارة، وهي مثل أشياء أخرى في حياتنا تطلق شائعات وأكاذيب ترتدي ثياب العلم والبحث العلمي، بينما هي تتلاعب بالحقائق والأرقام لتكسب الزبائن!!
والذي أطمئن إليه أن للدواء البيولوجي من أقراص وحقن وغير ذلك أثرا لا يمكن إنكاره، ولكن بقية العلاجات أيضا لها تأثير تثبته الأبحاث الرصينة، والتجربة الحية، والخبرة العلمية في الممارسة، ولا يستغني المريض عن العقاقير طالما يحتاجها، كما يفيده أن يتعرض لأنواع العلاجات الأخرى بحسب احتياجه إليها، والاكتفاء بالعقاقير وحدها، أو أنواع العلاجات الأخرى وحدها غالبا ما يعطي نتائج أقل من الجمع بين هذه وتلك.
وأنا شاهد ومتابع على عودة علاجات قديمة إلى الظهور مع تطوير يليق بالعصر، وأستطيع أن أقول لك أن الاتجاه ضد العقاقير التقليدية أصبح قويا ويزداد يوما بعد يوم لما تبين للناس من خبرتهم أن لها أعراضا جانبية غير مستحبة، لذا فالبحث ما زال دائرا للاستغناء عنها ما أمكن، وحتى يحصل هذا الاستغناء سنبقى محتاجين لالتماس الشفاء حينما وجدناه.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك غير الإشارة إلى أن توحش التوجه الكيميائي في العلاج في الطب النفسي لا يعني أن علاجاتٍ كالسلوكي والمعرفي والتحليلي لا قيمة لها لسبب بسيط هو أن العقاقير تعجز عن إحداث تأثيرات لا يحدثها غير تلك الأنواع من العلاجات، والعكس أيضًا صحيح حيث تستطيع العقاقير إحداث تغير أسرع غالبا من أنواع العلاج الأخرى، وواقع الممارسة في بلداننا يبين أن الناس لا يطيقون تكلفة العلاج النفسي غالبا ولا يطيقون المعاناة التي يتطلبها أحيانا ولمثل هؤلاء تبقى العقاقير سبيلا لا سبيل غيره خاصة عندما تنعدم مؤسسات الدولة التي تقدم أشكال العلاج الأخرى غير العقاقير،... أشكرك وأهلا بك دائما.