أنا في الأول بشكركم على الموقع الجميل دا، ثانيا أنا هأدخل في الموضوع على طول، أنا في البداية أسرتي مكونة من أب وأم وتلات أخوات ولاد يكبروني سنا وأنا البنت الوحيدة والصغيرة كما أن فروقات السن بيني وبين إخوتي كبيرة فأصغر واحد في إخوتي الأولاد يكبرني بخمس سنين.
أنا بأعاني من مشكلة أني وحيدة وأشعر بهذه الوحدة دائما، لدرجة أني بصراحة بكلم نفسي كنوع من الترفيه عن نفسي ولا أجد من أحكي له أحاسيسي ومشاكلي حتى أمي ليست لأنها مشغولة عن البيت بالعكس إنها سعت وراءنا حتى نكون في كليات القمة جميعا أنا وإخوتي، ولكن ما يحزننى أن هذا كل ما يشغلها لا تنشغل بحالتي النفسية بمشاعري يعني مثلا لو كنت تعبانه وفعلا لا أستطيع المذاكرة أجدها لا تراعي ذلك وتتكلم معي بعنف وليس بحنية، فأنا أحتاج لحنيتها لا لشدتها خاصة أني ملتزمة أخلاقيا وأحفظ القرآن تاني حاجة إذا قلت لها شيئا بيني وبينها كسر مثلا لا تكون كبقية الأمهات وتحتفظ بهذا السر بيني وبينها بل تجمع إخوتي الأولاد (ولازم تراعي كلمة إنهم أولاد) وتعلن عن هذا السر أمامهم وتجعلني مضحكة أمامهم فأفر وأنا باكية وغاضبة منها لدرجة أني كنت بكتب ما أشعر به ناحيتها كنوع من الفضفضة فلما وجدت هذه الكتابات عاقبتني عقاب شديد وكانت تأخذ الأوراق وتحتفظ بها كي تذلني بها وقت ما يحصل بيني وبينها أي خلاف آخر.
كانت في سن المراهقة أيام الثانوي يعني لا تشاركني أفكاري واهتماماتي بالعكس أنا كنت دائما محل استهزاء منها مع أني اهتماماتي كانت حاجات أنا أراها حتى الآن أشياء جميلة ومطلوبة مثلا يعني كان نفسي أجيب حصالة أحوش فيها فلوس فقلتلها قبل ما أجيبها أنا عايزة حصالة قاتلي لا هاتي فلوسك وأنا أحوشهالك بس أنا عارفة أني لو أعطتها الفلوس مش هتدهالي تاني ولو ادهتهالي هتسألي إنت هتصرفيها في إيه ولو قلت لها أنا هصرفها في إيه مش هترضى لأنها لا تقتنع بأفكاري مع إن بردوا أفكاري هايفة ولا تستحق كل هذا المهم أنا جبت الحصالة من وراها وطبعا هي عرفت وأخذت عقاب على كدا، ولحد النهارده هيا تذلني بالموضوع دا وبتعتبرني أني عاقة بيها أنا كان نفسي بس أعمل حاجة أنا عايزاها ونفسي فيها مش لازم دماغي تبقى دماغها بالضبط أنا مش هعرف أكون كدا أنا آه هسمع كلامها ولو عايزة عنيه هدهلها بس لازم يكون ليه حرية التصرف في حجات خاصة إنها مش مصيرية.
أنا بقيت انطوائية أوي مليش أصحاب عندي عدم ثقة في نفسي من كتر الوحدة بكلم نفسي أنا كمان بقيت أحب أعد لوحدي مبقتش أحب أعد مع ناس بحس أني مخنوقة نفسي أمي تتغير عشان أرتاح أنا كلمتها كتير بيني ومنها بس مفيش فايده خلتني عصبية جدا معاها وأي أي كلمة أي حد عايزة أقولكوا إن أخواتي وبابا دايما مقيدنها عليا محدش فهمني خالص بس أي حد من برة بيشوفها وهي بتتصرف معايا بيقولي هيا أمك كدا ليه يا ريت تجيبوا على رسالتي وتلقوا لي حل.
سلام
25/05/2007
رد المستشار
ابنتي العزيزة؛
أمك امرأة رائعة وأنت وصفتها بذلك.. فهي اجتهدت معكم حتى وصلتم إلى بر الآمان والتحقتم بكليات القمة.... وكذلك وجهتكم إلى الدين وحفظ القرآن الكريم... مشكلتها الوحيدة أنت، واضح يا ابنتي أنت إنسانة عاقلة وتفكرين بمنطق وترتيب... فأرجو منك أن تخرجي من نفسك قليلا وتنظري إليك وإلى أمك وإلى كل الظروف المحيطة بتلك الشابة الجميلة التي هي أنت ولكن من بعيد، فماذا ستجدين؟؟
ستجدين أسرة متماسكة مترابطة تحافظ على حدود الأدب والدين، ستجدين أما تربي أبنائها وتتابعهم حتى أنها تسأل أين وإلى أين وماذا ستفعل بالمال وهكذا، ستجدين رجالا كبارا أصغرهم على أحسن الفروض 25 سنة والباقين أكبر من ذلك، ثم ستجدين شابة صغيرة في العشرين... يعتبرها الجميع إلى الآن: ابنتهم الصغيرة... وأشك أنهم سيشعرون أنها كبرت في أي يوم من الأيام، وهذا هو سبب كل ما يحدث يا ابنتي.
الذنب ليس ذنبك ولكن حاولي أن تتفهميه.. فأحيانا تكتب الأقدار علينا بعض المواقف والأحوال لا دخل لنا بها ولا نملك لها دفعا... كأن تكوني الصغيرة في بيت أبناؤه أكبر بكثير.. أو تكوني أكبر الأبناء... ولا تسمعي غير عيب أنت الكبير... لا تتصرف هكذا فأنت الكبير.. أو يجب أن تراعي إخوتك فأنت الكبير.. ويكون هذا الكبير طفلا هو الآخر ومن حقه أن يستمتع ويلعب.... وليس ذنبه أنه وصل العالم قبلهم بسنة أو أكثر قليلا
إذن يا ابنتي هي أقدار... أمك تحبك جدا ولكنها حتى الآن لا تستطيع أن تتصور أنك أصبحت كبيرة.. وكما كانت تجمع إخوتك وأنت صغيرة فتخبرهم أنك تعرفت على الحروف والأرقام لأول مرة ويضحكوا وهم سعداء حين يستمعون لنطقك الملخبط للحروف.. مازالت تفعل ذلك حتى الآن.. فماذا تفعلين؟؟ أقول لك أن برها سارٍ في حياتك مهما فعلت وإلا يظل رب العباد غاضبا عليك في الدنيا والآخرة ثم لي عدة نصائح لك:
- حاولي أن ترددي مع نفسك: "هي تحبني ولكن لا تحسن التعبير عن هذا الحب
- عليك بالرضا عن حالك فهي أحسن من غيرها بكثير وإذا كنت لا تصدقين حاولي قراءة مشاكل أخرى موجودة على هذا الموقع وغيره لتشاهدي وتسمعي عن الأمهات الأخرى.
- حاولي برها والتقرب منها واحكي لها عن أحوالك ومشاعرك وشاركيها اهتماماتها وتقربي منها فربما ببرك يلين قلبها وتذكري أنك أنت المطلوب منها المبادرة وأنت المطلوب منك الخضوع "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة " وتذكري فضلها عليك "وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا".
قلت أنك أخبرتيها مرارا وتكرارا بينك وبينها ولكني لا أعرف تحديدا ماذا قلتي لها.. عموما أنا أريدك أن تشعري والدتك بطريقة عملية أنك نضجت وكبرت فالنتيجة العملية تترك أثر أكبر بكثير من مجرد الطلب: من فضلك يا ماما لا تفعلي ذلك
واقرئي من على مجانين:
عائلتي لا تفهمني: ومضةُ برق، وعيون ممطرة!
دبلوماسية العائلة والندم حيث لا ينفع الندم
الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة ! مشاركة
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك.