ماسوشية
أنا شاب مصري أدرس بإحدى الكليات المرموقة، وأشكر القائمين على هذا الموقع لما يقدمون من خدمة جليلة لمن يعانون من مشاكل نفسية. حتى لا أطيل عليكم سوف أتكلم عن مشكلتي: منذ صغري كنت أملك فكرة غريبة وهى حب رؤية الأنثى وهى تعاقب ذكراً، وازداد هذا الشعور مع دخولي المدرسة، ولكن بدء العقاب الذي يلفت انتباهي هو عقاب الضرب على القدمين خصوصا انه كان عقاب منتشر في مدرستي ويتم استخدامه مع حتى تلاميذ حضانة وروضة، وأتذكر أن في هذه المرحلة رجعت يوما للمنزل وطلبت من والدي أن يرسم لي ولداً وهو يضرب على قدمه من قبل معلمته، وكنت ألح عليه إلحاحا كبيراً حتى تكون الرسمة قريبة من الواقع.
ومع دخولي المرحلة الابتدائية كنت أحب أن أستمع إلى جمل التهديد بهذا العقاب من قبل المعلمات إلى أن جاء يوما ورأيت أول تجربة مازالت أتذكر تفاصيل كبيرة منها حتى الآن، وهى كانت لزميل عوقب بهذه الطريقة من قبل الناظرة، وانتابني يومها شعورا غريبا لم أكن أفهمه، وخصوصاً وأنى كنت في الصف الأول الابتدائي وكنت أتمنى أن أكون مكانه، وأن أستعطف الناظرة بتلك الجمل التي كان يرددها والتي مازالت أتذكرها إلى الآن.. وكنت دائما أترقب المدرسات التي يعاقبن بتلك الطريقة وأسال زملائي عن حالات العقاب التي شاهدوها في الفصول الأخرى وأسألهم عن تفاصيل منها اسم المعلمة والملابس التي كانت ترتديها أثناء عقابها للتلميذ المقصر وأعود للمنزل وتأتى داخلي خيالات، حيث أتخيل نفسي التلميذ المقصر وأنا أعاقب من المعلمة.
وكان هناك بعض المعلمات التي كنت أتخيل نفسي أعاقب منهن، وكنت أتخيل المعلمة وهى ترتدي ثوبا مميزا تملكه وحذاء مميزا وتعاقبني بضربي على قدمي وأنا أردد بعض الجمل الاستعطافية التي كان يرددها زملائي الذين عوقبوا بهذه الطريقة وكنت أفكر في هذه الخيالات يوميا، وكنت لا أفهم ما هذا الشعور، وأعتقد أني أملك حالة غريبة لا يملكها فردا غيري. ورأيت بعد ذلك عددا من حالات المد لزملائي من قبل مدرسات كنت أشارك فيها بخلع حذاء الطالب المعاقب وتكتيفه ومازالت أتذكر هذه الحالات تذكرا تاما بكل التفاصيل وأعود للمنزل وأتمنى نفسي مكانه، ومن التفاصيل التي تكون ضمن خيالاتي أن اضرب على جواربي ويكون ذات رائحة كريهة، مع العلم أن كل حالات المد التي رأيتها كان يتم ضرب الطالب على جواربه ودائما يكون ذات رائحة كريهة تجعل المعلمة تبتسم وتسخر منه.
ومع مرور الوقت بدء التفكير في هذه الأمور يعطى إحساسا جنسيا ممتعا إلى أن أصبحت أمارس العادة السرية بكثرة أثناء تفكيري في هذا الأمور وأصبحت هناك بعض الكلمات التي تثيرني مرتبطة بهذا العقاب خصوصا عند صدورها من أنثى. ودائما يلفت نظري النساء التي تملك سلطة ما حتى إذا لم يتمتعن بالجمال، ودائم النظر لأقدام النساء ويلفت نظري الجوارب التي ترتديها السيدة.
لم أستطع مصارحة أحد بهذه الكارثة فالموت أهون من معرفة أحد بهذا السر.
وبالنسبة لظروفي الأسرية.. فأبي وأمي حنونان لأبعد حد ولا أذكر أنهما عاقباني بأي نوع من أنواع القسوة، وأنا لم أعاقب عمري بهذه الطريقة. ولقد ذهبت مر ة واحدة لطبيب نفسي ولكن بشان إحساسي برهاب اجتماعي وترددت كثيرا قبل الذهاب ولكنى في النهاية ذهبت، ولكنى لا أستطيع الذهاب لاستشارة طبيب في هذا الشأن إطلاقاً.
وأطلب من سيادتكم إعطاء حل يساعدني على الصمود، خصوصاً أني أشعر أن هذا يبعدني عن أمور ديني ويجعل الذنوب تحيط بي.
وأكرر شكري لجميع الأخصائيين القائمين على هذا الموقع.
25/5/2007
رد المستشار
الأخ الحبيب؛هذه الحالة التي تصفها بالغريبة والكارثة وأنها السر الذي يكون الموت أهون من كشفه.. وأنها الحالة الفريدة وأنك الحالة الوحيدة في العالم.. هي اضطراب معروف في الطب النفسي يسمى المازوخية أو الماسوشية Masochism ، وهي طلب المصاب بإحداث الألم والتعذيب لذاته للحصول على المتعة الجنسية، وهي تحمل معنى الإذلال أكثر من الشعور بالألم. فالشخصية الماسوشية تستعذب الضرب والتعذيب لأن في أعماقها رغبة في أن يسيطر عليها أحد وأن يستذلها ويهينها أحد. وقد أخذت الماسوشية اسمها من اسم الروائي النمساوي "ليوبولد فون ساشر ماسوش" والذي كانت شخصياته تجد متعتها الجنسية في التعذيب والإهانة.والسلوك الماسوشي قد لا يتوقف عند الممارسة الجنسية بل يظهر في السلوك اليومي, وهو ما يسمى بـ "الماسوشية المعنوية" (Moral Masochism ), وفى هذه الحالة نجد الشخص يميل لأن يكون مظلوما دائما, ويعرض نفسه بوعي أو بغير وعي للإهانة والإيذاء النفسي والبدني, وعلى الرغم من شكواه الدائمة من الظلم والقهر والعدوان إلا أنه لا يكف عن السلوك الذي يعرضه دائما لكل هذا.وأعتقد أنها تتشارك مع حالة أخرى موجودة لديك هي الفيتيشية أو عشق التمائم:Fetishism وهي حالة تشاهد عند الرجال غالباً، يصبح استخدام الأشياء الجامدة المتعلقة بالطرف الآخر هو أفضل وسيلة لإثارة الرغبة الجنسية، وغالبآ ما تكون هذه الأشياء هي الملابس الداخلية للمرأة أو الأحذية ، الألبسة المطاطية أو البلاستيكية... إلخ، وهي المصدر الأساسي للذة الجنسية.وكلا الاضطرابيين ينتميان إلى زمرة من الاضطرابات الجنسية تسمى اضطراب الإيثار أو التفضيل الجنسي Sexual Preference Disorders - Paraphilia.والأمر الهام جداً بالنسبة إليك أنك أيها الأخ الفاضل لا زلت في نطاق التخيلات Imaginations ولم تدخل في حيز تطبيق ما تتخيله جنسياً على أرض الواقع، ومن هنا لا ينبغي أن تشعر بأي ذنب.وأعود وأقول لك أن هذه الحالة الغير طبيعية لست أنت وحدك المصاب بها في العالم كما أنك لست المسئول عنها فهناك العديد من العوامل التي ساعدت على نشؤها تتعلق بالعوامل الوراثية وظروف التربية وعلاقة الطفل مع والديه وغيرها، ولا تزال هذه الأسباب حقل نشط للأبحاث العلمية والدراسات الطبية. ومن هنا أيضاً لا ينبغي أن تشعر بالذنب.ومهما تكن الأسباب لهذه الحالة ومهما يكشف لنا العلم في المستقبل، فيجب أن لا يُفهم من كلامي التبرير لهذا السلوك الجنسي!، والذي أعنيه أنك ما دمت في حيز الأفكار دون الأعمال فلست مذنباً أمام ربك سبحانه وتعالى، فلا ينبغي أن تشعر بالإثم من هذه الأفكار فربنا لا يعاقب على ما يخطر بالبال بل يعاقب على الأفعال والأقوال، واعلم أنه يغفر بعد ذلك لمن يشاء، قال تعالى: (وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا) (النساء:110)لأن الله يعلم تمام العلم مدى تأثير الإحساس بالذنب على نفس المؤمن من بني آدم وغير المؤمن. فالشعور بالذنب يمتص الطاقة النفسية كما يمتص الإسفنج الماء، ليشعر الإنسان بالعجز والضعف. ولا ينبغي أن تشعر بالدونية أو نقص تقدير الذات Low self esteem لأنه أمرٌ خارج عن إرادتك، والذي ضمن حدود إرادتك وما ينبغي أن تعمل عليه هو فقط عدم تطبيق هذه الأفكار والخيالات في حيز الواقع.ونقص تقدير الذات عندك موجود وهو يفسر لنا إصابتك بالرهاب الاجتماعي Social Phobia الذي جوهره وجرثومته المسببة هي الشعور بالدونية أمام الآخرين.ولعلاج هذه الحالة أنت بحاجة لنمط من العلاج النفسي السلوكي المعرفي Cognitive Behavioral Psychotherapy وعلى عدة جلسات. ومن الممكن اللجوء إلى العلاج الدوائي، خاصة إذا كان هناك علامات لأي اضطراب نفسي مصاحب لهذا الاضطراب كالاكتئاب أو القلق مثلاً.واعلم أيها الأخ الكريم أن هذه الأفكار لا تعيقك عن الزواج ولا تؤثر على علاقتك الجنسية مع زوجتك، ما دمت ضمن نطاق ما أحل الله من هذه العلاقة. على العموم هنالك العديد من المخاوف الحالية و المستقبلية لديك والتي لابد لك أن تعرضها وتناقشها مع معالجك النفسي.كما أن هذه الحالة تمت مناقشتها على موقعنا في العديد من الاستشارات التي بإمكانك الاطلاع عليها، أتمنى كل الخير والعافية النفسية والجسدية؛ بل والجنسية.واقرأ على مجانين: