السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب في الفرقة السادسة في كلية الطب أعاني من أعراض ما يسمى الرهاب الاجتماعي منذ ما تستطيع ذاكرتي التذكر, علاقتي بالأسرة جيدة ظاهريا ولكن نحن أشبه بالموظفين نلتقي بانتظام ونتحدث في السياسة والكرة وكل شيء لكن أحدا من أسرتي لا يعرف عنى شيء......
أحاول كسب الأصدقاء لكن أظل الملقب بالخنيق أو"بابا جد" كما يحلو لأحدهم تسميتى..... أحاول أن ألتزم دينيا ولكن تظل الوحدة هي شيطان كل شاب.
أعود إلى مشكلتي, فأنا أشعر أني فاشل تماما ولا أمل لي في المستقبل أشعر أني كهلٌ ولست شابا وكأنني عالة على الحياة.... قد تستغرب أني أشكو من ذلك الخوف الاجتماعي الرهيب إذا عرفت أني أسكن في المدينة الجامعية وأسافر من محافظتي إلى القاهرة للسنة السادسة, نعم قد أكون تقدمت خطوات في ذلك الاحتكاك ولكن قفز بى العمر خطوات أكثر, الطفل المكسوف أصبح شابا عاجزا تماما حتى ولو لم يلاحظني أحد.
مرت ثلاث سنوات بتقدير امتياز ومع بداية السنوات الإكلينيكية انكشفت أمام نفسي, لم يعد بوسعي الهرب أو التخفي أكثر من ذلك, تدهور مستواي كطبيب عن زملائي رغم أني أكثر حظا في القدرات العقلية ولكني لا أستطيع أن أدخل مستشفى بمفردي فما بالك بالتدريب على المرضى والتعامل معهم أو التدرب في الصيدليات.....
أصبحت حتى لا أستطيع التركيز في مذاكرتي بل لا أذاكر أصلا.... أشعر بالدونية الشديدة حتى تجاه أبسط العمال فأحدث نفسي أني لا أستطيع أن أعمل مثله... وأتساءل ما ينقصني؟؟
فأنا لدي عقل وجسد مشهود لهم بالكفاءة, وحتى إذا لم يكن..... فأنا لا أريد أن أكون عالما كما كنت أحلم, فقط أريد أن أنجح بل قل أن أعيش كأي فرد. إذا كان هذا هو المستقبل فالواقع كالتالي, لا أزور أحدا بل وأتجنب أن يزورني أحدا, مع هذا تقتلني الوحدة وإن كانت تقيني شر المواجهة.... لا أعلم أحدا يفكر كثيرا قبل أن يتخذ قرارا.... بأن يذهب إلى البقال!! فما بالك بالحلاق, ماذا سأقول وماذا سيقول.
أشعر باللوم الشديد إذا عبس أحدهم حتى لو لم يكن يقصدني..... ترى هل هذا شاب في ال23 من عمره؟؟ كيف سأدير بيتا وأسرة..... بالمناسبة قد أضيع فتاة أحبها, لكن لا أمل لي أن أتقدم إليها لذا فلم ولن أكلمها... فأنا فاشل منتهي الضيق والتوتر والتصنع حين أكلم أحدا حتى لو أنني أتخيل أحدا أكلمه يظل الشعور كما هو, وكأنني أمثل على مسرحا كل يوم وكل دقيقة...
متى أشعر أني طبيعي, على حريتي؟؟. عفوا لا تقل لي اذهب إلى طبيب نفسي, قد حاولت وفشلت, مرات بسبب الخوف ومرات لا يأتي القدر.. لا تعجب وأنا أقضي نصف اليوم في المستشفى ومع ذلك لم أكلم طبيبا نفسيا بعد أحاول أن أطور من سلوكي, أعافر ولا أيأس لكن الحياة تمر أسرع مني كل ما أطلبه من سيادتك أن تصف لي الدواء كي أبدأ من جديد عفوا... إن تعزر ذلك بسبب نشر الرسالة, فأرجو أن ترسل لي الدواء والجرعات على إيميلي دون نشر الرسالة
آسف على الإطالة ولكن قد تنقذ حياتي وتبدأ بي من جديد.....
شكرا
25/05/2007
رد المستشار
عزيزي "رامي"، أهلا بك علي موقعنا؛
لماذا يا أخي كل هذا اليأس الذي يقطر من بين سطور رسالتك كأن الدنيا انتهت وتحاول أن تلحق اليوم الأخير، كل هذه النظرة السوداوية من شاب في العشرينات من عمره سينهي بعد أيام سنوات دراسته في أعلى كليات القمة، ليس هذا فقط بل متفوق في سنوات دراسته الأولى، يجاهد ليلتزم دينيا، لديه استعداد لتكوين صداقات لكنه يجهل فقط كيف يفعل هذا.
تنظر صديقي من نصف الكوب الفارغ، وترفض أن تتقدم خطوة إلى النور رغم أنه يظهر لك نصف نهار في المستشفى، تخاف من مقابلة الطبيب النفسي كأنه سيلتهمك أو سيقيدك ويشربك شربة خروع، إنه زميلك أو أخوك الأكبر الذي سيهتم بك غاية الاهتمام ويصغي إليك ولن يرفضك أو يطلق عليك سخافات زملائك بل سيتقبلك ويساعدك ويضع لك برنامجا يساعدك في اكتساب المهارات الاجتماعية، ويساعدك على اتساع رؤيتك للحياة، فترى الإيجابي والسلبي كما هو وحقيقيا وليس كما تتصور أنت (قد أضيع فتاة أحبها، أشعر بالدونية الشديدة حتى تجاه أبسط العمال فأحدث نفسي أني لا أستطيع أن أعمل مثله، فأنا فاشل، لا تقل لي اذهب إلى طبيب نفسي).
أما إذا أردت المساعدة الذاتية فعلى الموقع العديد من الروابط التي تستطيع مساعدتك فاقرأ:
الرهاب الاجتماعي م1
عبادي والرهاب الاجتماعي
الرهاب الاجتماعي: الاسترخاء ثم المواجهة
الرهاب الاجتماعي: خبرة المرض والتعافي
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بأخبارك.