السلام عليكم ورحمة الله تعالى؛
أشكركم جزيل الشكر على هدا الموقع المتميز وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم كما أرجو أن أكون صديقة للموقع لأني أتابعه باستمرار وخصوصا الاستشارات وتربية مجانين، فأرجو أن تجيبوا على مشكلتي فأنا غارقة في المشاكل مع ابنتي الحبيبة التي أتمنى أن تكون ذرية صالحة.
تزوجت وأنجبت ابنتي الوحيدة وأنا في الـ18 من عمري وعلاقتي بزوجي مستقرة ولله الحمد. ابنتي الآن تجاوزت الخامسة ببضعة أشهر، ومنذ أن كان عمرها سنة ونصف سنة لاحظت عليها ممارستها للعادة السرية، وقد تزامن ذلك مع نزع الحفاظ.
كنت أمنعها وألهيها لكن دون جدوى.. فاضطررت إلى ضربها ومن ثم أن أحرقها بين فخذيها -أعرف أني أجرمت في حقها وأنا نادمة سامحني الله- ثم بعد سنة من ذلك أخذتها إلى طبيبة الأطفال فأخبرتني أن الموضوع متفش في صفوف الأطفال، والمهم أن تقلع عن هذه العادة قبل سن الـ3، لكن لم يحدث تغيير، قكنت أضربها ضربا مبرحا -سامحني الله- وقمت بحرقها للمرة الثانية..
فقد كانت تتكئ على أي شيء حتى تتصبب عرقا دون أن تراعي وجود أي أحد والآن لم تعد مدمنة لكن تعود إليها على فترات، مع العلم أن ذلك يمكن أن يكون في الصف وأمام المعلمة والتلاميذ.
المشكلة الثانية هي العند.. ففي كل صباح نتناقش على لباسها.. أقول يمين تقول شمال، وأضطر إلى ضربها في كثير من الأحيان بغض النظر عن العند في مسائل أخرى.
المشكلة الثالثة أنها عنيفة فهي تتعامل وكأنها ذكر وتعنف كل من حولها، كما أنها تكثر من مشاهدة التلفاز مع العلم أن ليس لها إخوان ولا جيران.!
ومشكلتي الأخيرة هي مذاكرتها فهي ثقيلة الفهم ثقيلة في الكتابة تسرح كثيرا لا تركز في الفصل مع أن نتائجها لا بأس بها مع أني كنت أتوقع أن تكون أحسن لأنها ذكية إلى حد ما.
أعلم أنكم ستلومونني لكن أنا أحبها إلى درجة الجنون
وأتمنى أن توضحوا لي الطريقة المثلى للتربية.
6/5/2007
رد المستشار
الابنة العزيزة؛
أهلا وسهلا بك على مجانين، ستكون ابنتك إن شاء الله بخير ولكن يلزمها أن تقيَّم نفسيا ومعرفيا وكذلك عصبيا، فمن الواضح أنها مضطربة السلوك وذلك قد يكونُ لسببٍ ما ربما أمكن تداركه وعلاجه إن شاء الله.
كثيرا ما يعبث الأطفال ذكورا وإناثا بمناطق الأعضاء الجنسية، ومنذ السنة الأولى للعمر وهذا جزء من استكشاف الطفل لجسده، والاستجابة الطبيعية من الأم أو الأب قد تكون الإهمال وهذا هو الأفضل لأن الإهمال يمثل أفضل استجابة لا تؤدي بالسلوك لأن يصبح عادة، أو قد تكون الدرجة التالية هي أن نقول للطفل أو للطفلة "كُخ يا حبيبي" مثلا.. أما أن يصل الأمر إلى حد العقاب فلا يوجد سند شرعي ولا علمي لذلك، ولكن عفا الله عما سلف ويكفيك لومك لنفسك، وإن كنت لا أظن أن لتصرفك هذا علاقة باضطراب سلوك البنت الحالي.
كثيرا ما تعرض علينا حالات لبنات في عمر ابنتك حفظها الله أو أكبر يمارسن فعل الضغط هذا الذي تشيرين إليه على المنطقة التناسلية وبعضهن يضغطن أجسادهن مقابل شيء صلب كحافة كرسي أو مسند مقعد أو غيره، وبعضهن يقمن بضغط الساقين وضمهما ضما شديدا حتى يحدث ما تصفين من العرق ومثل هذه الحالة عادة ما تكون محيرة في تشخيصها لأن التشخيص الفارقي Differential Diagnosis يتضمن احتمالات عديدة بعضها يتعلق باضطراب العرات وبعضها ربما يكون ذا علاقة باضطراب النشاط الكهربي للمخ، ووصفي للحالة بأنها محيرة في التشخيص ينطبق على الحالة عندما تكون أمام الطبيب النفسي فما بالك بحالي أنا وأنا أستشار عبر الإنترنت؟
أما ما تبقى من أعراض ذكرتها لنا كالعند والسلوك العنيف والإسراف في مشاهدة التلفاز وكثرة الشرود وصعوبة الأداء الدراسي –وأصلا أنا لا أدري ما هي المذاكرة المطلوبة من طفلة دون السادسة من العمر؟ يفترض أنها في مرحلة الروضة ما تزال-، هذه الأعراض أيضًا يمكن أن تشكل جزءًا من اضطراب العناد الشارد، ويمكن أن تكونَ غير ذلك.
وأهم نقطة أود أن أبينها بوجه عام هي أن من الخطأ أن نبدأ في تعليم الطفل دون سن المدرسة بطريقة مدرسية حيث يطلب منه أن يتعلم الحروف وبعض الكلمات في الروضة وأن يقوم بأداء واجب منزلي في المنزل هذه في ذاتها جريمة في حقه كإنسان!! لماذا؟؟؟ لأن الطفل في هذه المرحلة يكون معدا للتعلم عن طريق اللعب وتكون مهارة الابتكار والقدرة على التخيل في أرحب مراحلها ويجب أن تترك لتنمو أكثر ولا شيء ينميها مثل اللعب.
وحين نضع طفلا في هذه السن داخل سجن تخيلاتنا عما يجب أن يكونَ عليه ليكون معدا لدخول المرحلة الابتدائية وجاهزا بحفظ الحروف والكلمات، بحيث يحرم من اللعب فإننا نقتل فيه موهبة الابتكار من الصغر ونحوله إلى كائن لا يصلح إلا ليكون موظفا ينفذ الأوامر واللوائح لكننا لن نحظى أبدا بإنسان قادر على الإبداع والابتكار، ولا بد أن تقرئي عن أهمية اللعب في الطفولة، فالحقيقة أن من المؤلم جدا ما يجري في معظم -إن لم يكن كل- رياض الأطفال حيث يحرم الأطفال من اللعب في فترة الروضة الصباحية لكي تقوم المربية بتعليمهم الحروف، ثم تعطيهم الواجب المنزلي ليستكمل الآباء والأمهات حرمان أطفالهم من اللعب في البيت وحجة الجميع هي أن المدرسة التي سيدخلها الطفل بعد سنة أو سنتين تريده جاهزا عارفا للحروف الإملائية وبعض الكلمات وأنا هنا أقولها كلمة أحاسب عليها أمام الله: كلما بدأنا تعليم الطفل بطريقة مدرسية مبكرا كان حجرنا على خياله أكبر وقتلنا لقدرته على الابتكار أبشع! والطريقة المثلى للتعلم في سن كسن ابنتك هي باللعب.
إذن فابنتك تحتاج إلى عرض بسرعة على طبيب متخصص في طب نفس الأطفال وربما مختص بالأمراض العصبية للأطفال أيضا، وتحتاج منك أنت إلى قراءة واطلاع أوسع، فراجعي أقربهم من محل إقامتك..
وأهلا بك فتابعينا بأخبارها.