أخي مريضٌ بالفصام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أتمنى أن تكون بخير حضرة الدكتور الفاضل أنا أحمد غريب من العراق يعاني أخي من مرض انفصام الشخصية حسب تشخيص الأطباء هنا في العراق، والمشكلة أن الأعراض التي يعاني منها شديدة جدا وظهرت فجأة فالمريض كان طالب جامعة وفي أحد الأيام عاد وهو خائف جدا ويقول إن الشرطة والأمن تلاحقه وأن الناس تنظر إليه وتراقبه وبدأ بنوبات غضب رهيبة حيث قام بتكسير أثاث البيت بالكامل وامتنع عن الأكل...
وبدأنا مراجعة طبيب اختصاصي وبدأت حالته بالتحسن ولكن لم تستمر سوى ثلاثة أشهر ثم انتكس وعادت الأعراض من جديد وتم إدخاله للمستشفى واستخدموا الرجات الكهربائية وأدوية جديدة وقالوا إنها فعالة وحديثة زابركسا ومن ثم بعد فترة بسبب عدم استجابته للعلاج استخدموا رسبردول ولم تتحسن الأمور حيث لحد الآن مضرب عن الطعام ويسمع أصوات تتكلم معه وهو أسير هذه الأصوات فساعة يضحك وممكن يبكي وساعة يثور ويكسر، ويعاني من نحول شديد بسبب عدم تناول الأكل والدواء حيث يقضي معظم الوقت يسمع أصواته ويرفض الخروج من الدار لأنه يعتقد أن هناك من يريد قتله.
وحاول الانتحار عدة مرات ولا يوجد في العراق مصحات تخصصية ممكن الاعتماد عليها لذا أرجو منك وأتوسل إليك إن أمكن أن تفيدنا في إيجاد حل سنكون ممتنين لك مدى الحياة علما أنه مضى على مرضه قرابة ستة سنوات مع فائق الشكر والتقدير.
18/5/2007
رد المستشار
عزيزي "أحمد"؛
أهلا بك في البداية على موقعنا، وجزاك الله كل خير لاهتمامك الشديد بأخيك ومراعاتك له، شفاه الله لكم وعافاه.
في البداية أود أن أسأل عندما اختفت أعراضه المرضية في المرة الأولى هل توقف عن تعاطي الأدوية أم استمر عليها؟
ثانيا تشخيص الأطباء للحالة غالبا سليم، كما أن التعامل معه بالأدوية المذكورة سليم إذا استخدمت بالجرعة المناسبة والمدة المناسبة.
المشكلة الآن في محاولاته الانتحارية وامتناعه عن الطعام وهو في هذه الحالة لا يمكن علاجه بالمنزل بل يجب فورا إدخاله إلى إحدى المصحات النفسية دون إبطاء وهنا قد يلجأ الأطباء إلى عزله في غرفة مجهزة لحالات المحاولات الانتحارية وهناك طرق كثيرة لتغذيته وإعطائه الأدوية على سبيل المثال (الحقن في العضل) وهنا قد نلجأ إلى جرعات كبيرة في البداية للسيطرة على الأعراض ثم تقل بالتدريج.
وبعد أن تهدأ الأعراض يجب التدخل بالعلاج النفسي التدعيمي (عمل علاقة علاجية جيدة معه يتم من خلالها التحكم في هلاوسه وأفكاره الاضطهادية وحثه على عمل أنشطة اجتماعية ووظيفية بسيطة ترفع درجة ثقته!! وتقلل انشغاله بهلاوسه) وهو ما يحتاج وقت طويل وطبيب صبور ومثابر وأهل لديهم القدرة العالية على احتضان المريض. فنصيحتي أن تذهب به من فورك إلى المصحة، وإذا لم تكن على ثقة من العلاج في العراق الشقيق يمكنك اختيار إحدى البلدان العربية إذا كان هذا سهل ومتاح. ونحن في انتظار أخبار شفائه إن شاء الله فتابعنا.
واقرأ على مجانين:
عبد الله والفصام؟ م1
فصام زوراني نماذجي