حتى في الماجستير أحبُّ أستاذي
كرٌ وفر.. إقدامٌ وصدود.. غيابٌ وحضور. استجابة وتجاهل.. تلك كانت أشكال العلاقة بي الباحثة والأستاذ. مارست آنستي وصايا جدتك الخالدة حواء في فن ترويض الرجل. حاولت أن تخرجي من إحباطك الأسرى إلى تطلع مشروع لارتباط مستقبلي سلمك فيه الفارس الموعود مفتاح مكتبه واحتفظ لنفسه بمفتاح قلبه.. أحضر العيش والملح وربما الفول والفلافل أو الكباب والكفتة أيا كان الغذاء للتقارب ورفع الكلفة ولكن بحرص الباحث الخبيث بحيث ألا يترجم ذلك إلى إجراء عملي للارتباط -ولد ذكى وحويط- وأنت بدورك تعمدت التقل -وهو صنعة حواء المجربة في مختبر الحياة، إلا أن اللاعب والملعوب به متكافئان في الذكاء وفى طريقة اللعب.
ما كان أغناك آنستي عن هذا الدوران والكر والفر وحاولت استخدام المنهج المباشر الذي تواجهين به الخصم شديد الدهاء وتسأليه عن الظروف التي جعلته لم يرتبط للآن وقد حصل على الدكتوراه والوظيفة الأكاديمية، وتلمحين له باستعدادك للوقوف بجواره لتذليل أي عقبة في سبيل إنهاء البحث المشترك الخالد بين الذكر والأنثى؟ ألم تدرسي في مبادئ الرياضيات أن الخط المستقيم أقصر مسافة بين نقطتين؟
لقد أبدعت الدكتورة حنان في الرد على مشكلتك وإرجاعها إلى الجذور العائلية أما وقد أصبحت مستقلة بالعلم والعمل فحق عليك أن تقدمي على بناء المستقبل بثقة وجدية ووضوح وثبات. وفقك الله بنيتي وسدد خطاك.
عوني الحوفي
20/5/2007
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
الحقيقة أن المبدع هو حضرتك يا فندم، بعثت لي ابتسامة وسط الهموم لكن اسمح لي أن أعترض على فكرة انهاء البحث الخالد بين الذكر والأنثى خوفا في حالة انتهائه تنقرض البشرية، ويبيع أهل علم النفس ذرة مشوية على النيل.
تثقل على حواء للمرة الثانية باعتبار سلوكها كردة فعل تلاعبا ودهاء في حين لا يغدو حقا عن كونه ردة فعل لسلوك آدم الصياد الذي ارهق الفريسة تربصا ومراقبة ولم يقرر بعد إن كانت تستاهل أن يتعب فيها أو إن كانت تليق بمائدته.
سيدي كانت طالبة محايدة بريئة علاقتها فيه محدودة فبدأ هو في تجاوز الخطوط ورمي الخية لشغل الطريدة، ويبدو أنه مكتفي بحبسها لديه بعدما أدرك حاجتها للاهتمام وأي الناس لا يحتاجه؟ وإن كان ماسلو حين رتب الحاجات جعل الحاجة للحب والتقدير في نهاية الهرم فإن العلاج بالواقع يقول العكس ويرى أن الحاجة للحب والتقدير والاحترام أساسية كي يتوافق الإنسان وينجح في حياته.
نعم أقصر طريق بين نقطتين خط مستقيم ولكن في علاقة الرجل والمرأة لا شيء مستقيم أو منطقي فما زال الرجال متمكسون بحقهم في البدء وإن كان هذا لا ينفي سرورهم وترحيبهم بكل نظرة انبهار وانكسار توجه لهم دون أدنى التزام منهم بها فهم لم يطلبوها بل بذلت لهم.
لدى ابنتنا بدائل من أناس لهم وزنهم ا في الحياة لتختار منها ما تعتقد أنه يناسبها ولكن أعود في النهاية لأوضح موقفي لجميع بنات حواء الذي نقلته لي جدتي رحمها الله وأموات المسلمين بأن ارتفاع السور لا يمنع راغبا جادا.
ويتبع>>>>>>>>: حتى في الماجستير أحبُّ أستاذي مشاركة1