السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا أنا فتاة أبلغ من العمر 17 عاما، أنا الصغرى بالمنزل والوحيدة -البنت- بين تسعة من الأخوة -الأولاد-.
أعيش حاليا مع أبي، وثلاثة من أخوتي، أمي رحمها آلله توفيت قبل حوالي ستة أشهر، وبقية أخوتي الستة متزوجين، أعمار أخوتي اللذين معي بالمنزل -26 - 25 - 22- ،
البيت بدون رقابة مطلقا، الكل يفعل ما يريد، لا أحد يهتم بالآخر، نادراً ما أجتمع معهم، أغلب وقتي في غرفتي عند النت، التلفاز، الفيديو، التليفون، جميع ما سبق لشرح وضعي بالمنزل، مشكلتي ومصيبتي مع أخي ذي الـ 25 عاما، فهو فاسد أخلاقيا، عاطل عن العمل، تعثر بدراسته الجامعية، حتى عندما يسافر معنا للخارج، لا يذهب معنا بل بمفرده، وبحكم غنى والدي وتدليله له، لم يمانع أبي من الصرف عليه إلى هذه اللحظة مع أنه لا يعمل ولا شيء،
بدأت مشكلتي معه، عندما كنت في الصف الأولى الابتدائي، كان عمري حينها 6 سنوات، كنت طفله لا تميز الجمر من التمر، بدأ للأسف بالتحرش بي تحرشا لا أخلاقيا، لم أعرف ماذا يجري! كانت مشاهد أكبر من عمري بكثير، لم يستطع ذهني الذي لا يتجاوز الحلوى والكعك والألعاب تفسيرها، لكني خفت وبكيت، وحاول أن ينسيني ذلك ببعض الهدايا والألعاب، ومع التهديد أيضا بأني لو أخبرت أحد سوف يقتلونني، لوث طهر أفكاري بأفعاله تلك، واستمر معي بهذه الحال إلى أن وصلت للصف الخامس، وقتها بلغت، وعرفت من إحدى الفتيات لدينا بالمدرسة عن حقيقة الأفعال تلك، وعرفت ما أنا عليه، عندما حاول التحرش بي مرة أخرى، قلت له ما قالت لي الفتاة وهددته بأنه لو اقترب مني سأخبر أمي، ولكنه هددني بأنه هو سيقتلني لو تكلمت، وقتها لم أستطع الدفاع فاستسلمت له، فقد كان أكبر مني بـ 8 سنوات، ولا أستطيع الدفاع عن نفسي إطلاقا،
في الصف السادس حصلت المصيبة الكبرى، كان أغلب أهلي في سفر لمكة وبقيت أنا وبعض من أخوتي بالمنزل، طلب مني أن أخذ بعض الحبوب، علمت فيما بعد أنها لمنع الحمل، وأخذني لغرفته، وغبت بذلك المشهد المؤلم الذي حطم حياتي، كان وحش بصوره إنسان اعتدى علي ولم يرحم طفولتي ولا براءتي ولا دموعي، لم أستطع ليلتها أن أنام، كان قلبي مملوءا بالخوف والرعب والحزن والألم، من شده الألم الجسدي والنفسي، سولت لي نفسي بشرب آلكلوركس وقدر الله أن أخي شاهدني وأنا أحاول، وليت مشهدي ذلك أثر به، بل نزعه مني وضربني على وجهي، لا تهمني الضربة بقدر ما يهمني الألم النفسي،
ذهبت لغرفتي وأخذت بالبكاء إلى أن نمت، الأيام التي سبقت الموقف، تغير حالي، فأصبحت أغلب وقتي صامته، حركتي قلت بكثير، أصبحت كالجثة أمشي بلا إحساس لم تعد لي رغبه بالأكل أو مخالطه الناس، عند عوده أهلي لاحظوا شحوبي، لكنهم ظنوا ذلك بسبب ابتعادهم عني، ولم يسألوني عن السبب، بل ذهبوا بي إلى محل الألعاب للتعويض، بعدها بأيام، تحسنت حالتي النفسية بكثير وهذا راجع لطبيعتي، فأنا من النوع المرح، أتناسى الهموم ولو أنها بقلبي، لكني أحاول أن أعيش يومي، لكن إذا اختليت بنفسي ولم يكن لدي ما أفعله، تبدأ الذكريات السوداء بالظهور،
بعد تلك المرة الذي اعتدى فيها علي بشهر تقريباً، اعتدى علي مرة أخرى، بالبداية أدافع ولكني لا أستطيع الصمود، وأصبحت في يده كاللعبة متى ما أرادني فأنا عنده، إلى لحظتي هذه وأنا أكتب لكم رسالتي تلك وهو مازال مستمر معي بفعلته تلك، سئمت من حياتي هكذا،
عندما أفكر بهذه المشكلة أُحس بأني قادرة على الدفاع عن نفسي ولكن حينها لا أستطيع فهو أقوى مني بكثير، أكرهه وأمقته بشدة، أتمنى له الموت، ولا أتمنى له الخير أبدا ولا الهداية، عندما يخرج من المنزل أتمني يصيبه حادث، عندما يأكل أتمنى للأكل أن يتوقف في فمه ويموت، لا أطيق رؤية وجهه،
كثيراً ما يأتيني بأحلامي فاستيقظ مرعوبة ومفجوعة، إحساسي بالألم والحزن والذنب جداً كبير، مع أني ضحية وبريئة ولا يد لي بالموضوع، ماذا أفعل للخروج من هذه المصيبة، لا أحد يعلم بمصيبتي هذه سوى ابنة عمي وهي أكبر مني بـ 3 سنوات لكنها لا تعلم الحل، لدي صديقات كثير لكني لا أريد إخبارهم فهذا سيسيء سمعتي،
هناك شخص يعلم بمشكلتي، وهو في إحدى المنتديات وهو من حاول مساعدتي وإعطائي عنوان لموقع المشاكل،
آسفة جدا ع الإطالة لكني لا أعلم اختصارا لمشكلتي تلك، ولا أعرف كيف أواجه المشكلة ولا التصرف ولا حماية نفسي؟؟؟
أرجوكم أن تجدوا حل لهذه المشكلة بدون أن تكون هنآك مشاكل بالمنزل، ولا أريد آن يكون الحل إخبار أبي، فهو كبير بالسن وأخاف لو أخبرته تصيبه جلطة لا سمح الله بسببي، لا أقول بالنهاية سوى حسبي الله عليه، واسأل آلله له الموت قريبا.
أرسلت بمشكلتي هذه لإحدى المواقع لكنني فوجئت برده الفعل، كان أسلوبهم شديد اللهجة، ويلومونني بشدة وبأني مبتعدة عن الله، وبأني قادرة عن رد أخي، يقولون بأشياء لا يدرون عنها وبأن ما يحدث هو زنا ويتوجب حد الزنا وأن علي أن أقول لأخي لو هددني بالموت أن يقتلني لأنال الشهادة، تحطمت بـالفعل من ردهم،
أرجوكم أنيروني بحل لهذه المشكلة،
وجزيتم خيرا.
07/06/2007
رد المستشار
حيرتني يا "جني" أو "جني التحرش" كما أسميك، بل بل جني الكركبة المعرفية السلوكية التي تعيشها أمتنا.... حيرتني كلماتك وأنت تسدين كل منفذ معقول نحو الخلاص من بلواك السوداء المزمنة تلك وتطلبين الخلاص... اسمعي يا ابنتي وبوضوح:
إذا كان ما يحدث من أخيك معك يتضمن إيلاجا لذكره فيك فهو زنا .... وليس أي زنا بل زنا بين المحارم! صحيح أنك في الأصل ضحية لكنك لم تحاولي التحرك من موقف الضحية إلى غيره إلا قليلا وعلى جهل في طفولتك ثم على خلل نفسي في مراهقتك.... فكانت النتيجة أنك لم تتحركي –تقريبا-!.
لا أغفل أن أحدا ربما لم يقدم لك التوجيه المناسب، وأتخيل كيف يمكن أن تكون الحياة في بيتٍ عربي ثري متطور وكيف انفصمت عرى الأسر العربية من الداخل فأصبح كلٌ في وحدته! وأصبح عندنا من يعيشون في بيتٍ واحدٍ فقط ولا تواصل بينهم، ولولا أن الأنثى ما تزال في البيت لتعرينا أكثر .... ما عليك من هذا.... هم مقصرون في حقك، أهلك والناس من حولك، وأخوك الفاسد جرجرك مخادعا ومهددا ومغتصبا جرجرك على مدى السنوات..... كل هذا مشترك بينك وبين معظم حالات زنا المحارم في البيوت.
لكن أنت أين أنت؟ إن إبقاءك لهذا الأمر في طي الكتمان هو أمرٌ لا يصح بكل المقاييس.... كيف يصح وأنت تصفين حالك مع أخيك (وأصبحت في يده كاللعبة متى ما أرادني فأنا عنده، إلى لحظتي هذه وأنا أكتب لكم رسالتي تلك وهو مازال مستمر معي بفعلته تلك،).... وأما رد فعلك أنت فيصبح وكل ما تستطيعين -ولست خرساء ولا معاقة بشكلٍ أو بآخر- أن تكرهيه وتدعين الله عليه وصولا إلى طلب موته! لتستريحي؟
جني التحرش أو الكيان الأنثوي الذي ينتج في مثل ما ذكرت هل يمكنُ ؟؟؟ أو هل يتحتمُ عليه في ظل ظروف مجتمعاتنا وبيوتنا الخربة من داخلها هل يتحتم عليه البقاء بهذا الضعف؟؟؟ لا لست أظن..... ولو لم تنجحي في منعه منعا باتا من الوقوع بك في الحرام بأي صورة وحدك أو مستعينة بمن تختارين وحالا فور قراءة هذا الرد..... فإنك -رغم اعتلالك النفسي وخلل مفاهيمك الموحش! وحاجتك الأكيدة للعلاج النفسي- مسئولة عن استمرار وقوع الحرام، إذ لا شيء يبرر إسقاط المسئولية عنك في كل ما وصلنا عنك في إفادتك هذه... على الأقل.... من بعد البلوغ....
ذلك -والكلام للأطباء النفسيين-: إلى أي حد يمكن أن تنتجَ خبرة الضرار الجنسي المتواصل من الطفولة حتى البلوغ وبعده ما يسقط المسئولية القضائية الشرعية أو -الوضعية- عن فتاة عاقلة عربية مسلمة؟ هذا سؤالٌ لا نحتاج فيه لرأي الفقه ما دمنا لا نشك في قدرات الفتاة العقلية؟ إلا إذا كان التعرض للضرار الجنسي الشديد والمزمن يواكب نقصا في القدرات العقلية .... وهذا إن وجد فهو نقص عقلي سابق على الضرار الجنسي بل ربما سبب في استمراره، لكن على الأقل في حالتك يا ابنتي لا مجال لسؤال عن القدرة العقلية للضحية الشريك "جني التحرش".
لابد يا بنيتي من المواجهة المباشرة والاستعانة بالله قبل الجميع ثم بمن تختارين أخا أو قريبا أو طبيبا نفسيا لتخبريه وتطلبي حمايته لك....... ولو وصل الأمر إلى الاستعانة بالشرطة –لو وصل بك الضعف إلى هذا الحد- فاعلي بل تردد إذ لا خيار هنا لا خيار يا بنيتي لأن لا شيء يبررُ استمرار هذه الجريمة ... لا ضعفك أنت ولا الخوف على أبيك من الجلطة ولا درء خطر الانهيار عن الأسرة، لا شيء من ذلك كله يبرر أو يعفي من المسئولية أمام الله والمجتمع!
اقرئي عن زنا المحارم على مجانين:
التحرش بالمحارم.. السكوت أخطر من الفعل
أضاجع أختي: الهرب أم الانتحار؟
أخي يضاجع أختي وخالي ضاجع أمي
غشيان المحارم بين الجهل والإغواء مشاركة مستشار
أنا وأختي في الحرام: عتاب متألمة مشاركة
أنا وأختي في الحرام الصراط المستقيم: مشاركة
وأرجو أن تكوني مثل خالد الذي نبهنا في استدراكه إلى إمكانية ألا تكون المشكلة -من هذا النوع- حقيقيةً، وأنت على كلٍّ أفضل حالا من أخريات كمن ادعى عليها أخوها أنا وأختي في الغرام: ذكر وأنثي في الحرام، أو أخينا صاحب مشكلة: زنا المحارم أو غشيان المحارم ! وجزيل الاستفهام، ولكن السكوت في مثل حالتك حرام يا ابنتي فلا تستمرئيه.
تمنيت أن أكون أقل حدة معك ولكنني عجزت وعلَّ غيري من المستشارين يلومني فيك، وأنا أنتظر ذلك، ونبقى في انتظار متابعتك، فلا تترددي.
ويتبع>>>>>: جني التحرش السكوت حرام! مشاركة