السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا فتاة عمري 27 عام تقدم لخطبتي شاب يعمل طبيب بشري محترم وملتزم وعلى خلق والحمد لله وفي كل كلامنا الحمد لله أجد الاتفاق في أفكارنا، تحدث معي عن مشكلة عنده وهي أنه منذ 4 سنوات تقريبا تعرض لضغوط شديدة تسببت له في اكتئاب كان يعاني من الحزن الشديد ولا يشعر بطعم الفرحة لأي شيء يمر في حياته مهما كان، في البداية تخيل إن الموضوع بسيط ويستطيع إنه يعالجه بالتقرب من الله والذكر والقرآن والدعاء ولم يجد نتيجة فعالة فبدأ يستشير الأطباء، واستمر على علاج خاطئ لمدة 3 سنوات تقريبا قبل أن يجد العلاج الصحيح الحمد لله منذ 8 شهور فقط.
اللي فهمته منه إن فيه مادتين بينقصوا في المخ في حالة الاكتئاب فالطبيب الأول كان بيعالج مادة كانت مش هي اللي فيها النقص إلى أن شاء الله له إيجاد العلاج السليم عند طبيب آخر منذ 8 شهور فقط، والحمد لله عاد إلى مرحه المعهود وبدأ الطبيب ينقص له الجرعة إلى أن أصبحت حبة واحدة في اليوم. لما بتكلم معاه ألاقيه أحيانا بيزعل بسرعة من حاجات بسيطة وممكن يستمر زعلان.
يوم أو 2 يدون سبب رغم محاولاتي المستمرة للاعتذار حتى لو أنا ماغلطش وأحيانا يرجع له شعور الحزن من غير حتى مسبب ويستمر معه من يوم إلى 3 أيام. لا أعلم هل الطبيب نقص له الجرعة في وقت غلط ولا تأخره في العلاج أدى به أنه سيستمر كده للأبد ولا لسه محتاج وقت للعلاج أكثر؟
وعندي أسئلة كثيرة ثانية:
إيه مدى تأثير تأخره في العلاج الصحيح على حالته؟
إيه مدى تأثير أدوية الاكتئاب عليه بوجه عام؟ على باقي أجهزة الجسم؟ على نفسيته؟ على مخه؟ على قدرته على الإنجاب؟ هل هذا المرض من المقترض أن يؤثر على علاقتنا الزوجية؟
وهل المصاب بهذا المرض ممكن أن يقوم بأشياء خارجة عن إرادته أو يغيب عقله فيها؟ مثل أن يؤذى نفسه أو الآخرين دون أن يعي ذلك؟
وما هي مضاعفات هذا المرض؟
هل من الممكن أن يترك عمله ومسؤولياته تجاه عائلته؟
هل هذا المرض يعبر عن خلل في المخ أو مرض دائم في المخ؟
أريد أن أعلم ماذا أفعل بالضبط وكيف أتعامل معه لو تمت هذه الزيجة؟
أسئلة كنيرة تدور في دماغي ويمكن اللي خايفة منه اكتر الأسئلة اللي مادارتش في دماغي! لأني ماعنديش علم بالموضوع ولم يمر في حياتي ولا معارفي حالة زي ديه فمش قادرة أعرف هل ديه حاجة عادية وبسيطة وأقدر أتأقلم معها ولا ممكن تحصل مشاكل أنا مش قدها!..
والمشكلة الأكبر إني بفكر لوحدي لأنه طلب مني إني ماقولش الموضوع ده لأي حد من أهلي وماقدرش أحرجه وعايزة آخذ قرار سليم.. أرجوك ساعدني يا دكتور أنا أثق في كلامك ومحتاجة تفصيل منك في الموضوع وتقول لي تنصحني إيه؟
R03;وجزاك الله خيرا.
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته
22/5/2007
رد المستشار
حضرة الأخت "مسلمة" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
على ما يبدو أنكِ تنوين دخول عائلتنا –عائلة الأطباء- فأنتِ قريبتنا إذاً. سألتِ عن موضوع الكآبة النفسية التي وقع بها خطيبك، وهذا المرض شائع جداً في أيامنا الحاضرة، حيث أن الناس في الكرة الأرضية عامة، وفي البلدان المتقدمة خاصة أكثر ما يمرضون بالكآبة النفسية والتوتر العصبي. ذلك لعدم استطاعة الإنسان التأقلم مع حياته العملية والاجتماعية. أما بالنسبة للمادتين اللتين تنقصان عند مريض الكآبة؛ فهما "الـ سيروتونين، والـ إبّينيفرين" عندها نعطي المريض أدوية من نوع م.ا.س.ا SSRI تعوّض النقص، بالإضافة إلى بعض المهدئات العصبية لكي نحمي الجهاز العصبي من عواقب التوترات.
بالطبع، لا يوجد قانون عام للعلاج، بل إننا نعالج كل مريض على حِدة، عادة ما نستعمل العقاقير لمدة أقلها ستة أشهر، وقد تطول المدة حسب حياة كل مريض. بالطبع، في الفترة العلاجية نعمل للمريض جلسات علاج نفسي، نهوّن له مصائبه، ونعلمه كيف يواجه المشاكل بدون أن يتفاعل معها و"يحرق أعصابه" كيف يستطيع أن يقول: "معليش"، "ما قدّر الله فعل"، "سوف أحلها غداً"... عندها يصل المريض بعد ستة أشهر إلى حالة يستطيع معها الوقوف بوجه المصاعب بقوة أكبر.
أما تأثير هذا المرض على الحياة وعلى العلاقة الزوجية؛ فهذا الأمر عائد لكل حالة بمفردها، بالطبع كون خطيبك طبيباً هذا يساعد لأن العقل عنده يكون راجحاً، ولا يسمح له بأي تصرّف مشين. إننا نتّكل عليكِ في العلاج النفسي لزميلنا الكريم! علّميه الحب، علّميه نكران الذات، علّميه الصّبر، علّميه... الصّحة والشفاء. ألف مبروك يا مسلمة!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك الفاضل الدكتور قاسم كسروان غير أن أقول لك أن الأسلم والأصح ليس أن تستشري موقعا على الإنترنت حتى ولو كان مجانين لسببٍ بسيط هو أن الوحيد الذي يستطيع إبلاغك بتفاصيل حالته والمآلات المتوقعة لها هو طبيبه المعالج، لذا أنصحك بأن تطلبي منه زيارة هذا الطبيب معه ولو حتى على سبيل المصاحبة ورغبتك في أن تشاركي في علاجه، وسبب ذلك هو أشياء عديدة أذكر لك منها أولاً ليس كل مريض اكتئاب كالآخر هناك دائما خصوصية تتعلق بكل حالة، وثانيا ليس معنى أن طبيبا نفسيا قال لمريضه عندك اكتئاب أن التشخيص الصحيح لحالته هو اكتئاب، فثلاثة أرباع مرضى الفصام يا ابنتي يسمونه اكتئابا والفرق بين التشخيصين شاسع وكبير.