مش عارفة
السلام عليكم؛
أشكركم لما تقومون به من جهد في هذا الموقع الرائع!
مشكلتي هي أني أشعر منذ فترة طويلة بأشياء كثيرة.. ولكن ما دفعني للكتابة إليكم اليوم هو مجموعة من الأفكار بدأت تحاصرني بشكل مكثف وتتناوب علي، ألا وهي:
1- الشعور الشديد بالذنب من كل ما أفعل وكل شيء تقريبا بشكل كبير جدا وخانق.
2- الخوف الشديد من فقدان من أحب أو أن يحدث لهم شيء سيء حتى أني أوقات أتخيل موقف كامل يجسد أحد هذه المشاهد الفظيعة أحيانا أخاف أن أكون السبب في هذا أو أن أؤذيهم.
3- يتردد دائما في ذهني عبارة مثل ((لا أريد أن أعيش)) أو مثل هكذا عبارات.
أصبحت فكره الانتحار أقرب إلى عقلي، حتى أنني أحيانا أمرر آلة حادة على معصمي أو رقبتي من دون أن أؤذي نفسي فقط أتصور الأمر، لأني لا أملك الجرأة الكافية لمثل هذا الفعل، حتى أنني أحيانا (أتخيل موقف وهو أني في إحدى تلك المرات سأجرح نفسي فعلا وعندها سيأتي ملائكة العذاب ليأخذوني وأنا أقول لهم ما كنش قصدي)، بالإضافة لأفكار أخرى.. أفكر فيما حدث معي خلال اليوم كثيرا وألوم نفسي على كل صغيرة وكبيرة والكثيرررررررر من أحلام اليقظة التي أتفاعل معها أكثر من اللزوم.
ومع هذا كله فأنا أشعر بأني فقدت التواصل مع كل شيء مع الناس ومع من حولي، وحتى نفسي، أشعر أني قطعة ثلج في قبر بارد، لا أشعر أبداً بأي شيء حلو حتى العبادات بدأت اقصر بها كثيرا ("أنا عايزه كمان أقول لحضرتك حاجة لكن أرجو أن لا تكتب فيما يلي ما بين القوسين (("...")) علنا احتراما لهذا الشخص وخصوصيته"):
((كانت ومازالت أمي تعانى من الوسواس القهري في أشياء كثيرة في النظافة وتوهم المرض والموت القلق الشديد علينا الاكتئاب أحيانا..... الخ أنا أكبر بنت والوحيدة لذا دائما كنت الملاذ الوحيد لها لكي تحكى عن كل ما يضايقها (فقط أستمع لها)، وخاصة خلال الفترة إلى كان بابا مسافر فيها كل ما تتخيله تسمعه بنت ال7 سنين, أحاسيس ومشاعر كئيبة, مشاكل زوجيه, مشاكل عائليه, مسائل قانونيه, حتى ما تقرأه أو تسمه من حوادث وقصص كئيبة تحكيه لي كله ما يليق وما لا يليق من حوادث قتل وسرقه واغتصاب والوضع البائس في بلدنا.. الخ شربت هذا كله وتجرعته بصمت طوال سنين حياتي التي كنت بها منطوية... وأشعر أنى بدأت أصاب بنفس الأشياء تماما تماما وكم أحبها وأتمنى أن تجد الطريق للسعادة لأني اعلم أنها لم تكن تقصد أبدا وأنها كانت تحتاج لمن يسمع ولم يكن الأمر بيدها أبدا)).
أنا الآن مش عارفه أعمل ايه!، حياتي مقلوبة رأسا على عقب مستقبلي مدمر وتقريبا ربما لن أكمل تعليمي مع أن كل من يرى موهبتي ينبهر ويصر على أن أدرس هذا المجال ويتعجب ولكنى حتى ما املك من قدرات أشعر أني لا أستحقها، وأني لست أهلا لها. كانت لدي زمان طموحات كبيره، لكن الآن أشعر بعدم قيمتها وأنه حتى لو تحققت فليست شيئاً يستحق العناء. في أي حال من الأحوال أشعر الآن أني فاشلة وأني فقدت تركيزي وذكائي وكل شيء. فقدت شهيتي ورغبتي في أي شيء حتى أصبحت هزيلة في الجسم والفكر ضعيفة ولا حياة لي، أقضي كل الوقت على هذا الجهاز ليلا نهارا لا أفعل شيء محدد, فقط أقرأ أي شيء, دائماً نايمه طول اليوم.
بجد لم أعد شيئا أصلاً، أتمنى بشده في أوقات كثيرة أن أختفي من على وجه الأرض وأفكر أوقات أخرى في الموت كثيرا، أشعر بأني لا أستطيع أن أفعل أي شيء، وانه كيف يمكن لأحد أن يساعدني إن لم أساعد أنا نفسي هذا صعب ومستحيل.
أكتر ما يضايقني هو أن فكرة الموت والانتحار أصبحت أقرب وكل يوم تزداد قربا وتحتل مساحه كبيره من عقلي المضطرب تماما، ولهذا السبب خصيصا بعثت لكم بتلك الأشلاء المبعثرة حتى أعمالي الفنية أصبحت كثير تتحدث عن الموت والفناء تكاد تسمع منها أصوات أشباح في مقبرة، وتشم منها رائحة الدم الرطب!..
بجد أنا خايفه.. أنا مش عايزه أموت كافره... أنا كنت ملتزمة وبحب ربنا مش عايزه أخسر آخرتي...
8/6/2007
رد المستشار
أشعر أني قطعة ثلج في قبر بارد!!!
كم آلمتني كلماتك التي يعتصرها الألم، بل حقيقةً أدمعت عيني.. كم وكم سمعت من مرضى يصفون معاناتهم، لكني لم أسمع قط منهم كهذه العبارة التي لخصت بها ما يملكه قلبك الصغير من الألم والمعاناة والحزن.
الأخت الكريمة التي تسمي نفسها النهاية The end أرجو من الله العلي القدير أن تكون رسالتي و ردّي على استشارتك البداية لنهاية معاناتك.
عزيزتي ما تصفينه يمكن تلخيصها بأنك تعاني من اضطراب الاكتئاب الجسيم أو الكبير Major Depression Disorder وهذا المرض يتضمن مجموعة من الأعراض والشكاوى على رأسها الحزن الشديد المستمر لفترة لا تقل عن أسبوعين، مع إحساس عميق بالذنب Guilt أو الإثمية أو الشعور المرضي بالذنب، مع أفكار مبالغ بها Over value ideas وتفكير كارثيCatastrophic thinking ، وشعور بالدونية ونقص من تقديرك لذاتك Low self esteem، ونقص الاستمتاع بمباهج الحياة Anhedonia، مع التفكير وتمني الموت Suicidal Thoughts Attempts .
إذن هذا مرض وعلاجه متوفر والشفاء منه ممكن والحمد لله. وعلاجه بشقين علاج دوائي وعلاج نفسي معرفي لعدة أشهر.. ونحن هنا لسنا لنصف لك دواءاً أو نعالجك نفسياً برسالة أو باثنتين.. بل نترك هذه المهمة لطبيبك النفسي.. إنما هذه الرسالة وهذا الرد هي خارطة الطريق على سبيل الشفاء بإذن الله تعالى.
بإمكانك الإطلاع على هذه الروابط:
الاكتئاب الجسيم لا الأعظم!
الاكتئاب الجسيم كيف يسلب الإيمان؟
متى تصنعين الحياة؟ أقوى من الاكتئاب
الإحباط والاكتئاب والعلاج المعرفي
الاكتئاب الجسيم ، وماذا بعد ؟؟
الوسواس القهري والاكتئاب مشاركة
الأخت الكريمة؛ اخرجي -يا من تدعين أنك قطعة ثلجٍ- من قبرك البارد الذي صنعته لك الأيام.. اخرجي إلى حرارة شمس الحياة.. صدقيني لن تذوبي.. بل صدّقيني أنك -لا أقول ستحرقين- بل ستنيرين بفنك وإبداعك الدرب للآخرين.. يا من تدعين أنك قطعة ثلجٍ، نعم أنت قطعة ثلجٍ في جبلٍ جليدي عظيمٍ صامدٍ في وجه رياح الشمال.. أتمنى لك كل الخير.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به ابننا النابغ د.ملهم الحراكي غير أن أعتذر لك لعدم حذف ما طلبت حذفه نظرا لما في عرضه من فائدة لقراء الصفحة، ولأن من المفترض أن من يرسل مشكلته على استشارات مجانين قد قرأ شروط استعمال الخدمة ومن بينها أن النشر كاملا من حقنا، أما مسألة طلبك لأن نحترم الخصوصية فنحن نحترم الخصوصية في عملنا الواقعي في أماكن ممارسة الطب النفسي الإنساني وليس الإليكتروني يا ابنتي، فسامحينا... وتابعينا بأخبارك.
ويتبع >>>>>>: قطعة ثلج في قبر بارد م