الشخصية المستهينة بالمجتمع "طقوس الإفساد" م
الدكتور العظيم الدكتور أحمد عبد الله هذه مشاركة متواضعة مني في مشكلة: الشخصية المستهينة بالمجتمع النموذج وطقوس الإفساد / الشخصية المستهينة بالمجتمع طقوس الإفساد م
أولا: لي نقد بسيط وأعرف أنك ترحب بالنقد وهو أنك في ردك على الرسالة الأولى الخاصة بهذه المشكلة كان يجب أن تطلب منها المزيد من التفاصيل لكي يكون الرد كافيا وأنا آسفة جدا ولكنني أعرف مقدار سعة صدر سيادتكم للنقد البناء فلست من المؤمنين بالنفاق فالنقد يسهم في إخراج العمل الجيد للنور وليس معنى هذا أن العمل غير جيد، ولكنه رائع ومشرف ولكنني اقصد أن أخت صاحب المشكلة تبدو وكأنها تبعث الرسالة لكي يتم التصديق على وجهة نظرها من قبلكم ويبدو هذا في حدة الأسلوب في الرسالة الثانية ولكن أسلوبكم كان يتسم بالضمير الديني والعقل والفكر الإسلامي المستنير.
وأعجبني في أسلوبكم الجيد التركيز على دور الأم والأختين والوالد معا دون التقليل من مسئولية أحدهم ولمست في ردك على الرسالتين الجانب الديني والاجتماعي بدقة ففي رأيي الشخصي تبدو الأم وكأن رسالتها في الحياة هي النظر إلى ما يمتلكه أصدقاء ابنها لتوفره له لكي لا يشعر بالفرق أو بالحرمان وغاب عن تفكيرها أنها تنمي داخله فكرة غريبة وهي النظر لما يمتلكه الآخرون.
وغاب عنها أيضا أن ابنها هذا عندما يكبر لن تكون الدنيا ممهدة له لكي يؤشر لها فتلبيه مطالبه فلابد أن تكون تربيتنا لأبنائنا على أساس سليم حيث أن أي سيدة يطلب منها أحد الأبناء أشياءً مبالغا فيها لا يجب أن تلبيها له بسهولة.
فلابد أن تشارك في بناء شخصية مستقلة أو قوية أو على الأقل شخصية تعرف أن الشيء الضروري للحياة لابد من التعب للحصول عليه لكي يشعر الشاب أو الصبي بلذة طعمه من جهة ويشعر براحة بعد عناء من جهة أخري ولا أقصد بهذا القسوة أو عدم تنفيذ ما يريد بل أقصد المجهود أولا ثم الحصول على الشيء لكي لا تتكون لديه شخصية اعتمادية! حتى ديننا العظيم ينصحنا بأن نعقلها ثم نتوكل فهناك فرق بين التوكل والتواكل التوكل يكون بأن يفعل الإنسان ما عليه ثم يتوكل على الله بالتأكيد لكي يجني ثمرة عمله.
ولكن لا يجلس في سيارة فاخرة ويلبس أجمل الملابس بالدين أو من بابا أو من ماما ويقول ربنا يرزقني بالله علىك أيتها الوالدة الكريمة عندما سيصل ابنك لسن الزواج ماذا ستفعلين أنا اعرف ستساعدينه بالشقة لأن أقرانه لديهم شقة ثم أن الجهاز سيكون غاليا وباهظا لابد من مساعدته ثم إتمام الزواج ثم ماذا بعد ذلك أتعيشين معه وزوجته لكي تكملي رسالتك لأن الولد له أصحاب وكل واحد عايش في مستوى مرتفع وأنا لابد ألا يقل ابني عن هؤلاء الأصدقاء أهذا يرضي الله.
كلنا نحترم ونكرم مشاعر الأمومة ولكن ليست المشاعر المدمرة، نعم هذه أمومة مدمرة، لأن الأم موجودة الآن ولكن بعد عمر طويل ماذا عن مصير هذا الولد ليس فقط المادي فربما يكون هناك ميراثا مثلا ولكن النفسي وكشخصية سوية أمام الناس انه يبشر بشخصية اعتمادية وليست تحقق معالم الشخصية المسلمة لان الشخصية المسلمة السوية لابد أن تكون قوية وليست هشة لكي تحفظ حدود الله ويتشرف بها الدين والوطن.
ولا أدري لماذا فهمت أنا من أسلوب الأخت أنها تهاجم رد الدكتور أحمد عبد الله مع انه كان ردا إسلاميا متزنا حريٌّ بأن يقدر فمن منا لا يقسو عليه والده في يوم من الأيام وأقول للدكتور أحمد عبد الله سر على رسالتك ومنهجك العلمي الإسلامي كما أنت ودعك من هذه النوعية التي همها ماذا تفعل في الدنيا لترضي الأبناء، فالإسلام يحث على سلامة بنيان الأبناء الديني والنفسي حيث امرنا بتعلىم أبنائنا السباحة والرماية وركوب الخيل لكي تتريض نفسيتهم ويخرجون طاقاتهم ويعظم بنيانهم ولكننا نحن أمهات اليوم سنقول لا الولد لا يحتمل كل هذا ولابد أن يستريح فأنا أرى أن شقيق صاحبة الرسالة شخصية متواكلة وهشة.
وأقول لها يا أختي المسلمة أين الصبر الذي يأمرنا به القرآن وأين العمل بقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) صدق الله العظيم.
وهذا بالنسبة للأب، وأقول لك تذكري قصة الطفلة التي كانت في مطلع الإسلام وقبل أن يحرم وأد البنات عندما كان والدها يقوم بدفنها حية ورأت أن هناك ضررا سيصيب والدها فهمت في محاولة صادقة لإنقاذه من هذا الضرر فتركها ولم يقتلها وآمن بحكمة الله الذي وضع الترابط الأسري المتبادل في نفوس البشر، ورحمة الأبناء بالآباء والآباء بالأبناء والأعظم من هذا هي قصة سيدنا إبراهيم عندما قال له والده يا بني إن الله أمرني أن أذبحك وهذا في المنام فقال له إسماعيل عليه السلام يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين وإذا بالله يكافئه على صبره بالفدو العظيم ليحتفل به العالم الإسلامي بأسره كل عام، ولا أقصد بهذا التقليل من شأنك كأخت فاضلة لا بل إنني اقصد أن هناك طرق كثيرة وإسلامية لإصلاح أخيك ولن يستطيع أحد أن يقول قولا أشمل من رد الدكتور أحمد عبد الله.
ونصيحتي للأخت أن تصبر بالنسبة لوالدها فإذا صبرت فالجزاء على الله والله عادل وسيكرمها إذا صبرت إن شاء الله، ما دفعني إلى التعليق على المشكلة هو أني إلى حد ما عشت بعض تفاصيلها ولكني عشت حياتي وتأقلمت معها بالصبر وعندما تقدم بي السن وصلت إلى أنني لابد أن اقنع بما أنا فيه لكي أكون أغني وأسعد الناس وأنت كذلك لابد أن تفعلى هذا لإقناع أخيك وأتمنى أن تقرئي هذه السطور أنا لا أهاجم ولكنني فقط أنتقد لأن المشكلة تأخذ إلى حد ما صورة شبه عامة في كل بيت أبناء وتختلف أساليب تربيتهم والتعامل معهم خاصة في مثل سن هذا الابن.
وأخيرا أتقدم بخالص الشكر والتحية الدكتور أحمد عبد الله والدكتور وائل أبو هندي، وأتمنى أن تقبلوني في مشاركة دائمة للموقع لأنه يضم كوكبة من العلماء العظماء، وأتمنى ثانية أن تستطيعوا معرفة العابثين من أصحاب المشكلات الحقيقية لكي لا يتم الرد على العابثين وإعطاء الرد لمستحقيه تماما مثل الدعم ألستم معي أن المعاناة لها ناس حقيقيون يمكن أن يضيعوا بسبب عبث العابثين
وفقكم الله ووفق موقعكم لما فيه صالح الوطن والعالم العربي فأنتم نبراس للطب النفسي في العالم العربي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
10/10/2003
رد المستشار
الأخت العزيزة، شكرا لك على مشاركتك، وننتظر غيرها دائما، وكنت أتمنى أن تخبرينا ولو باختصار عن خبراتك أنت في الحياة فعبر تبادل التجارب والخبرات يمكن أن يصبح لدينا حصيلة جيدة تفيد من يريد أن يتعلم ويتعظ بغيره.
ليس لدينا فلتر أو جهاز للتمييز بين العابثين والجادين إلا ما يغلب على ظننا وشعورنا من خلال قراءة نص الرسالة، وقد نصيب وقد نخطئ بالتخمين، فنحن بشر، ولكننا في كل الأحوال نتجه للتعامل مع موضوع المشكلة، ونحاول دائما أن نأخذ الأمور بالجدية اللائقة لعل القارئ يستفيد، أرجو أن تكون رسالتك القادمة أكثر تركيزا على النواحي المتعلقة بخبراتك والدروس التي تعلمتها في مسيرة حياتك، وأهلا بك مشاركة دائمة ونشيطة.