أكره أن أشبه أبي: هل أنا طبيعي؟
الابن العزيز (إي):
أفاض أستاذنا الجليل الدكتور وائل في تحليل وعلاج المشكلة في ضوء معطياتك وهى كما ذكرت باختصار شديد. وهنا أحب أن أنبه الجميع أنه في عرض المشكلات لا يفيد الاختصار بل يفضل الإسهاب الممل فكل ما يتفلت من فم صاحب المشكلة يفيد المعالج النفسي.
وإذا نظرنا لمشكلتك من الوجهة النفسية نجد أن أحكامك مضطربة وغير متزنة تجاه والدك الذي قدمت له شهادة بأنه أب ملتزم ومتفهم فوالدك يسهر خارج البيت ولا يحتد أو يضيّق على أبنائه بل يبذر فيهم الثقة بالنفس ويعطيهم قدراً من الحرية غير مطلق أو منفلت فيكون حكمك القاسي عليه بأنه لا يصلح أن يكون أبا وأن تصرفاته تصيبك بالاشمئزاز الشديد لأنه يقضي معظم الوقت أمام التلفاز ويعطيك مطلق الحرية بزعم الثقة فيك.
هل العيب فيك؟؟ نعم يا إي.. أذكر في صغري أن أقصى أمانيَّ كانت أن أكون مثل أبي لدرجة أني حفرت بشعري الغزير _ وقتها_ حفرتين لتشبه صلعته، وكنت أتلهف على انتهائه من كتابته لمقاله الأسبوعي لمجلة الصباح لأسارع لمناقشته فيه ثم أجري لصندوق البريد لأرسله.
إذا كان المثل العربي يقول: (كل فتاة بأبيها معجبة) فأنا أضيف أن معظم الشبان معجبون بأبائهم ما عدا أنت يا إي. بني العزيز: إذا لم يكن بوالدك غير ما ذكرت سبباً لاشمئزازك منه; وعدم رغبتك أن تكون مثله بل لا تحبه فالنتيجة المنطقية أنك تحتاج لزيارة عاجلة إلى طبيب نفساني.
6/6/2007
رد المستشار
أستاذنا الفاضل؛ أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك وإطرائك الطيب وهنيئا لنا بمشاركات رجل مثل سيادتكم جزاكم الله خيرا، أنا بالطبع أتفق تماما مع ما ذهبت إليه في رؤيتك لمشكلة ابننا الذي يكره أن يشبه أبيه، والذي يبدو وكأنما أخفى كثيرا من المعلومات عنا لعل فيها ما يبرر موقفه المتطرف من أبيه رغم أنه يصف أبا من الطراز الشائع –يقضي معظم وقته أمام التليفزيون- لا والله بل إن فيه صفة قل ما نجد أبا يمتلكها أو ابنا يعترف بوجودها في أبيه وهي منح الثقة في الولد وإعطائه حريته!
إلا أن كل ذلك لا يعجب ابننا صاحب الشكوى لماذا الله أعلم..... فإما أن أشياء وذكريات لم يذكرها لنا تسببت في اتخاذه هذا الموقف المفرط في سلبيته أو أن صاحبنا بالفعل يحتاج تقييما نفسيا يستوضح فيه الطبيب النفسي ملابسات الحالة بل والأسرة كلها، ربنا يهدي صاحب المشكلة ويفعل.
أسعدتنا مشاركتك وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.