حليب من الصدر مع علاج الاكتئاب
الانتحار
السلام عليكم؛ أنا ناتالي لقد وثقت بموقعكم جداً وأنا أحبكم جدا فأرجو مساعدتي لكنكم لم تجيبوا على رسالتي، أنا فتاة أبلغ من العمر 28 سنة أصابني مرض الاكتئاب منذ الثانوية العامة بسبب الضغط الدراسي فوالدي ووالدتي مغرمان بالعلامات لأن والدي الأول على دفعته بكلية الهندسة ووالدتي من العشرة الأوائل على المملكة.
المهم أكملت دراستي الجامعية وفي آخر فصل في الجامعة أهملت دراستي ونزل معدلي عن الامتياز ولم أستطع دخول المنزل لأنني سألقى التوبيخ والإهانة لذا قررت الانتحار فأخذت دواء إندرال بالكامل وتناولته ثم نقلت للمستشفى وبعدها بدأت آخذ أدوية نفسية منها ريميرون ودواء آخر اسمه سيبرام وهذا الدواء عمل عندي زيادة إفراز بالحليب مع أني غير متزوجة فأجهشت بالبكاء وقررت الانتحار مرة أخرى لأن قطع الدواء لم يعطي أي نتيجة بل على العكس فقد ازداد الأمر سوءا حيث تحول الحليب إلى اللون الأخضر في كلا الثديين وعملت فحوصات وتبين أنه التهاب وأخذت أدوية التهاب ولكن دون فائدة لا أستطيع التفكير في الزواج بسبب هذا الموضوع ومما زاد الأمر سوءا قول الطبيب لي بأنني سأستمر على الدواء إلى آخر عمري!!
كم أتمنى الموت يا دكتور آه ه ه ه، لو كان الانتحار ليس محرما لفعلته منذ زمن بعيد حياتي محطمة بائسة، أبكي طوال الوقت، الأدوية التي أتناولها الآن ريميرون بروزاك لكن وزني زاد كثيرا جدا أكره نفسي كثير
أرجو أن ترد على رسالتي يا دكتور أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأررررججججج ووووووك.
المعذبة ناتالي
5/6/2007
رد المستشار
ابنتي "ناتالي"؛ تحية طيبة وأهلا ومرحباً بك على مجانين
ابنتي، حالتك سهلة العلاج بإذن الله، والمهم هو انتظامك في تناول العلاج بانتظام، وفي غضون أسابيع قليلة سيتحسن الاكتئاب الذي تعانين منه، بالكثير ست أسابيع!!!، وبالنسبة للحليب الذي ينزل من صدرك فعلاجه بسيط باستخدام بعض مضادات هرمون البرولاكتين مثل "بارلوديل" بجرعة بسيطة يومية يحددها أخصائي الغدد الصماء.
وأنا أرى أن العلاج الذي تأخذينه جيد ولكن يحتاج لبعض الوقت والصبر وعدم التعجل، وتحت إشراف الأطباء المتخصصين والأهل، وذلك حتى لا يدعوك الشيطان لفكرة الانتحار مرة أخرى، فليس من العقل أن نعذب أنفسنا بأيدينا في حياتنا الدنيا!!، ثم نُعذب أنفسنا بما جنته أيدينا في حياتنا الآخرة!!.
يتبقى يابنيتي مأساة بعض الآباء والأهل في تصورهم أن التفوق الدراسي للآبناء هو غاية الأمل والنجاح والإنجاز في الحياة، وذلك رغم ما نراه بأعيننا يومياً أن التفوق الدراسي ليس هو كل شيء بالنسبة للأبناء، وكم من طالب متعسر في دراسته أصبح ذا شأن وقيمة ومكانة اجتماعية مرموقة، والعكس صحيح تماماً، وينسى أغلب الأهالي أن الاتزان في الشخصية مع بعض الإنجاز الدراسي المتواضع أفضل بكثير من التفوق الدراسي مع الاضطراب النفسي لدى أبنائنا!!.
فلنحمد الله كآباء على عافية أبنائنا مع بعض النجاح الدراسي وكفى، وليس شرط أبداً أن يكون الأبناء متفوقين مثل أبائهم، وإلا لأصبح التفوق حكراً على عائلات محددة!!، ومن عدل الله عز وجل أن جعل الأيام دول، وكذلك المناصب والغنى والشهرة والمجد، فأين عوائل الملوك والعظماء والمخترعين والعلماء منذ قديم الأزل!!، ولا أقصد بكلامي هذا ألا نجتهد مع أبنائنا لينالوا أعلى المناصب والدرجات العلمية والمجد في الحياة، أبداً على الإطلاق، ولكن ما أقوله أن أبناءنا ليسوا أمثالنا، وزمانهم غير زماننا، وقدراتهم وإمكانياتهم غير إمكانياتنا وقدراتنا، فلا داعي أن نضع عليهم أحمالا، وأن نثقل كواهلهم بما لا يطيقون، ولنرضى من أبنائنا بالوسط من الأمور، بما في ذلك التفوق الدراسي والغنى والنجاح في الحياة.
بنيتي أتمنى لك الشفاء العاجل من الاكتئاب القاسي الذي تعانين منه، ولا تحزني عن كونك لم تحصلي على امتياز في آخر فصل دراسي؛ فليس ذلك هو نهاية الدنيا أبداً، ومن يدري فقد يكون تحقق ذلك الامتياز لك سببا في تعاستك طوال حياتك؟؟!!، وقد قدر الله لك الخير بالتقدير الذي حصلت عليه وأنت كارهة له ولحياتك، وقد يكون هذا التقدير البسيط الذي تكرهينه هو فاتحة خير عليك بأن تبدأي في عمل تحبينه وتبدعين فيه كمعلمة، أو كصاحبة مدرسة خاصة مشهورة، فمن يدري أين الخير بالنسبة لنا؟؟، يقول الله عز وجل: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}(البقرة 216).
يقول الشاعر:
والمرء ساع لأمر ليس يدركه والعيش شح وإشفاق وتأميل
ويتبع >>>>>>>: أتمنى الموت: حليب من الصدر م