مشكلتي العويصة
هذه مشكلة حياتي التي لا تنيمني الليل. رغم عنوستي ووحدتي وحرماني العاطفي الشديد إلا إني أتقي الله فقط . هو حسبي ونعم الوكيل. غادرت بلدي لإكمال دراستي العليا في سن كبيرة. أنا الآن في الأربعين. وأحاول التأقلم مع هذا الوضع لأن الفشل يعني أن أضيع ديني وغادرت وأبي ليس في كامل صحته ولكنه كان يريدني أن أتابع طموحي. وكان في عائلتنا مشكلة وهي ما أعرضها عليكم وقد استفحلت بعد وفاة أبي منذ سنتين وطبعا أنا أعيش الآن ذنب عدم وجودي جانبه آخر اللحظات مع حرصي على العودة إلى بلدي كلما سنحت الفرصة ولكن هذا ما حدث فقدته بعد شهرين ونصف من قضائي الصيف في ظل حنانه, فقدته إلى أن يأذن المولى باللقاء. المشكلة ساهم فيها أمي وأبي الحبيبان فهما من جيل السبعينيات المتحرر.
ولم يفرضا علينا التوجه الديني. لكني وأخي اخترنا الالتزام وتحجبت . في العشرين. وأما أختي فإنها رغم إيمانها العميق فهي غير ملتزمة بكل ما تحملها الكلمة من معنى وزد على ذلك إمعان والداي في تدليلها حتى أصبحت لا تعمل حسابا لأحد بأي شكل من الأشكال. أختي وحبيبتي التي أشعر أنها ابنتي أقامت علاقات كثيرة مع الشبان ولم تتزوج حتى الآن. غادر أخواي البلد سعيا وراء العمل والعلم ولم يرى أبواي خطورة ما تفعل. أختي غير محتشمة والتزمت بالصلاة سنة واحدة في حياتها رغم محاولاتي ولكنها تعتبر أي توجيه من هذا النوع اعتداء على حريتها الشخصية. وعندما بدأت أمي تحاول التربية من جديد كان هذا فواتا للأوان بعد.
تحولتا إلى عدوتين لأن كلتيهما شديدتا العصبية وكنت أسعى بينهما بالصلح دون طائل. وكانتا تتبادلان الشتائم السوقية ليس كأنهما أم وابنتها وهذا أحد أسباب تركي البيت بعد الثلاثين لأني كنت أصاب بانهيار كلما لم يعي أبي فداحة ما يحدث إلا بعد تقاعده ورفضا إشراك أخواي المسئولية ليركزا على مستقبليهما كانت الاتصالات الحميمة بيني وبين أختي قليلة وإما معظمها فقد كان استمرارا لمسلسل الشجار المأساوي والقطيعة وما تريدني أن أوصله لأمي لأنها لا تريد الكلام معها وهكذا كله وأنا أهدئ من روعها وألاطفها خشية عليها من أن تؤذي نفسها لأني أصبحت أشك في قواها العقلية وطلبت من أمي أن تأتي لتعيش معي لينتهي هذا الجحيم اليوم حدث ما كنت أخشاه.
على الهاتف إثر سماعي لكلامهما مع بعض أنا أيضا فقدت أعصابي . أخبرتها إن هذا الوضع هو أحد أسباب تركي وأنها لا تحدث أمها هكذا في البيت وإنها يجب أن تخاف الله وأنها قد أتعبتنا جميعا عاودت الاتصال وأنا أعرف أنها لن تسامحني. طلبت منها أن تسامحني شتمتني وأخبرتني ألا أتصل بها بعد اليوم وهذا ما كنت أخشاه . القطيعة عندما حدثت كنت أرتجف و سمع الجيران صوتي دون شك وأما الجيران في بلدي فقد اعتادوا على صوتها وصوت أمي أنا فقدت أختي وأمي. أختي تلومنا على أي شيء تفشل به ومنذ سنة تعيرني بتركي والدي أنا أشك في عقل أختي حتى لو كان كلامها صحيحا عني. هل ستؤذي نفسها بسببي أنا محطمة تماما منهارة اليوم لا أعرف لمن أقول ما بي. كرهتني أختي. كانت على الأقل تفش قهرها وجنونها بي واليوم لم تعد تستطيع هذا لأنها أعلنت مقاطعتي وأعرف أنها قد لا تسامحني. وأنا عاجزة اليوم عن أي شيء يحرقني الندم وتكويني الغربة وأحلم ببستان أرى فيه أبي و أمي وأختي وقططها وأحلم فقط. أعرف أن لا حل لديكم ولكنها قشة الغريق وأنين مجروح. هل من مستمع? هو السميع المجيب البصير الرحيم هو يسمعني.
22/06/2007
رد المستشار
عزيزتي "saeeda" لقد أدميت قلبي بهذه القصة البائسة والتي للأسف الشديد بدأت تنتشر في زمننا هذا ولا أدري لماذا؟ ربما بسبب قلة الدين في قلوب البشر أخذهم طوفان الحياة السريعة التي نعيشها هذه الأيام وللأسف قلة من ينتبهون لذلك ولكن ماذا بأيدينا من يستطيع أن يتصدى للطوفان يا ابنتي أعانك الله على ما أنت فيه،
للأسف كل ما تقولينه السبب الأساسي فيه هما أباك وأمك اللذان تركاك أنت وإخوتك للحياة هي التي تربيكم كيفما يكون حيث أنهما اعتمدا في تربيتكم على التدليل الزائد دون الالتفات لما قد يصيبكم من كثرة التدليل ولم يهتما بالتربة الدينية وتنمية هذه التربية داخل نفوسكم وأن يكون لديكم ضمير تحاسبون أنفسكم في كل فعل تقومون به، وأيضا أن يعلمانكم كيفية التعامل مع الأب والأم وأن هناك فرق في التعامل بين الإخوة والتعامل بين الأبناء والآباء فيجب أن يكون هناك حدود في التعامل حتى إن لم نكون راضين عن أوامرهم أو قراراتهم فيجب أن نحترمها وبخاصة الأم التي وصانا بها القرآن والأحاديث الشريفة فالجنة تحت أقدام الأمهات والويل ثم الويل لمن تغضب عليه أمه فإن الله سبحانه وتعالى لن يبارك له ولن يوفقه في أي شيء لا دنيا ولا آخرة وإنما سيكون له عذابا أليما ينتظره يوم القيامة، فالله سبحانه وتعالى وصى على حسن معاملة الآباء في قوله تعالى (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) (الإسراء:23،24) وكما وصى بهما رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
كما أن هناك صحابي دخل في الإسلام وأمه لم تدخل في الإسلام أي أنها كانت كافرة ولكن الرسول الكريم أوصاه بها خيرا وقال له أنه سوف يحاسب على معاملته لها وأمره أن يطيعها إلا في معصية الخالق سبحانه وتعالى، يتضح لنا من كل ذلك أن ديننا حثنا على حسن معاملة الآباء وزاد في معاملة الأم فهي التي حملت وتحملت آلام المخاض وأرضعت سنتان كاملان وإذا مرض أحد أبنائها فهي التي تسهر عليه وتمرضه حتى يتم شفاؤه وتحزن لحزنه وتفرح لفرحه فهي لا تستحق منا إلا أفضل معاملة وتسمع منا أفضل قول حتى نكسب رضاها عنا ومن ثم الجنة ونعيمها.
عزيزتي أما عن أختك وما تفعله معكم ومع أمها فأنت يا عزيزتي قمت بكل شيء يمكن لتصلحي من معاملتها مع والدتك ونصحتها بما فيه الكفاية في تحسين أخلاقها وكل ذلك لم يجدي كما تقولين حتى أنها ترفض نصيحتك لدرجة أنها قاطعتك والحقيقة أن تصرفاتها هذه غير طبيعية وأعتقد أن لديها العديد من المشاكل النفسية التي لن تستطيعي وحدك معالجتها فأنا أنصحك أن تأخذيها لأقرب طبيب نفسي وتشرحي له حالتها وكل ما تفعله معك ومع والدتك.
أما عن وفات والدك وأنك تشعرين بالذنب في ذلك فهذا قدره يا ابنتي وأنت ليس لك أي ذنب فالله وحده هو الذي حدد له ميعاد وفاته وما تقوله لك أختك وتحملك ذنب سفرك وتركك لوالدك وهو مريض ولم تجلسي بجواره تراعيه فأين دورها هي وهي التي كانت موجودة معه لماذا لم تجلس بجواره وتراعيه وهل مراعاتك له أو مراعاتها هي كانت ستؤخر ميعاد وفاته أو ستغير قدره الذي قدره الله له، دعكي من كلام أختك هذا فإنه لن يقدم ولن يؤخر إنما هي مهاترات قالتها أختك حتى تلهيك وتردعك عن نصحها ومحاولة تعديل سلوكها للأفضل، وعن أنها تحملكم ذنب فشلها في أي شيء فهذا ذنبها وحدها وليس لكم أي دخل في هذا إنما هي تعلق أخطائها على شماعة غيرها حتى لا تشعر هي بالذنب ولا بفشلها التي هي سببه، ولا تقلقي فهي لن تضر نفسها بسببك ولا بسبب أي شخص آخر وإن ضرت نفسها فسيكون بسببها هي وبسبب تسيبها وإهمالها وأخلاقها السيئة وليس بسببك أنت.
كفاك يا ابنتي محاسبة نفسك وتأنيبها على أشياء لم يكن لك أي دخل فيها ولم تكوني سببا لحدوثها، وكفاك تحطما وانهيارا أنت تحملي نفسك مسئولية فوق طاقتك وهي ليست مسئوليتك من الأساس.
وأنصحك أنت الأخرى بالذهاب لطبيب نفسي حتى يساعدك في حل عقدتك وشعورك بالذنب لحدوث أي مكروه لمن حولك وأعتقد أنك مصابة باكتئاب فسارعي بالذهاب لطبيب نفسي ترتاح نفسك له واحكي له عن كل ما تشعرين وما تمرين به بكل صراحة.
واقرئي على صفحتنا استشارات مجانين:
ضرار أطفال وزوجاتٍ أم ضرار مجتمع؟
ضحية عائلتي... من يساعدني
ومن تضيق به الدروب أهلا به
أنا وأخي وأختي أين أنام؟
أسرة مفككة
سارة والانتحار
مع أطيب تمنياني لك بحياة سعيدة هانئة هادئة إن شاء الله وتابعينا بأخبارك دائما حتى نطمئن عليك وأتمنى أن تكون أخبارك القادمة أفضل بإذن الله ولا تنسي فنحن هنا أهلك وإخوتك وأصدقائك فإن أردت الفضفضة فنحن هنا ننتظرك على الرحب والسعة.