الانطواء
السلام عليكم؛ عانيت منذ الصغر من التبول الليلي اللاإرادي وكنت أتعرض للضرب جراء ذلك مما جعلني أحس بالاحتقار لذاتي والنقص لفترة طويلة من عمري، خضعت للعلاج النفسي تحسنت حالتي ثم عادت للأسوأ أثناء الثانوية العامة التحقت بالجامعة وأنا ما أزال أعاني لأكتشف تعرضي للسحر منذ وقت طويل بعد علاج مضني وطويل تحسنت حالتي كثيرا وقد كان المرض يعطلني عن الدراسة فدرست الهندسة في تسع سنوات أنا أعمل الآن ولله الحمد.
لكني أعاني من الانطواء منذ صغري فلا أستطيع أن أبيت مع بنات عمي لخشيتي من مرضي كما أنني كنت مدللة جدا خصوصا بعد ما عرفت والدتي بمرضي النفسي (الاكتئاب) وأنا عصبية بطبعي وأحب العزلة خصوصا عند الغضب حتى لا أقول ما أندم عليه أنا ملتزمة منذ صغري ولله الحمد.
ولكني لا أحب الاختلاط بالآخرين، تحسنت كثيرا عن ذي قبل أصبحت أسلم على الضيوف وأتجاذب معهم أطراف الحديث لكني لا أسلم على زملائي في العمل كثيرا مما يجعلهم يظنون أني مغرورة وكذلك كنت في الجامعة عندما أكون مشغولة أو غاضبة قد لا ألتفت للآخرين ولا أراهم لذا فأنا مغرورة في نظر البعض (معظمهم شباب) ومحبوبة من البعض الآخر خصوصا الفتيات.
أعلم أني بحاجة للعلاج لكن مع تاريخي الطويل مع الأطباء النفسيين لن يسمح والديً بذلك، أحتاج للمشورة في كيفية إصلاح نفسي أدعو الله تعالى دائما أن يصلح خُلقي وتعاملي مع الآخرين ويساعدني على ذلك وفعلا ينصلح حالي لفترة ثم أعود إلى ما كنت عليه أخاف من ظلمي للآخرين وأحتاج لخطوات تدريجية في التعامل مع الناس أشكر لكم حسن اهتمامكم وأرجو عدم نشر المشكلة وجزاكم الله خيرا.
26/10/2003
رد المستشار
أهلا بك في موقعنا وشكرًا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين
التبول اللا إرادي من المشكلات الشائعة في الطفولة، وقد يظل إلى سن الرشد لأسباب كثيرة وأحد أسبابه هو أسلوب العقاب البدني أو التوبيخ مما يجعل الطفل يشعر بالتوتر وعدم الكفاءة.
أعتقد أن هذا الأسلوب في التدريب على ضبط عملية التبول ما هو إلا جزء من طريقة التربية قد تكون غير متفهمة لحالة الابن –سواء في الطفولة أو في المراهقة (كما أشرت في الثانوية العامة)، ومن ناحية أخرى حينما يفشل الوالدان في تدريب الطفل على ضبط التبول (وضبط سلوكه بشكل عام) يشعر الوالدان بالقلق الشديد ومن ثم يزداد قلق الطفل مما يزيد من مشكلات الابن وهذا ما حدث معك في تقديري.
لكن دعينا ننظر إلى المشكلة لا من حيث أسبابها ولكن من حيث طرق علاجها، لقد ذكرت أن حالتك تحسنت بشكل عام –سواء التبول اللا إرادي أم أعراض الاكتئاب. انتهزي فرص التحسن وشجعي نفسك باستمرار وكافئيها على هذا التحسن، اشكري الله على هذا التحسن واطلبي منه أن يعينك على مواجهة الأعراض عند بداية معاودتها لك.
وأريدك أيضاً أن تتذكري طرق التعامل مع الأعراض التي ذكرها لك الأطباء النفسيون وتعيدي تنفيذها، فقد ذكرت أن لك تاريخا طويلا مع العلاج ولابد أنك تعلمت منهم الكثير، وأعتقد أن أفضل أنواع العلاج النفسي هو الذي يعلم المريض كيفية التعامل مع مشكلاته.
صديقتي: آن الأوان كي تعتمدي على نفسك وتتحرري من الاعتماد على المعالجين النفسيين، كما آن الأوان أن توزعي اهتمامك بأشياء أخرى غير الشكوى (حتى بينك وبين نفسك)، اهتمي بعملك وابحثي عن شيء تحبينه لشغل وقتك – كممارسة هواية ما- سيساعدك النجاح في أي جانب من الحياة ولو بسيط جدا على الإحساس بالنجاح مما سيساعدك كثيرا على إبعاد أعراض الاكتئاب عنك.
أخيراً أريدك أن تتوقفي عن الأفكار السلبية مثل (أنا عصبية بطبعي) حتى لو كانت تتعلق بالماضي مثل (شعرت بالاحتقار الذاتي والنقص) أو (درست الهندسة في تسع سنوات) واستبدليها بأخرى إيجابية (يمكنني أن أتحكم في أعصابي مع التدريب) و(انتهت مشكلات الطفولة) و(تخرجت من كلية الهندسة وأصبحت مهندسة ولي عمل) انظري أمامك وتوقفي عن النظر وراءك، لقد عشت الماضي بكل ما فيه من صعوبات ولا داعي لأن تعيشيه مرة أخرى في تفكيرك. الحياة فيها جوانب إيجابية كثيرة انظري إلى الجانب المشرق من الأمور وإلى الجوانب الإيجابية في نفسك (كما قلت مثلا:أنا ملتزمة منذ صغري ولله الحمد، أنا محبوبة خصوصا من الفتيات) (أحب إلقاء الشعر) وتذكري أن الرسول (ص) دعانا إلى التفاؤل ونهانا عن التشاؤم، سيعينك الله ويوفقك.