وسواس قهري
يا دكتور وائل أنا مريض بالوسواس القهري وعندي مشاكل ثانية كثير وأنا نفسي أتعالج عند حضرتك فهل ممكن؟
لكني لي عدة أسئلة وأرجو الرد قريبا:
1- هل العلاج النفسي من جلسات واستشارات وأدوية باهظ الثمن جدا جدا جدا كما سمعت.
2- هل المريض النفسي يظل مريضا طوال حياته وما هي مدة علاج شخص قد أصابه الوسواس منذ سنة ونصف.
3- هل من الممكن أن أعرف رقم تليفون عيادتك التي بالقاهرة يا دكتور وائل أو ممكن أن أتصل على تليفونك المحمول حتى أحدد ميعاد لكي آتي لك فيه.
وشكرا
وأرجو الرد سريعا
22/06/2007
رد المستشار
الابن العزيز؛ أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا على ثقتك، ممكن جدا طبعا وبكل ترحيب وسرور أهلا بك، وهنا –إن شاء الله- أجيبك على أسئلتك واحدا واحد.
إجابتي على سؤالك الأول: الأدوية ولله الحمد أسعارها متفاوتة هناك المستورد والمقلد في مصر وبالتالي فلدينا ما يناسب كل مستوى ولله الحمد، إذن عندنا ما يقارب سعره 60 جنيها وبديله المصري أقل من 10 جنيهات -ما شاء الله- ولا تسألني عن تفسير لذلك فقط ربنا يخلي لنا دول جنوب شرق آسيا ويرحم صناعة المواد الخام في مصر.
وأما جلسات العلاج النفسي السلوكي المعرفي فغالية الثمن فعلا بالنسبة لأغلب المصريين، ولكن الشطارة يا أحمد هي في تقليصك لعدد ما تحتاجه من جلسات والمسألة هنا تعتمد فعلا على نشاطك أنت واستعدادك وإصرارك على التغير، أما كيف ذلك فأقول لك ما أقوله لمن يسألني من المرضى كم جلسة سأحتاج فيكون ردي: أنت وما تريد يمكن 6 جلسات ويمكن 12 جلسة ويمكن 18 ويمكن 36 ويمكن أكثر، الفرق بين مريض يحتاج 6 جلسات وآخر يحتاج 36 أو أكثر هو أن الأول يسمع الكلام ويواصل العمل والتطبيق بين الجلسات، والثاني لا يتذكر شيئا مما تكلمنا فيه إلا أثناء الجلسة، الأول يرجع لي وقد سجل صفحات عن محاولاته وما لاقاه من معوقات والثاني غالبا ينسى أن يدون أو ينسى الورقة التي دون فيها في البيت أو يكتب –كل شيء كان- وهو في صالة الانتظار قبل الدخول لي، واضح يا أحمد؟ وطبعا لن أقول لك سعر الجلسة علنا على الإنترنت خوفا من الحسد!
وأتمنى أن يعينني الله لأتمكن في المستقبل من تدريب بعض أبنائي من صغار الأطباء لكي نجري جلسات علاج جمعي سلوكي معرفي لمرضى الوسواس القهري في مستشفى جامعة الزقازيق، بحيث يكون بمقدور من لا يمتلكون نفقة العلاج الخاص أن يجدوا علاجا بديلا، وبذا تصبح مستشفانا أول مكان في العالم العربي يقدم فيه هذا النوع من العلاج، هذا مشروع أخطط الله وأسأل الله أن يوفقني في ذلك.
المريض النفسي يظل مريضا طوال حياته فقط في حالة تمسكه هو بالمرض وانتفاء إرادة الشفاء لديه، وبصراحة هذا موجود في بعض الموسوسين، فمنهم من يرفض أصلا أن يطرق باب الطبيب النفسي للعلاج، ومنهم من يذهب للطبيب النفسي ويرفض أي شقٍّ سلوكي في العلاج فهو يريد أن يفعل الدواء كل شيء!
وأما ما أقوله لمن يسأل عن فائدة العلاج السلوكي المعرفي لمريض الوسواس القهري خاصة وأنه مرهق وغالٍ مقارنة بالعقاقير فهو: إذا تحسنت بفعل أحد العقَّاقير فإن التحسن الذي يحدثه العقَّار يبقى مرتبطا باستخدامه بمعنى أن سحب العقَّار يعني غالبا عودة الأعراض، بينما تختلف المسألة تماما في حالة التحسن الناتج عن العلاج المعرفي السلوكي لأن طريقة تعامل المريض مع أحداثه العقلية التسلطية تختلف فيتغير من شاعرٍ بضآلة قوته أمام الحدث العقلي التسلطي (فكرة أو شعورا أو صورة...إلخ) وبعدم قدرته على غير الاستسلام التام للفكرة وأداء الفعل القهري الذي توحي به للمريض، يتغير إلى متيقن من تفاهة ولا منطقية وضعف الحدث العقلي التسلطي وإمكانية عدم الاستجابة له بالشكل القهري المعهود، ويكون الإنسان هنا هو الفاعل والمقرر والمتحكم، هذا الإنسان يستطيع أن يشكل ما أصفه بالمناعة ضد الوسوسة، إذن مريض الوسواس الذي يبقى طوال عمره مريضا هو واحد من المرضى التاليين:
1- مريض يقبل وساوسه وأفعاله القهرية ويراها متماشية مع حياته إما جهلا أو استسلاما
2- مريض يريد العلاج بالعقاقير فقط ويرفض أن يتعب نفسه في العلاج السلوكي، وبالتالي هو كلما أوقف العقار ارتدت عليه الأعراض.
3- مريض يعجز عن إكمال العلاج السلوكي لأنه يراه عذابا لا يستطيع الاستمرار فيه
4- مريض يتأرجح اقتناعه بمنطقية أحداثه العقلية التسلطية وأفعاله القهرية بين القبول والرفض، ولا ينتبه طبيبه النفساني إلى ضرورة إضافة أحد مضادات الذهان للعقَّاقير التي يتناولها.
أتوسم فيك أن تكون من المرضى المتحفزين للتغير، والمستعدين لتحمل قدرٍ معقول من المعاناة العلاجية، وستجد عنوان عيادة القاهرة في صفحة اتصل بنا، وأهلا بك دائما.