السلام عليكم ورحمة الله؛
أنا طالب في كلية العلوم في العشرين من العمر, أعاني مما ذكرتم أنه وسواس قهري وذلك بعدما طالعت صفحتكم, وكانت البدايات عندما كنت في حوالي الثالثة أو الرابعة عشرة من العمر, ولكن كانت تأتى بمثابة نوبات تستمر الواحدة حوالي السنة، ثم حوالي الشهرين أو الثلاثة وحتى عام كامل فترات هدوء وانحسار للوسوسة ولا يمكن أن أقول أنها بدورات منتظمة، ومنذ دخلت الجامعة من أربع سنوات تقريبا عانيت من ثلاث نوبات ما زالت الثالثة أعاني منها حتى اليوم وإن كانت مستمرة منذ سنة ونصف تقريبا.
والأعراض كل ما تتخيل أن يصاب به الإنسان وسواسا وخصوصا في جانب الدين والحياة الدينية لأني مهتم بديني ولله الحمد, بدأ الأمر بالوضوء ومرورا بقراءة الفاتحة في الصلاة وتحرى مخارج الألفاظ، يستمر الوضوء حوالي النصف ساعة أو يزيد وتقرأ الفاتحة في حوالي 12 دقيقة منها 11 دقيقة في الآية الأخيرة والله المستعان .
وتطور الأمر إلى العقيدة فأصابني الشك في اليقينيات والأصول في العقيدة وبدأتُ أشك في الإسلام والقرآن والنبوة وإن كان هذا النوع الأخير ولله الحمد قد أنحسر أو أني تغلبت على معظمه – بل كله- ولله الحمد.
* المهم أن مشكلة تكرار الفاتحة- في القراءة السرية فقط.- تقع بسببين:
1- أنى أعرف أو أظن أنه إذا فسدت قراءة الفاتحة – لمن يعرف أحكام التجويد مثلا – تفسد الصلاة فيدفعني هذا للخوف.
2- أنى آتى بالقراءة-أحيانا- صحيحة فيدفعني هذا للتكرار طلبا للقراءة الصحيحة فتكون النتيجة: المكوث في الركعة الواحدة-خصوصا الأخيرة- أكثر من عشر دقائق.
3-تسبيب الحرج لي خصوصا لو كنت أصلي إماما.
* المهم أنى بعدما قرأت صفحتكم، قررت الذهاب لأخصائي العصبية والنفسية فما كان منها-هي دكتورة- إلا أن وصفت لي عقار ال sertraline بتركيز50 ملجم آخذ نصف قرص لمدة يومين ثم قرصا واحدا لمدة شهر-هذا الكلام منذ ثلاثة أيام- .
وسؤالي هو:
أصابنا النصف قرص الأول بالأرق-الذي كنت أعاني منه مؤقتا قبل أخذ الدواء transient insomnia حتى أصبحت أنام حوالي الأربع ساعات وكذلك أصبت بجفاف الريق والتوتر النسبي وعدم اعتدال المزاج وزيادة في احتباس البول مما يدفعني لدخول الحمام وكذلك الشعور بأن جسدي ساااااااااااخن مشتعل أو كما نقول "مولع".
فكانت النتيجة أن أخذت ترمومترا عندي لأقيس الحرارة وبعد رجه والتأكد منه وضعته في فمي فقرأ 36.5 أي أقل من الطبيعي فأصابني الجنون فدخلت إلى المطبخ لأجرب الترمومتر بتعريضه للحرارة فانفجر الترمومتر ووقع الزئبق شديد السمية في الأرض وجمعته كرة كرة حتى كدت أصاب بالعمى والسؤال: هل ستستمر هذه الأعراض؟
وكذلك هل سأظل طوال حياتي أتناول هذا الدواء أي سيتحول إلى إدمان أم أني سأنتهي منه بعد فترة ما؟ وكم هي تقريبا؟
جازاكم الله عنا وعن المسلمين ألف ألف خير..............
آمين.
8/8/2003
رد المستشار
أهلا بك يا أخي؛ أعانك الله على ما أنت فيه من معاناةً أدعو الله أن يقصر أجلها وأن ينصرك عليها.
الواضح أنك فتحتَ على نفسك باب المعاناة من الآثار الجانبية لعقار الماسا الذي وصفته لك الطبيبة، وذلك لأنك كما يفعلُ كل الموسوسين قرأت النشرة الداخلية المرفقة مع العقار جيدًا، ولما كانت قابليتك للإيحاء غالبًا، وحساسية جسدك للأدوية عالية ربما، فقد ظهرت الآثار الجانبيةُ العابرة للماسا في بداية استخدامها عليك، وإن جاءت معاناتك منها كما وصفتها لنا مضخمةً بعض الشيء بسبب قلقك الذي عبأتهُ بنفسك عندما رحت تقرأ النشرة الداخلية وتترجم كل ما فيها؛
ورغم أن العقار الذي اختارته طبيبتك هو اختيارٌ موفق في حالتك ورغم أن الطبيبة درجت الجرعة لك رغم عدم الحاجة لذلك عادةً، فإنك شعرت بالآثار الجانبية العابرة كلها، حتى النادر الحدوث منها! مثل الشعور بالسخونة الذي وصفته لنا، فهو نادرًا ما يحدث، وإن حدثَ ففي أقصى الجرعات المسموح بها من العقار أو عند تجاوزها! وليس في الجرعة التي تتناولها! إلا أن توترك جعلك فريسةً للمنغصات بوجهٍ عام! المهم أن الأعراض العابرة، دائمًا ما تكون عابرة فاطمئن أولاً وقبل كل شيء! بوجهٍ عام يا أخي عليك أن تفعل الآتي :
1- سم الله قبل أن تبتلع الدواء لأن الله هو الشافي سبحانه، وهو الذي لا يضرُّ مع ذكر اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء!، وحاول أن تتأمل هذه الكلمات جيدًا، لعل الله يلقي السكينةَ في قلبك المؤمن، عند ابتلاع الدواء.
2- لا تبتلع عقار الم.ا.س.ا ومعدتك خاوية، لأن ابتلاعه بعد وجبةٍ مناسبة يقلل من آثاره الجانبية على المعدة بالذات، والتي تتمثلُ في تثبيط الشهية والشعور بالغثيان أو الرغبة في التقيؤ، وهيَ أيضًا آثارٌ جانبية عابرة إن حدثت.
3- كن صبورًا، لأن اضطراب الوسواس القهري يحتاجُ إلى الصبر في العلاج.
4- واصل استخدام العقار، بنفس الطريقة التي وصفتها لك طبيبتك، ووصفناها من قبل في إجابتنا السابقة الم.ا.س والم.ا.س.ا واحتمال الخطأ واقرأ أيضًا: (م.ا.س) و(م.ا.س.ا).. هل "يخربطوا" الدماغ .
5- حاول أن تدرب نفسك على الاسترخاء، خاصةً في الأيام الأولى لاستخدام الم.ا.س أو الم.ا.س.ا، لأن ذلك سيفيد في تقليل إحساسك بالتوتر، فإن لم تستطع فإن بإمكانك أن تطلبَ من طبيبتك وصفَ أحد عقاقير تخفيف القلق، كما تختار هيَ لك، على أن تستخدمه أسبوعًا أو أسبوعين على الأكثر، فالبعض يحتاجونَ لذلك.
6- طمئن نفسك تماما أولاً لأنهُ ليسَ هناكَ إدمانٌ للم.ا.س.ا ، مهما طال استخدامها.
7- إن شاء الله لن تظل حياتك كلها على العقار، لأن مسار اضطرابك نُوَبيٌّ (أو نوابي كما يسميه البعض)، صحيحٌ أن النوبة الأخيرة طالت بعض الشيء، لكننا يجبُ ألا ننسى أن الضغوط النفسية التي قد تمثلها دراستك الجامعية كانت ذات أثر إلى حد كبير في الأربعة أعوام التي مرت عليك في الجامعة، ومعنى أن المسار نوبي هو أنك لن تظل طوال حياتك على العقار، وقد تقلله لك طبيبتك بعد الفترة التي تراها مناسبة لحالتك وفي النهاية أدعو الله لك بالشفاء، وتابعنا بأخبارك.