على شفا الخيانة: قلبها مهلهل وزوجها بعيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
بداية أحب أشكر فعلا كل القائمين على هذا الموقع لما يقدمونه من استشارات مجانية جعلها الله في ميزان حسناتهم أن شاء الله.
د.حنان طقش شكر خاص لك على مجهوداتك في هذا الموقع فأنا متابع دائما لهذا الموقع وكل الاستشارات التي تطرح فيه. لكن اسمحي لي أن أختلف معك وذلك في النقاط الآتية:
1. أنا لست مفتيا ولكن على قدر فهمي في الدين -ربما يكون هذا خاطئا وإن كان كذلك أرجو التصحيح- إن الزواج جعل لإعمار الأرض وبناء مجتمع صالح يجمع الرجل بالمرأة لتكوين أسرة مترابطة تخرج أبناء يستطيعون خدمة دينهم ووطنهم وإعمار الأرض التي استخلفنا الله فيها. ولا أعتقد أن الزواج من المرأة فقط بغرض الحصول على مالها مقبول -هذا والله أعلم وأرجو التوضيح إذا كان هناك فهم خاطىء– صحيح أن الرسول قال من ضمن المواصفات الأربع التي تنكح المرأة لأجلها المال ولكني أعتقد أن المال من أحد المميزات ولكن لا يكون كل كل الهدف من الزواج. وإلا فما الفرق بينه وبين من يتزوج ليحصل على المتعة الجنسية فقط, هل هذا مباح؟
أقصد الزواج لمجرد قضاء المتعة وربما يتم الانفصال بعدها. أرجو إن كان هناك أي فهم خاطئ أن توضحي لي مشكورة.
2. رأيي أن الرجل هو الذي لابد أن يأخذ المبادرة بكل شيء فلا معقول أن تقول له زوجته أنها تحبه وترغبه ولا تجد منه إلا الصمت أنا لست ضد أن تأخذ المرأة زمام المبادرة ولكن تكون صدمتها رهيبة عندما تجد رد فعل غير متوقع.
واسمحي لي أن أوجه رسالة إلى صاحبة المشكلة:
رأيي هو أنه لا تتركي حبك مهما حدث -شرط عدم الوقوع في الخطأ- لابد من حسم الأمر نهائيا مع زوجك هذا إذا كان الشخص الذي ترتبطين به فعلا يستحق ذلك. ولكن رأيي إذا وجدت الحل لا تتركيه, زوجك أخطأ حينما طلبت منه الانفصال فى البداية ولم يستجب لرغبتك، ليس معنى ذلك أن زوجك لابد أن يكون سيئا لا فالحب لا يعرف ذلك.
رأيي احسمي أمرك مع زوجك أولا، ثم عودي إلى حبيبك بشرط كونه يستحق منك ذلك،
شكرا
21/6/2007
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أهلا بك متابعا حريصا لجهودنا وشكرا جزيلا لك على تصويب ما تراه اعوج منا وعلى تفاعلك مع أخوتك في الله على الموقع عاملين وسائلين.
اعتذر عن تولي الإفتاء الشرعي بغير علم مني رغم الفوضى المنتشرة في ساحات الإفتاء ولكني أجيبك من الناحية النفسية والاجتماعية فأقول أن قيام الزواج على تبادل المنفعة المادية أمر مقبول نفسيا واجتماعيا إلى حد كبير، وهو لا يختلف في جوهرة عن الزواج بالمرأة لجمالها بل أراه سببا أكثر رقيا وواقعية ولكن النقطة الأهم أنه لم يرد في كلام السائلة بأن الحصول على مالها الدافع الأساسي والوحيد من الزواج منها وسينتهي بالحصول عليه بل كان مجرد سمة مرغبة فيها وبالتالي سواء كان المال أو الجمال أو الدين هو السبب المرغب في الارتباط بالمرأة فلا بأس طالما كان محفزا لعلاقة شرعية، وكل زواج يناسب الطرفان ويشبع حاجاتهم مهما كانت يستمر وأي زواج لا يحقق للناس أهدافها معرض أكثر للفشل.
لو كان المال هدف قريبها الوحيد لسارع لابتزازها ماديا بمجرد طلبها الطلاق أو اطلاعه على علاقاتها بغيره مع علمه بشدة والدها وقسوته عليها وعلى والدتها ولأنه لم يفعل لا أعتقد أن المال كان دافعه الوحيد للزواج وإن كان- حسبما قالت - فهو سمة مرغبة فيها أو في الزواج بحد ذاته ليوفر على نفسه بضع سنين في انتظار الزواج يقضيها ما بين الحرام وشبهاته وما أظنك عنها بغافل.
أعتقد أن الأمر اختلط عليك ما بين طبيعة الدافع وراء الزواج ونوعية الزواج المرتبط بمدة محددة فبينما لا غبار على أي دافع طالما ناسب الطرفان وإن كان فقط بهدف التمتع الحسي واشباع الغريزة فهو مندوب ومرغوب شرعا طالما كان زواجا شرعيا دون نية توقيت، بل أن من ضمن مبررات التعدد سد أبواب الغواية حين يشعل الشيطان نيران الرغبة بين رجل وامرأة فلا يرى الشرع لهم منقذا من التردي مثل الزواج طالما كان زواجا شرعيا وعن نفسي فإن مذهبي الديني يحرم زواج المتعة كونه مؤقت بغض النظر عن سبب قيامه.
لا أقف طويلا عند قضية المبادرة فهي قضية شكلية كثيرا ما يحكمها التراضي بين الطرفين وإن كانت موضوع اعتاد الرجال القيام به ولكنا نرى محاولات مستمرة من الجانب النسائي لسحب حق المبادرة في التعبير عن المشاعر والرغبات، ولا نواهي شرعية في الأمر ولكنها مجرد عادات توارثناها وبعض من سمات الذكور ورغبتهم في التفوق وتولي زمام الأمور يفضل للمرأة غالبا أن تراعيها.
العاقل المؤمن لا يفرك زوجه لمجرد كلمات تقال فكما تعرف بين طرفة عين وانبساطتها يغير الله من حال إلى حال، ويقال أن سبب تكليف الرجل بحق فصل الزواج هو اندفاعية النساء وراء مشاعرهن قبل تحكيم عقولهن فإن أخذ زوج سائلتنا بهذا التفسير لا لوم عليه إن لم يستجب لها، كما لا لوم عليه إن تمسك بزوجته لحبه لها وقدرته على التسامح مع زلاتها، أو رغبة منه في منحها فرصة أكبر في التحقق من مشاعرها، لقد رأيته رجلا شهما نبيلا صبورا لم يسارع إلى كشف أمرها لأهلها مصورا نفسه شهيدا ليحقق مكاسب على حسابها. فإن كان سلوكه نابع عن مشاعر كان بها وإن كان قائم على أخلاق نبيلة فهو يغبط عليها ويكون بين يدي سائلتنا جوهرة لا تدرك قيمتها.
أما بالنسبة للشق الثاني فنحن ننشر رأيك ولكني أعارضه بشدة وفي النهاية يبقى حق القرار والاختيار من بين المعروض من الآراء لمن سيتحمل نتائج هذا الاختيار وإن كنت تراني أبني على العقل أكثر من المشاعر فهو وإن لم يكن ممتع إلا أنه ثابت ومنصف ذلك أن الانفعالات تخفت صوت العقل لفترة ولكنها لن تحمي الإنسان من واقع الحياة الذي لن يقف مبتهجا لأنك تحب. هو رأي بنيته خلال أعوام قضيت الكثير منها محاولة فهم الحب بدأتها بالقراءة للكاتب مصطفى محمود "اعترافات عشاق" عندما كنت في الثالثة عشر فانظر كم أمضيت من عمري أقرأ وأسمع والأحظ وأحلل قصص الحب والمحبين وجميع هذه المعرفة تؤكد بأن الحب ليس بابا للسعادة إن تعارض مع العقل ولقد ذكرت هذا في سطوري بأني لم أكن لأعارضها لو أصرت على موقفها برفض الزواج دفاعا عن حبها ولكن بعد زواجها أرى أن الأولى بالدفاع ما عقد فعلا بعهد من الله .
ويزيد العقل من ازعاجنا فيضيف أن لا شيء يضمن بأن المحبوب لن يكون هو الاخر طامعا في زوجة ثرية او راغبا في الزواج من مطلقة أو أن والدها سيوافق على طلاقها وزواجها ممن تريد.
الحب أكثر من رائع يجعل الدنيا تزداد جمالا حين تسرح به في كرسيك الوثير ولكن حين تسحبه معك للحياة اليومية سيعتذر عن مجاراتك بأسباب مختلفة ومع ذلك فأنا ككظام الساهر أحب الحب حتى أني في مرة كتبت ردا أسميته "بيان عن الحب" ويا رب كل الأحبة تنول كل ما تتمنى.
ويتبع >>>>>>: على شفا الخيانة: قلبها مهلهل وزوجها بعيد مشاركة1