زهرة البنفسج رفعت معنوياتي م
أتمنى الموت: حليب من الصدر م1
إلى الدكتور مصطفى السعدني؛ أشكرك من كل قلبي على ردك الجميل لي كما أشكر تعاطفك معي لكن الأطباء الباطنيين يقولون إن الاكتئاب سببه قلة في الدين وأنا أمتعض عندما أسمع هذا الكلام لأنه غير صحيح فالاكتئاب سببه نقص مادة السيروتونين في الدماغ ولكن عندما أناقش هذا الكلام مع الأطباء الباطنيين فهم لا يقتنعون بالرغم من دراستهم لهذا الموضوع في كليات الطب لكني مع الأسف ما عدت أثق برأي أي طبيب والحمد لله أقوم الليل وأصلي كل يوم لله 20 ركعة نفل وأكفل يتيما شكرا لله على نعمه.
ولكن الذي يزعجني أنهم لا يفهمونني ويقولون أنه بسبب قلة الدين وأنا لا أجادلهم في ذلك وأشرح لهم ماذا أفعل في حياتي بل أقول حسبي الله ونعم الوكيل أنا أكتب هذه الرسالة والدموع تترقرق في عيني الحمد لله على كل حال. ألا يقرؤون القرآن عندما يقول تعالى في سورة يوسف على لسان يعقوب وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن وهو كظيم، ألم يقرؤوا هذه الآية ألم يتوقفوا عند وابيضت عيناه من الحزن لماذا تبيض عيناه من الحزن. فالحزن شيء رخوي شفاف يتسلل إلى كل نفس حتى النفس المؤمنة المتوكلة.
ألم يسمعوا كلام رسول الله عندما قال في موت أبيه إبراهيم إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك لمحزونون ألم يحزن النبي عليه السلام لموت ابنه ألم يشرع لنا رسولنا الكريم عندما نصاب ببعض الحزن أن نتناول التلبينة هذا ما كنت أريد قوله أنا لا أحب هذه الحياة وسوف أحاول أن أتعايش معها لكن أمقتها من كل قلبي وأتمنى من الله أن يقبضني بأقرب وقت.
المعذبة
مي عبد الله
06/07/2007
رد المستشار
أختي العزيزة "مي"
أنا سعيد بهذا الرد منك، وأتمنى لك الشفاء العاجل، وأرجوا منك الاستمرار على العلاج الموصوف لك من طبيبك النفساني، وأداء النوافل وصلاة الليل وكفالة اليتيم وكما قلت من قبل ليس من السهل على أي إنسان أن يتعذب في الدنيا بالاكتئاب ثم ينتظر العقاب من الله عز وجل على إقدامه على قتل نفسه بالانتحار، وبنفس الطريقة التي أزهق بها روحه في الدنيا؛ لذا كان لزاما على مريض الاكتئاب أن يطلب العلاج ويحرص عليه قبل أن تستفحل حالته وتصل إلى درجة التفكير في الانتحار، ثم محاولته الانتحار بعد ذلك، وأنا أعاتبك يا مي على نصف السطر قبل الأخير من رسالتك؛ فلقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن تمني الموت وأن نقول بدلا من ذلك: اللهم أحينا ما دامت الحياة خير لنا وأمتنا ما دام الموت خير لنا.
وأنت نفسك ذكرت حزن سيدنا يوسف عند فقده لولده، وحزن سيدنا محمد عند وفاة ولده إبراهيم، ولكن هل تمنى أحد منهما الموت؟!، رغم الفواجع التي منوا بها في حياتهم؟!، بالتأكيد لا، فليكن شعارك: "فصبر جميل على مشاق الحياة، ولا أقولي إلا ما يرضي ربي، وحسبي الله ونعم الوكيل".
أختي الطيبة استسمحك أن أتحدث عن التلبينة وفوائدها المضادة للاكتئاب.
التلبينة:
هي خليط من الشعير والماء أو اللبن أو السوائل الأخرى. يُستَخدم دقيق الشعير للحد من الانفعالات، من حيث تؤخذ ملعقتان من دقيق الشعير يضاف إليهما كوب من الماء ويغلي على نار هادئة لمدة خمس دقائق، ثم يضاف كوب حليب وملعقة عسل نحل، وكان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد أوصى بالتلبينة فقد ورد في صحيح الإمام البخاري، عن عائشة رضي الله عنها: إنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (دقيق الشعير) التلبينة تَجُمُّ فؤاد المريض، وتزيل عنه الهم وتنشطه.
وقال الموفق البغدادي: إذا شئت معرفة منافع التلبينة فاعرف منافع ماء الشعير ولا سيما إذا كان نخالة، ويوصف في الطب الحديث حساء الشعير في الحِميات كما يعطى للمرضى كغذاء لطيف سهل الهضم.
وقد أثبتت الدراسات العلمية أن الشعير يخفض كولسترول الدم حيث يدخل في صناعة الكبد للكولسترول. ونشرت مجلة ليبيدز عام 1985 مقالاً حول فوائد الشعير وغيره من النباتات في معالجة ارتفاع كولسترول الدم جاء فيه: لقد قام خبراء من قسم الزراعة في أمريكا في إجراء بحوث على الشعير فتبين أنه يحتوي على ثلاثة عناصر كلها تقوم بخفض كولسترول الدم. وهذا يظهر الإعجاز في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "التلبينة مُجِمة لفؤاد المريض" أي مريحة لقلب المريض.
والجدير بالذكر أن الشعير غني بالألياف، ولهذا فقد أجريت تجارب على المرضى المصابين بالإمساك المزمن، فأُعطي فيها هؤلاء البسكويت المصنوع من الشعير فتبين أنَّ 80 % من هؤلاء الذين تناولوا ثلاثة أقراص من بسكويت الشعير يومياً قد شفوا تماماً من الإمساك وأقلعوا عن استعمال المسهلات، والشعير مخفض للضغط ومكافح للإسهال، وفوائده وهو مغلي أو مطبوخ، لقد نسب القدماء إلى الشعير خاصية حفظ الأشياء من التعفن والتغيير. ويقال إنك لو تركت داخل الشعير "حبوب الشعير" عنبا بعناقيده لم يتغير ولأكلت في كل يوم عنبا طريا كأنه قطف من كرمه.
وفي الطب الحديث تبين من التحليل أن الشعير يحتوي على عناصر هامة جدا منها البروتين والدهون والنشا والحديد والفوسفور والكالسيوم والبوتاسيوم والمنجنيز وفيتامينات "ب1" و"هـ" والهوردنين والمالتين وغيرهم ويدخل الشعير في عدة تراكيب طبية ومشروبات تستعمل في المستشفيات. ومن خصائص الشعير أنه ملين، وملطف ومقو عام للأعصاب خاصة وكذلك للقلب، وهو مجدد القوى ومهضم ومنشط للكبد ومرطب ومخفض للضغط ومكافح للإسهال.
ويُوصَف الشعير عادة للأمراض التالية:
أمراض الصدر، والرشح، والضعف العام، وبطء النمو عند الأطفال، وضعف المعدة والأمعاء، وضعف الكبد، والتهابات الأمعاء، والإسهال، والدوسنتاريا، والتيفوئيد، وأمراض والتهابات المجاري البولية وخاصة التهاب المثانة، والكلى، وارتفاع الضغط والاكتئاب.
فائدة: يغلى الشعير والحلبة واللبان ويشرب كالماء للمثانة والكلى. كما أن الشعير يساعد على خفض نسبة ارتفاع السكر في الدم. فليحيا أكل الشعير، والتلبينة، وتابعينا بأخبارك الطيبة يا "مي."
ويتبع >>>>>>: زهرة البنفسج تريد الانتحار م2