حالة نفسية
السلام عليكم...... أصبت بمرض نفسي من 4 سنين وظللت 3 سنوات وأنا لا أشعر أنني مريض........ لقد جاءتني أول نوبة من 4 سنوات وكنت أعتقد وقتها أنني مراقب وأن هناك من يسير خلفي دائما.......... ثم دخلت مصحة نفسية عند د.خليل فاضل ولم أكن أعتقد أنني مريض نفسيا........ ومشيت في سكة الجن والعفاريت...... وكنت تقريبا آخذ وقتها هاليدول وايفكسور 37......... ولكنني لم أكن مواظبا عليهم......... وقضيت حوالي سنة لا أستطيع الذهاب إلى العمل.....
ثم عملت في شركة وكنت كسولا جدا في العمل وفي صحياني في النوم ولكن لأن عملي بسيط لم يلاحظ أحدا كسلي........... ثم أحببت فتاة على النت........ وكان هناك تحول في حالتي فقد أحسست بنشاط غير عادي وبرغبة في الحياة........ ولكن الأطباء الذين كنت أتابع معهم قالو لي إنها مرض...... وأعطوني ستلاسيل واكنيتون.... وتجريتول.... ومودابكس....... وسافرت بعدها إلى السعودية وكنت أتناول هذه الأدوية معي...... ثم تعرضت لمرض في المعدة ونصحني الدكتور الذي هناك أن أتوقف عن تلك الأدوية فأصبت بنوبة أخرى وكنت أعتقد وقتها أنني المهدي المنتظر......... ورجعت إلى مصر ودخلت مصحة نفسية مرة أخرى............ وأعطوني الأدوية مرة أخرى وزاد عليها حقنة كلوبكسيل ديبو....... وكنت في تلك الفترة منتظم في الصلاة ولكنني عندما كانت تأتي لي حالة اكتئاب كنت لا أستطيع أن أواظب على الصلاة................
ثم تعرضت بسبب مرضي لبعض المشاكل مع أجهزة الأمن فأصبحت أخاف إني أصلي...... ولكنها أتت لي بنتيجة إيجابية إنني بدأت أرى حقيقة مرضي........... ثم غيرت الطبيب الذي أذهب عنده إلى دكتوره ومحلل نفسي وأصبحت أحضر جروبات جماعية وفردية...... وتم تغيير الدواء إلى إيفكسور 75 ار وسيكودال 2 ملم واكنيتون وحقنة بيردول كل شهر....... ولأول مرة منذ أربع سنوات أواظب على الدواء وأرى حقيقة مرضي ولقد علمت تشخيص الحالة بأنها فصام وجداني........ وقرأت كثيرا عنه هنا في النت وأيضا في موقعكم قرأت عينة......... مما أعانيه الآن إنه تأتي لي أفكار أنه لا فائدة من الجروبات الجماعية والفردية......... وأنني بنفق النقود على لا شيء...... ولكنني ما زلت أواظب على تلك الجلسات........ وأيضا تأتيني أفكار جنسية كثيرة جدا...... وتضايقني...... ثم بدأت أتعود عليها.... ولكني لا زلت أشعر بضيق منها......... سؤالي لكم أيها السادة: أنني ما زلت أعاني من ضيق ورغبة في عدم الذهاب إلى العمل.....
فإلى متى سوف أستمر في هذا العناء........ وأحيانا تكون عندي طموحات كثيرة وأحيانا لا أريد شيئا غير الموت........ وإنني أتكاسل جدا في أداء الصلاة حتى إنني أصليها متأخرة عن موعدها أو أصليها وأنا جالس لأنتهي منها بسرعة....... لقد قرأت أن الفصام هناك من يستطيع أن يتعالج منه وهناك أيضا حالات يستمر معها......... فهل سوف أستمر في هذا العناء إلى حين وفاتي.... إنني أعلم أن هناك أمراض أشد ألما مثل الأمراض الجسدية...... ولكنني أشعر أنني في ألم رهيب............
وشكر لكم على وقتكم لقراءة هذه المشكلة............
06/07/2007
رد المستشار
أهلا بك أيها الأخ الكريم؛
بالنسبة إلى حالتك والتي هي على حسب ما ذكرت الفصام الوجدانيSchizoaffective Disorder هي حالة تنطوي تحت الاضطرابات النفاسية (الذهانية) Psychotic Disorders وهي حالة عادةً ما تكون نوبية Episodic أي تأتي على شكل نوبات ثم يعود المريض للحالة الطبيعية، وقد يأتي على شكل نوبة واحدة ولا تتكرر.
وفي حالة تكرر النوب فإنه لا بد من المعالجة الدائمة لعدة سنوات أو مدى الحياة، وهذا الأمر يقدره الطبيب النفسي المشرف، وهذا النمط من المعالجة يدعى الصيانة Maintenance Therapy، وهي تفيد في التقليل من تكرار النوب وتخفف من شدتها إن حصلت وتباعد ما بين النوب. وفي الحالة التي تصف فلابد من معالجة الدوائية لعدة سنوات على الأقل وقد تكون مدى الحياة.
هذه نقطة أولى.. النقطة الثانية أن العلاج في الطب النفسي له 3 أنواع رئيسية ومن أجل كل الأمراض:
العلاج الدوائي Medication
العلاج الكلامي Talk Therapy ويدخل ضمنه العلاج المعرفي والعلاج السلوكي والعلاج التحليلي الفردي والعلاج الجماعي وغيرها.
العلاج بالتخليج الكهربائي (Electro Convulsive Therapy (E.C.T
ومن أجل كل الأمراض الأفضل حالياً هو الجمع ما بين العلاج الدوائي والعلاج الكلامي وعلى خطين متوازيين ومتوازنين ومفصّلين حسب حالة كل مريض. وبالنسبة لحالتك فالعلاج الدوائي هو الأساس وهو الضمان -إن شاء الله- لمنع النكس وتخفيف تكرار النوب وتخفيف من شدتها إن حصلت.
أما بالنسبة للعلاج الجماعي فهو ثانوي ولكنه مفيد، خاصةً إذا كان من نمط الكروبات العلاجية الداعمة supportive group therapy.
الأخ الكريم بإمكانك أن تتعايش مع مرضك كغيرك من البشر ممن لديهم أمراض مزمنة كالسكري وارتفاع الضغط ويناولون أدويتهم طيلة حياتهم، وأن تنهي معركتك مع الفصام الوجداني.. وتتعايش معه في دولة عقلك! ولو أنه ضيفٌ ثقيل عليك!
هذه نقطة.. والنقطة الأخيرة في استشارتنا هي.. أنه من النعم العظيمة والجمال الكبير لهذا الدين الرائع أنه لم يكلف أتباعه ما لا يستطيعون.. قال الله تعالى: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) سورة البقرة، وأنت أيها الأخ الفاضل ما عليك إلا أن تجاهد نفسك على الفرائض، واعمل وسعك فيها..فإن لك أجرا مضاعفاً إن شاء الله، لأن الله تعالى يعلم تمام العلم حالك وكيف أن الأدوية النفسية تضعف همتك قليلاً إلا أنها مهمة جداً للعلاج ومنع النكس، بل لك ثواب ما اعتدت عليه أيام صحتك حتى وإن لم تفعله.
واقرأ على مجانين:
الفصام الوجداني لا الاكتئاب!
اعترافات مجنون: فصام وجداني م
ودائماً ادعُ الله تعالى وتوكل عليه واستعن به ولا تعجز.. أتمنى لك كل الخير وتابعنا بأخبارك.