السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدأت مشكلتي منذ أربع سنوات لم أعد كسابق عهدي أرهقني همي الذي جعل الحياة صعبة لدي أنا أظن بأني مصابه بسرطان الثدي أنا خائفة جدا، أخذت أقرأ عن هذا المرض في الكتب والمواقع أصبحت ملمة بكل المعلومات المتعلقة به كرهت كتمان سري ولا أنوي إخبار أمي لأنها حساسة جدا فهي تبكي عندما يصيب إخوتي سوء فكيف عندما أخبرها بمرضي؟
أعلم بأني أطلت لكن ساعدوني سأموت من الوسواس قبل التأكد
لأني لازلت أشك في الحقيقة بالعلم أن عمري 16 سنة.
01/07/2007
رد المستشار
الأخت السائلة؛ رغم قصر رسالتك، التي تصفين فيها معاناةً دامت أربع سنوات، إلا أن قدرتك على إيصال مشاعرك لنا كانت فوق الممتازة، وجعلتني أختار أن أبدأ بالرد عليك مع أن مشكلتك واحدةٌ من ثمان مشكلات عليَّ أن أرد عليها الآن،
نحنُ عادةً ما نقرأ عبارةً كتلك (أعلم بأني أطلت لكن ساعدوني) التي كتبتها في السطر الرابع من إفادتك بعد صفحةٍ على الأقل من رسالة يبعثها أحدُ أصدقاء استشارات مجانين، ونعتبرها نوعًا من الاعتذار مع أننا نادرًا ما نشتكي من طول السؤال، لكن هذه العبارة في إفادتك إنما تشيرُ إلى مشكلةٍ أخرى هيَ إحساسكِ غير الصحيح بأنك ثقيلةٌ على الآخرين.
إحساسك الخاطئ هذا لا نستطيعُ فهمه إلا من خلال ما يستشفُّ من ثنايا سطورك الخمسة التي هيَ كل إفادتك، وهذا الذي يستشفُّ هو الاكتئاب الجسيم Major Depression ، فرغم أنك لم تعطنا ما يكفي من المعلومات لتشخيص اضطراب الاكتئاب الجسيم إلا أن الاكتئاب متوقع في حالتك خاصةً بعد أربع سنواتٍ من الكتمان، إضافةً إلى تعبيرك عن تأثير مرضك على حياتك عندما قلت في إفادتك (لم أعد كسابق عهدي أرهقني همي الذي جعل الحياة صعبه لدي).
وعند هذه النقطة أحيلك إلى قراءة إجابة سابقة لنا على استشارات مجانين لكي تعرفي ما هو الاكتئاب وكيف يعالج: متى يجب أخذ عقار للاكتئاب؟
أما الاضطراب الأصلي الذي تعانين منه فهو اضطراب توهم العلل البدنية أو وسواس المرض، (أو ما يسمى بالاضطراب المُـراقيHypochondriacal Disorder) فهوَ المثالُ الأقربُ حتى في أذهان العامة للوسواس القهري فكثيرًا ما يجيءُ مريضُ المراق ليقول لطبيبه النفسي أن لديه وسواس المرض أو وسواسًا مرضيا ويظهرُ بعد القليل من الكلام مع الطبيب أنه يعاني من مرض توهم العلل البدنية؛ فهذا مريضٌ تتسلطُ عليه فكرةٌ مؤداها أن لديه مرضًا عضويا ما منَ الأمراض الخطيرة، كأمراض القلب أو السرطان أو الإيدز أو جنون البقر، وهوَ لا يستطيعُ التخلصَ من هذه الفكرةِ مهما حاولَ ومهما طمأنهُ الأطباء ومهما أجروا لهُ من الفحوص الطبية التي تثبتُ خلوهُ من المرض الذي يتوهمُ أنهُ لديه؛ وعادةً ما تبدأُ الحالةُ في أعقاب سماع المريض لمعلوماتٍ عن أي من الأمراض خاصةً في وسائل الإعلام المختلفة أو عن مرضٍ أصاب أحد أقاربه أو جيرانه أو أصدقائه، ونستطيعُ من خلال الخبرة العملية في الطب النفسي أن نصنفَ مرضى المراق أو وسواس المرض إلى ثلاثة أصناف تجدين شحها مفصلا في ردنا السابق: وسواس المرض: أشكال وأصناف.
وأما النوع الثالث: وهو مريض المراق الاكتئابي والذي نرى حالتك أقرب له، فهو مريضٌ عادةً ما يكونُ جوهر اضطرابه هو الشعور المبالغ فيه بالذنب بسببٍ خطأ ما وقع فيه، بحيثُ يكونُ المرض الخطير الذي أصابه في رأيه هو العقاب العادل من السماء، ومن بين هؤلاء المرضى من يستسلمون تماما لفكرة إصابتهم بالمرض الخطير فيبقونها سرًّا ومن بينهم من يتجنبُ الفحص لدى الطبيب لأنهُ لا يرى داعيًا لفرط اقتناعه بأن هذا هو العقاب العادل الواضح من السماء.
ويتأرجحُ مدى اقتناعُ المريض بفكرة أنهُ مصابٌ بمرضٍ خطيرٍ من الحد الذي يجعلهُ رافضًا لتلك وعاجزًا في نفس الوقت عن التخلص منها بحيثُ ينطبقُ عليها تعريف الفكرة التسلطية إلى الحد الذي يجعلهُ مقتنعًا بها فينطبقُ عليها تعريف الفكرة الضلالية كما سنبينُ فيما بعد وفي هذه الحالة بالطبع لا يكونُ التشخيص هو اضطراب توهم العلل البدنية وإنما يصبحُ اضطرابًا ضلاليًّا، وقد بينت إحدى الدراساتُ أن نسبةَ 8% من مرضى المراق يصابونَ خلال حياتهم باضطراب الوسواس القهري.
وهكذا فالاكتئاب يمكنُ أن يكونَ سببًا ويمكنُ أن يكونَ نتيجةً وحسب ما يستشف في حالتك، فهو أقربُ إلى أن يكونَ نتيجة، المهم أنك بحاجةٍ إلى مساعدةٍ من طبيبٍ نفسي مختص لأن حالتك قابلة للعلاج، ومن فضل الله عليك وعلينا كأطباء نفسيين أن علاج حالتك ميسورٌ باستخدام أحد عقارات الماس أو الماسا التي تعالج الاكتئاب والأفكار التسلطية ومنها فكرةُ أنك تعانين من السرطان عافاك الله وعافانا، وعليك إذا أردت أن تعرفي كل شيء عن عقارات الماس والماسا أن تقرئي هذه الروابط من على الموقع:
حكاية الماس والماسا؟ ضد الاكتئاب والوسوسة
الصبر على الماس يمحو الوسواس
وقد تحتاجين إلى جرعةٍ من الماس أو الماسا أعلى من الجرعة المطلوبة لعلاج الاكتئاب وأعلى أيضًا من جرعة علاج الوسواس القهري، كما أنك قد تحتاجين إلى علاج سلوكي معرفي، وكل هذه الأمور لا يستطيع تقريرها إلا الطبيب النفسي الذي يراك عن قرب ويحدد لك الصالح لعلاجك.
عليك إذن أن تلجئي إلى أحد أفراد أسرتك المقربين وأن تصارحيه بوساوسك، وباستشارتك لنا ونصيحتنا لك بطلب العلاج، وإن شاء الله يكتبُ لك الشفاء الدائم، وتابعينا بأخبارك.