طواغيت وأصنام: خرائط تحرير الرهائن
شكرا لك أستاذي الفاضل د.أحمد عبد الله لقد اكتشفتني مرة أخرى ولم تبخل على بوقتك وعطاء قلمك من قلبك الذي أرجو أنني لم أزده هما إلى همومه. وكنت أظن أنك ستتبرم مني ومن بكائي وشكواي وأني مازلت أسيرهم، لقد أسعدتني حقا باهتمامك وتمتعت كثيرا بقراءتك، وأيضا بنقدك البناء، ويبدو أني أثرت فيك شجونا.
لقد كانت كتابتي لكم وكأنها كما قلت تحررا من واقعنا ولو مؤقتا، أو بالأحرى هروبا إلى الأمام أو إلى الخلف لا أدري (المهم أن أهرب وأهرب فقط) ولكن في الحقيقة مللت الهرب، ومللت من الوقوف في مكاني، ومللت من البكاء.
لقد تأملت كيف يمد الإنسان يده إلى أخيه الإنسان وهذا العطاء من غير مقابل، فقلت لنفسي هذا عطاء الإنسان فكيف هو عطاء الله عز وجل وهو أرحم بنا من أمهاتنا بل ومن أنفسنا. لقد استبدلت البكاء بالعطاء، واستبدلت اليأس بالأمل في الله الذي لا يضيع عمل عامل ولا يخيب رجاء راج.
شكرا جزيلا لك د.أحمد من جديد وجزاك الله عني كل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
26/6/2007
رد المستشار
أهلا بك يا أخي الكريم؛
نعم.. كلنا حبيس إلا من تحرر فحرره الله من خوفه أو من عجزه أو من وحدته!!
أمتنا حبست نفسها كل في سجنه يعاني، وقامت بيننا الأسوار أفرادا وشعوبا، وقبائل حتى جاءت الانترنت لتحفر نفقا للانعتاق في الجدار الصخري الرهيب الذي كنا نتألم وراءه، وربما كنا قد تعودنا عليه وصار جزءا من تكويننا النفسي والاجتماعي!!
لقد صارت بدايات التحرر وأدواته في متناول أيدينا، ويبقى أن تتوافر لدينا الرغبة فيه، والإرادة عليه، والقدرة أن نتصوره ونتحرك في اتجاهه.
تمنيت لو كان عندنا باب لتجارب التحرر النفسي الذاتي والجماعي حتى نعرف كيف يسلك من سبقونا في هذا المسار، ركبوا براق الخيال، وأبحروا في سفن الهمة، أو تغلبوا على مصاعب الحزن والوحدة، وتجاوزوا حاجز الصمت، وعراقيل الكسل والتثبيط اليومي الذي يحيط بنا، ويغرقنا طفحه الآسن من سلطات قاهرة، أو ممن يعيدون إنتاج القهر والإحباط من ذوينا وأهلنا من أرباب حزب خربانة، أو من سواهم الذين يأخذون على عاتقهم تخريب كل محاولة أو مبادرة لعمل شيء!!
لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا ثم توالت علينا الأصفاد، واستسلمنا لها، وآن للقيد أن ينكسر، وآن للصبح أن ينجلي، وآن لهذا الهول والقبح أن تطوي صفحاته، وأن ننشر في حياتنا الشخصية والجماعية صفحات أخرى مضيئة. ولن يكون هذا إلا إذا قررنا أننا لن نذل ولن ستعبد إلا الله مالك الملك المستحق لكل توقير وخشية!!
لا أمل إلا فقط إذا فهمنا معنى "لا إله إلا الله" وعشناه حقيقة ومسلكا، وحطمنا أصنام العادات والأفكار، وطواغيت القهر والتخلف سواء كانت فوق العروش، أو تحت العمائم، أو داخل بزات العسكر!!
نحتاج إلى تحطيم كل مقومات الرجوع إلى الله، وإلى أصول الدين الذي حررنا يوم أن جاء بالتوحيد، وألغى كل سلطان أرضي على إرادة البشر!!
نحن في لحظة مواتية للوقوف معا، والتعاون، والتواصل والإفادة المتبادلة من الخبرات والتجارب في شأن اكتشاف ذواتنا، ومعرفة أنفسنا وحضارتنا، والإقلاع إلى غد مختلف بلا طواغيت ولا أصنام داخلنا أو فوق رقابنا.
وفي انتظار تواصلكم.
واقرأ أيضًا:
طواغيت وأصنام... مشاركة