المكتوب هذا كان عبارة عن رسالة لواحد صاحبي حكى فيها عن المشكلة وهذا نصها:
رسالة لحسن
قطر 24-6-2007
أولاً: أنت واحشني جدا وأنا عارف إني مقصر في حقك وإني مش باسأل عليك وأنت طول الوقت تبعث لي رسائل وده لأنك أحسن مني.. حقك عليا سامحني.
ثانياً: أخبار شغلك إيه ومش ناوي تتجوز ولا إيه وهتيجي مصر ولا "لا"، وأخبار عائلتك إيه وأخوك اللي بيدرس ده كنت بتقول إنه هنا في مصر باين ولا خلص ولا لسه هيبدأ أصلا ولا إيه.. عرفني المعلومات تلك عشان هو لو في مصر إن شاء الله أرتب أموري وأقابله.
ثالثاً: أنا نفسيتي تعبانة جداً ومش عارف أعمل إيه، أفكر أروح لدكتور نفساني لكن ليس معي فلوس، عشان كده أحاول أبحث عن واحد يعالجني كده لله "ببلاش يعني" أنا كل ما أقعد مع نفسي وأفكر ألاقي نفسي إني حلي الوحيد إني أموت لأن اللي زيي لا يعرف يستريح في الدنيا هذه.
المشكلة باختصار قوي إني البنت اللي بحبها بخاف عليها جدااااااااااااااااااااااااااااااااااااا وده عامل لي رعب وقلق عليها طول الوقت وبالتالي أنا شبه حابسها في بيتها عشان لا تخرج وفي نفس الوقت هذا جعل ضميري يؤنبني ويؤلمني عشان لا أتركها تخرج وكمان كل ما أمشي أنا في الشارع وأشوف الفساد اللي أصبح عليه الشباب من معاكسات ومضايقات للبنات وغيره.. بخاف قوي عليها إن يحصلها اللي أراه وبقيت متخيل إن كل الشباب كذلك وبالتالي بخاف عليها من الهوا لأنها لو خرجت لازم تتعرض لمشكلة وأنا لست معها طول الوقت عشان أقدر أحافظ عليها أخاف عليها من كل حاجة ورأسي تروح لأبعد المناطق.. أخاف عليها من المضايقات والمعاكسات.. ومن إن حد يتكلم معها، أو ينظر لها بس بعينه، أحبها أوي وأغير عليها جدا.. وغيرتي عليها تجعلني لا أرغب في يشاركني فيها أحد ولو بنظرة أو بكلمة وبالتالي مش عاوز حد ينظر لها أو يكلمها..
وللأسف مش قادر أحكم عليها أنها تلبس نقاب عشان أهلها، إنما متفقين إنها تلبسه بعد الجواز وده يبقى الحل أن أحدا لا ينظر إليها، ومع ذلك أدخل بقى للخوف الأكبر، حوادث الاغتصاب كثرت أوي يا حسن وأنا بخاف قوي عليها ليحصلها حاجة.. أنا عايش في قلق ورعب عليها.. أنا أخاف عليها أكثر من أي حد ثاني، حتى أكتر من أهلها، المشكلة إنها عارفة كده وتراعي مشاعري وتحاول لا تخرج من بيتها خالص بس الظروف بتحتم عليها أنها لازم تخرج في أوقات كثيرة،
المشكلة الأكبر بقى إني عشان أعمل أول خطوة في مشروع جوازنا وهي إني أتقدم لها رسميا هذا لن يكون قبل ما أخلص دراستي على الأقل ولو أنا نجحت كل سنة من غير ما أسقط يبقى أنا كده قدامي سنتين من العذاب والمعاناة سأعيشهم.. أما بقى لو سقطت سنة ثاني ولا حاجة يبقى أنا كده زودت مدة المعاناة والعذاب والمشكلة إن نتيجة الامتحانات ستظهر بعد إسبوعين تقريبا وأنا خائف منها هي كمان لأني لم أحل كويس في الامتحانات اللي فاتت واحتمال إني اسقط احتمال كبير خد بقى عندك القلق اللي بعد الجواز، مصر لم تعد أمان زي زمان.. كل ما أقرأ في الجرائد ألاقي حوادث، حوادث اغتصاب واختطاف وسرقة وقتل وفساد ومخدرات، يا حسن أنا لما بنزل الشارع باكون خائف من ضابط البوليس زي خوفي من الحرامي اللي ممكن يسرقني أو المجرم اللي ممكن يقتلني، لأن في مصرنا الحبيبة الآن أقدر أحمي نفسي من الحرامي أو القاتل بس لا أقدر أحمي نفسي من ضباط الشرطة لأنهم يعذبون الناس ويسرقونهم، الفساد عندنا وصل لمرحلة كبيرة قوي.. كل ما أفكر إني لو تزوجت خلاص وكل أحلامي تحققت، كيف أعيش في هذه البلد، خائف قوي على أولادي في المستقبل، هذا لو عرفت أخلف أصلا أنا احتمال أكون مريض جنسياً.
أصلا "ربنا يسترها" أنت تعرف أن عندنا من الطرق اللي يستخدمها ضباط الشرطة لما يجبروا حد على الاعتراف، يجيبوا أقارب الشخص الإناث مثل أمه أو أخته أو زوجته ويقطعوا لها ملابسها وهو موجود ويهددوه أنه سيغتصبونها أمامه لو لم يقل ما يريدون، ويعملوا كده يا حسن مش بس مع المجرمين، بل حتى مع الناس المحترمين اللي بس متهمين في قضية ظلم لقيت في النهاية إن الحل أني لا أتزوج عشان لا يبقى فيه حد أخاف عليه وأبقى مطمئن البال بس لقيت إن البنت اللي أنا أحبها هذه قد علقتها معي وحرام عليا، مادام لن أتزوجها يبقى ليه كلمتها وعلقتها معي لقيت أن الحل أني أموت وأستريح.. لقيت إن هي ممكن تموت نفسها بعدي لأنها بالفعل كانت ستموت نفسها قبل كده ومادام حاولت مرة يبقى ممكن تعملها ثاني، هي متعلقة بي قوي وممكن فعلا تعمل حاجة في نفسها لو أنا مت لقيت أنه مش حل.. طيب ما العمل.
لقيت حل ثاني.. إن هي نفسها تموت، لأن هي الوحيدة اللي أنا تعلقت بها التعلق القوي هذا في حياتي كلها.. لو هي ماتت خلاص سأقفل على نفسي الباب ولن أتعلق بأي حد ثاني ولن أتزوج وأترك الدنيا تولع كلها.. أعيش مطمئن البال ومرتاح ومش بفكر وبقلق على حد غير نفسي.
..طبعا أنا أتكلم عن إن الموت يأتي طبيعي مش إني أقتل نفسي أو أقتلها مشكلة ثانية الآن إني الكلام ده خلاني بقيت عصبي بشكل فظيع حتى عليها هي نفسها وكمان هنا على أهلي ودائما مخنوق وتعبان نفسيا وتعبان في الشغل ومش عارف أركز ونفسي أموت كمان أنا تعبان قوي يا حسن.. كان نفسي ألاقيك جنبي الآن وتأخدني في حضنك لأني مش لاقي حد هنا يأخدني في حضنه.. تعرف.. كنت دائما أقول لها إن التعب اللي أنا فيه، أنا مش عارف سببه بس عارف علاجه..
كنت عارف إن علاجه إن هي تحديدا تأخذني في حضنها لأني محتاج الحضن من حد بحبه ويحبني تعالى خدني في حضنك يا حسن وحشتني قوي، الحق بصاحبك يا حسن قبل ما يموت.
20/07/2007
رد المستشار
الأخ الذكي "مصطفى"
أهلا ومرحبا بك على مجانين، وسامحك الله على تقليب المواجع على قلوبنا وعقولنا بسبب صاحبك، والذي من المحتمل أن يكون أخاك!!، أو يكون..... لا أدري!!، فمن الواجب علي حسن الظن بصاحب الاستشارة.
المهم صاحبك هذا لديه ما نطلق عليه في الطب النفسي: "الغيرة المرضية"؛ وهذا التشخيص: "من طيف اضطرابات الوسواس القهري"، وصاحبك هذا أيضا يعيش في الأفلام والأوهام القديمة والحديثة، يعني منذ أيام فيلم الكرنك مروراً بسفاح المعادي وأطفال الشوارع والتوربيني (عرفت لماذا أنت قلبت عليَّ المواجع؟؟!!)!!،
بمعنى أن هناك احتمالا كبيرا أن صاحبك يتعاطى البانجو أو الحشيش مع المنشطات أحيانا، فلقد اعتدت أن أرى "الغيرة المرضية" بهذا الشكل مع المدمنين الذين يتعاطون الأمفيتامين ومشتقاته مثل الكبتاجون في الخليج والريتالين والآيس والماكستون فورت في مصر، وفي حالات نادرة وجدت مثل هذه الحالات في بعض المرضى المصابين بإصابات عضوية بالمخ.
ولذا من دواعي التأكد من التشخيص -إذا أنكر المريض تعاطي المخدرات- أن نأخذ عينة بول منه ونفحصها لمعرفة نوعية ما يتعاطيه من مخدرات، وإذا كانت حالة المريض متيسرة ماديا فلا مانع من عمل أشعة بالكومبيوتر على المخ.
ولكنني قلت لك احتمال أنه يتعاطى البانجو أو الحشيش وذلك لكمية الخوف الكبيرة التي في رسالته، وكما أقول لك يا صاحب صاحبه أن هذا مجرد احتمال!!.
والآن لنفترض أن صاحبك بريء من المخدرات وليس لديه أي إصابة عضوية بالمخ فكيف نتصرف معه، وخصوصا أن الاكتئاب بدأ يتزايد معه لدرجة تفضيله الموت على الحياة، وذلك في ظل تصاعد غيرته وشكوكه ومخاوفه؛ ومن خبرتي الإكلينيكية المتواضعة أجد أن هؤلاء المرضى يتحسنون عند إعطائهم خليطا من مضاد للاكتئاب مثل الريميرون بجرعة صغيرة مع جرعة صغيرة من مضادات الذهان مثل الأبيليفي أو الريسبيريدال، وهذا قد يختلف عما يراه ويفضله الطبيب النفسي المعالج لصاحبك، وغالبا وبعد عدة أسابيع يتحسن مزاج المريض وتختفي لديه الرغبة في الموت، كما تبدأ أفكار الغيرة المرضية في الاختفاء التدريجي، ولا تقل فترة العلاج في مثل تلك الحالات عن ستة أشهر.
تابعنا بأخبار صاحبك، وأنا في انتظار تعافيه مما ألمَّ به في أقرب وقت بإذن الله.