السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
R03;
بداية أحب أن أشكركم على هذا الموقع الرائع فعندما رأيت المجهود الرائع الذي بذل في هذا الموقع تذكرت قول الرسول عليه الصلاة والسلام "من نفس عن نفس مؤمنة كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب الآخرة" وفى رأيي أنكم فرجتكم كرب ناس كتير حيث أن أشد ألم هو ألم النفس حيث لا يوجد مسكن يؤخذ فيستريح الإنسان، فجزاكم الله خير وجعله في ميزان حسناتكم.
أتمنى أن تشاركوني مشاكلي وتتمكنوا من مساعدتي فأنا أعاني كثير من المشاكل العائلية والاجتماعية والعاطفية فأعذروني لو طولت عليكم فأنا لا أجد أحد أشكي له وهذه أكبر مشاكلي. أكبر مشاكلي هي المشاكل العائلية حيث أنها ليس لها حل بما أن أكبر طرف فيها لا يشعر أنه هناك مشاكل من جانبه أصلا وهو والدي، فوالدي سلبي من الدرجة الأولى، لا يتحمل مسئولية أي شيء، يعود من عمله يريد أن ينعم بالهدوء والراحة، وإذا كلمته أمي عن مشكلة لا يتعامل سوى بالعصبية وضرب إخوتي بأي شيء أمامه والدعاء عليهم بالموت وأشياء من هذا القبيل،
لم يقل لأحد فينا في يوم ذاكر أو صلي أو جلس معنا يتناقش في موضوع ما بكل هدوء وحب وحنان بالرغم من أنه طيب فنحن جميعا نعلم هذا ولمسنا هذه الحنية في مواقف قليلة جدا جدا، في نفس الوقت يريد أن يفخر بينا ويقول أولادي كذا وكذا بدون تعب منه في هذا الشيء ولا حتى مجرد توفير المصاريف اللازمة لنا بالرغم من عمله المربح، في نفس الوقت جدتي تعطي أخواتي كل ما يطلبون من المال دون حساب وببزخ فظيع مما جعلهم يفعلون كل شيء وأي شيء ولم يكملوا دراستهم ويفعلون ما يحلوا لهم، ويوميا بيتنا يوجد فيه مشاكل.
أبي يريدهم أن ينزلوا يعملوا معه وهم لا يريدون حيث أنه يعاملهم بطريقة سيئة أمام الناس، رغم أن والدي هذا المفروض أنه متدين ويعرف الله جيدا ولكني أرى أنه مثقف دينيا وليس متدينا حيث لا يعمل شيء مما أمر الله به، فهو مع الناس رجل في منتهى الذوق ويعامل الناس بكل حب ووجه بشوش ويسعى دائما لحل مشاكلهم وينصح أوالدهم بالصلاة والناس يحسدونا عليه يعتقدون أنه هكذا في المنزل، والكل يكلمه أنه يجب أن يصاحب أبنائه ويعاملهم بحنية أكثر ولكنه يرى أنه فعل معهم ما يجب فعله وهم السبب فيما هم فيه، وهكذا بيتنا لا يخلوا من المشاكل بين الكل إخوتي مع بعض وأمي مع إخوتي وأبي مع إخوتي وأبي مع أمي، وأنا مشاهدة ليس إلا فأنا البنت الوحيدة لديهم ومنذ الصغر ونحن في هذه المشاكل ولا يوجد أحدهم الوقت لي، كما إني بنت ومقدور عليها، والمطلوب مني في كل هذه المشاكل أن أكون بنت عاقلة أستحمل مسئولية نفسي ولا أغلط وأجعلهم فخورين بي.
كل هذا جعلني فتاة انطوائية جدا أحب الوحدة والسكون والهدوء وعدم الكلام، وهذا كله لا يتوفر في بيتنا، فكنت دائما أغلق حجرتي عليا وأفعل كل شيء بمفردي، وفي بعض الأحيان يأخذني بعض الأقارب لأجلس عندهم كام يوم لعمهم بالمشاكل التي في البيت، فأصبحت تعاملاتي كلها في حدود أهلي ونزولي معهم هم فقط أو إلى المدرسة مما جعلني غير اجتماعية نهائي لا أحب التعرف على الناس وأن يكون لي علاقات كثيرة، عندي فوبيا من الناس فنزولي من المنزل بمثابة مشكلة بالنسبة لي حيث إني سأتعامل مع الناس وأنا أكره هذا، حتى أصدقائي القليلون جدا الذين أعرفهم نادرا ما أرد عليهم، أشعر دائما في عدم الرغبة مع التحدث مع أحد كما أنه هناك مشكلة أخرى وهي إني معدومة الثقة بنفسي لا أدري لما فأنا الحمد لله حاصلة على مؤهل عالي ومتدينة وحلوة وعاقلة وشيك وكل الناس تشهد لي بذلك وكل الناس تحبني وتحترمني ويدعون أن يروا بناتهم مثلي بالرغم من عدم تعاملي معهم،
وكلهم يريدون أن يزوجوني لأبنائهم، ولا يراني إنسان إلا ويعجب بي بالرغم من إني لست فائقة الجمال لكن كما يقولون عني وجهي مريح وطفولي وبريء والحمد لله ولكن لا أدري لما لا أملك الثقة بنفسي، فسبب أساسي من عدم نزولي هو أنه بمجرد أن ينظر لي أحد أشعر أنه ينظر لأني أكيد يوجد في شيء خطأ، بمجرد أن يكلمني أحد أتوتر وأرتبك ووجهي يحمر وأعرق وهذا شيء يزعجني جدا، فأنا خجولة بدرجة كانت فعلا تسبب لي الحرج حيث إني إذا رأيت أولاد في شارع أقوم سريعا بالانتقال إلى الجهة الأخرى من الشارع وكنت لا أدخل سوبر ماركت أو محل فيه ولد، ليس عندي الجرأة لفعل أي شيء في الحياة حتى لمجرد نزولي لقاء عمل، فهذا من أهم أسباب عدم بحثي عن عمل لعلمي بفشلي الذريع في اللقاء وقد قمت باختبار تأكيد الثقة بالنفس على هذا الموقع وكانت النتيجة تأكيد ثقة منخفض جدا.
أما عن حياتي العاطفية فأنا أشعر بوحدة فظيعة وأتمنى أن أحب ويهتم بي شخص ويسمعني وأشعر كما يشعر أصدقائي أني فتاة وكلام من هذا, ولكن أنسى كل هذا بمجرد تقدم أي عريس لي أو معرفتي أن شخص ما يريد الارتباط بي وأجد نفسي يصيبني الذعر وأقول لا بدون تفكير بالرغم من أن كلهم كانوا ناس على خلق،
والحالات التي أرى فيها هذا العريس هو عندما يعتقد أهلي أني أرفض لوجود شخص فعندها أقابله حتى أثبت لهم أنه لا يوجد أحد، وأكون أنا من داخلي رافضة الموضوع لذلك لا أحس تجاهه أي شيء، بداخلي مشاعر متناقضة، نفسي أرتبط وأحب وبدعي ربي دائما أن يرزقني الزوج الصالح وفي نفس الوقت بمجرد وجود أحد أشعر أني ليس لدية رغبة ولا مقدرة على الارتباط، أشعر أني معقدة وفي حاجة إلى طبيب نفسي ولا أدري ماذا أفعل فالعمر يمر بي وأنا جالسة في بيتي لا أفعل شيء.
فأنا ليس عندي الشجاعة لكي أصاحب وأنزل مع أحد من وراء أهلي لذلك الكل يعرف أني لا أصاحب، ولا أحب أبدا زواج الصالونات فأنا أيضا ليس عندي الشجاعة لكي يأتي أحد بيتنا ويتفرج على العروسة كما إني لا آخذ على الناس بسرعة ولن أستطيع أن أضع عيني في عين شاب وأتحدث معه لأتعرف عليه أكثر وأقرر إن كنت أريد الارتباط به أم لا، وإن أراد أحد الارتباط مني وليس عن طريق أهلي أريده أن يقول لي من المرة الأولى أنه معجب بي وأنه يريد أن يتقدم وإن لم يقل هذا من المرة الأولى أقول أنه يتسلى بالرغم من تأكيده للناس الذين أعرفه عن طريقهم أنه يريد الارتباط بي ولكنه يريد أن بعرف أشياء عني وعن شخصيتي ولكني بالطبع لا أعطيه الفرصة،
كما أني في تخيلي أنه من يريدني فعلا سيتحمل مني أي شيء من برود ومعاملة بقلة ذوق وهذا الدليل الوحيد على أنه يريدني فعلا وهذا دائما لا يحدث حيث لا يتحمل أحد معاملتي. أما عن علاقاتي مع أصدقائي فأنا أحبهم كثيرا بل أعشقهم حيث أنهم كانوا قارب النجاة لي من مشاكلي ووحدتي، فأنا كنت أكتفي بصديقة واحدة أو اثنين ولا أريد أكثر من هذا، وأفعل لهم كل شيء يطلبونه مني خشية أن تتركني أحدهم إذا تشاجرنا لشيء مما، وكنت أساعدهم حتى على حساب نفسي، وأقف بجانبهم في كل مشاكلهم وأفراحهم، ولكن في المقابل لا أجد منهم شيء، فأنا أعلم أنهم يحبوني ولكن ليس بمقدار حبي لهم، فلست من أولوياتهم، بمجرد ارتباط أحدهم تنساني، ولا أتذكر أن أحدهم وقف بجانبي في مشكلة ما، كما أنهم اعتبروا مساعدتهم لي حق من حقوقهم، لا أدري أين سأجد أصدقاء يحبونني كما أحبهم ويقدرون قيمة الصداقة.
أشعر أني غير راضية عن نفسي نهائي، يوجد في داخلي طاقة كبيرة وأشياء كثيرة أريد أن أفعلها ولكني لا أعرف أن أرتب أولوياتي فهناك قائمة بالمهام أريد أن أفعلها يوميا ولكني لا أفعل نصفها على الأقل مما يشعرني بالإحباط،
فأنا أريد يوميا قراءة جزء من القرآن، مراجعة بعض ما حفظت منه، حفظ جديد من القرآن، قراءة بعض صفحات من كتاب مفيد، هناك موقع يوجد عليه كل المواد التي درستها وأرغب في مراجعتها بتأني شديد، أريد أن أقوي نفسي في اللغة الإنجليزية عن طريق أحد المواقع حيث أن والدي لن يوفر لي مصاريف كورسات، سماع موضوع يهمني في الدين عن طريق شريط، مشاهدة بعض البرامج الدينية، وأيضا أهتم بمشاهدة بعض البرامج الإخبارية لمعرفة ما يحدث في البلد، طبعا كل هذا لا يحدث خصوصا إني أعاني من اضطرابات شديدة في النوم مما يجعلني أستيقظ متأخرا، ودائما ما يحدث شيء في اليوم يجعله يتلخبط ولا يمشي كما كنت مرتبة له، وعندما أحاسب نفسي عما فعلت آخر اليوم أجد أني لم أنجز الكثير، فأشعر بالإحباط.
لا أدري ماذا أفعل ؟؟؟
وفعلا أحتاج المساعدة.
20/07/2007
رد المستشار
السلام عليكم؛
بداية أعتذر منك لتأخري في الرد ولكنك تعرفين حاجة النفوس البشرية للصيانة من خلال بعض ووالله فقط بعض الاسترخاء كي تجدد الهمة والقدرة على العطاء.
أتمنى لو كنت أستطيع احتضانك لتزويدك ببعض الطاقة المحبة وإن كنت ذات خيال اعتبري أن أختك حنان تضمك بحنان حقيقي وتشد على يدك وتقول أنك إنسانة طيوبة وناعمة ورائعة فقط عليك أن تتخلصي مما لديك من عسر المزاج الناتج بالطبع عن الحياة في بيئة مسيئة نفسيا مليئة بالصراع والتناقضات ولكن بعد وصولك هذا العمر لا يجوز أن نكتفي بلوم من كان مسئولا ولم يستطع القيام بمهامه بطريقة صحيحة بل يجب عليك أن تساعدي نفسك كي تعيشي ما فاتك من حياتك.
تنبع صعوبة المشكلات الأسرية من عدم توزع السلطة فيها بعدالة وبالتالي من يعاني قد لا تكون له أي سلطة للتغير سوى قبول الأمر الواقع ومحاولة تجنب الأذى لأقصى حد دون الوصول إلى حد الانسحاب من الحياة مع الاستفادة من الخبرة القاسية بطريقة إيجابية لتجنب نفس الأخطاء في المراحل المقبلة من الحياة فإن كنت لا تستطيعين تغيير والدك فأنت قادرة على اختيار زوجك كما تحبين فخبرتك السلبية مع والدك وفي أسرتك عرفتك على الصورة السالبة فأصبحت أقدر على التعرف على وبناء الصورة الموجبة.
لا تكثري من التفكير فيما كان من أهلك فهم مساكين أيضا لم ينعموا بحياة سعيدة واكتفي بأن تتعلمي الدروس وما تجنيه القسوة على الصغار وما تنتجه الجلافة في الحديث والتذبذب في المعاملة التي كانت مسئولة عن عدم نضج شخصيات أخوتك ورفضهم تحمل المسئولية.
لا تبالغي في لوم والدك فما ينصح به الناس هو ما يعتقده صوابا ولكن لا يعرف كيف يحوله لخطوات عملية، وهناك قول شعبي لدينا يقول "خد من علمي واترك فعلي" فلعله يكون مأجورا ومحفزا للآخرين ليكونوا ما يعجز عن القيام به فيذهب بأجرهم.
ستساعدك زيارة لمختص نفسي كثيرا وقد يساعدك تناولك لبعض مضادات الاكتئاب البسيطة على تجاوز مشكلات النوم والتشتت الناتجة عن الاكتئاب، لن تستطيعي تحقيق أي أنجاز بنفس مثقلة بهموم الماضي وتناقضات الواقع فبينما تريدين الحب تستخدمين طعم من الخل ينفر أي كان والصياد الذي يتربص بالسمكة الساذجة يضع لها ما تحب فكيف يكون الحال إن كنت راغبة في استمالة رجل-سأتركه بدون وصف- لن أقول تهتكي بل كوني فقط نفسك الحلوة الرقيقة وهي كافية بأن تكون الطعم الذي يجلب لك الحب الحلال بإذن الله.
مع تخلصك من اكتئابك ستزداد ثقتك بنفسك وبقدرتك على التعامل مع الناس بندية أكثر والشعور بالسعادة حتى وإن كنت وحدك في العالم كله فهناك دائما رب العالمين يسمع ويرى ولن يتخلى عن أحد من عبيده، فاستعن بالله ولا تعجز وتابعينا بعد زيارة الطبيب.