أنا حاسة أني أتعس مخلوقة في الوجود
كنت بفكر أبعت مشكلتي من زمان أيام ما كانت أبسط من كده كتير لكن كنت مقتنعة أن مفيش حد ممكن يحلها غيري ولسه مقتنعة بس أهي محاولة يائسة.
أنا عندي 20 سنة والحمد لله متفوقة في دراستي مع إني كنت مكرهة في دخول الكلية دي وفضلت مدة طويلة كارهاها المهم عندي 3 مشاكل أساسيين أول واحدة بادئة معايا من زمان من تانية إعدادي مكنتش بآكل خالص وبجوع نفسي عشان مكنتش بحب جسمي وفعلا خسيت والدورة تأخرت مرة 3 شهور بس لما رجعت آكل كويس رجعت انتظمت تاني المهم بعد كده كنت بآكل غصب عني عشان ماما وبابا ميزعلوش.
وجربت مرة إني آكل قدامهم وبعد كده أرجع الأكل ولقيت الحكاية سهلة وبعد كده الموضوع بقى مش مجرد إني أرجع الأكل اللي كلته غصب عني لأ دانا بقيت آكل بمزاجي وبكميات خيالية وبعد كده أرجع الأكل وفضلت كده كتيييير لحد السنة اللي فاتت الدورة تأخرت 5 شهور قلت أكيد عشان التقيؤ وخدت فيتامينات وجت 3 شهور وبعد كده تأخرت 6 شهور ورحنا للدكتور وطلع عندي تكيس واداني سيكلو-بروجينوفا الكلام ده من 3 شهور، طبعا أنا نفسيتي اتدمرت لأني عارفة يعني إيه تكيس وحاسة إني مش بنت طبيعية ومش هبقى أم وإن كنت مش عارفة بالضبط العلاقة بين التكيس والنهام وترجيع الأكل.
المشكلة التانية دي بقالها 6 شهور لمل عرفنا إن بابا بيخون ماما بجد دي أصعب حاجة عرفتها في حياتي لأن بابا كان أهم شخص في حياتي مش ببطل كلام عليه ومعاه و كنا بنخرج مع بعض أكننا أصحاب وبنتكلم في كل حاجة،
بابا كمان هو اللي كون شخصيتي وأفكاري إلى حد كبير الموضوع ده سبب لي صدمة شنيعة وخصوصا إن بابا بينكر كل حاجة باستماتة رغم أن الموضوع ده مفروغ من صحته ومع ذلك أنا كنت بخرس المنطق بتاعي وبتعامل كأني مصدقة الحجج العبيطة وده عشان مخسرش بابا عشان أفضل أخرج معاه وأتكلم معاه بس ده سبب لي صراع عنيف قوي لأني ببقى عايزة أقوله كفاية كدب وأقوله في وشه إنت خاين وكذاب وأنا بحتقرك بس مش قادرة.
الجديد بقى إن بابا دلوقتي حتى ما بقتش أنا فارقة معاه مبقاش عايز يتكلم معايا زي زمان ولما بيبقى في البيت بحس إنه مكتئب وحاسس إننا محاصرينه وخانقينه وبنشكك في ملائكيته والمشكلة كمان إني مش بخرج لوحدي أبدا لازم كل حتة بابا يوديني وبابا مش فاضي عشان كده عندي فراغ كبير، كان نفسي في الأجازة آخد كورس لغة أو أتعلم السواقة أو حتى أخرج مع صاحباتي عشان أبطل تفكير لكن هيهات... حاسة إني وحيدة قوي وضعيفة عشان مش قادرة أواجه اللي قدامي وأقول لهم حقيقتهم وبكتفي بالعياط المزمن وكمان مش واثقة في نفسي ولا في أي حد حاسة بأن الحقيقة تايهة وكل الناس بتكدب بما فيهم أنا كمان.
في حاجة أنا رغم إن كل أصحابي اتخطبوا أنا مش بييجي أي حد يتقدم لي مع إني إلى حد ما جميلة ومؤدبة وعمري ما كلمت أولاد أنا أصلا مش موافقة على جواز الصالونات لأنه ضد كرامتي لكن إن محدش يجيء لي دي محسساني إن في حاجة غلط وإني مش زي البنات، بس عامة الموضوع ده مش مسببلي أزمة حاليا لأني مرشحة للتعيين بكليتي لو السنة الجاية عدت على خير والارتباط مش أقصى أحلامي.
نيجي بقى للمشكلة الثالثة وهي "ماما" ماما بتكرهني أو بتحسسني بكده عمرها ما فرحت بنجاحي مثلا أهم حاجة في حياتها أخويا وأنا دوري أني أساعدها وأنجح وأتفوق لكن هو مش مطالب بأي حاجة أنا متعاطفة معاها جدا وعارفة إنها مقهورة بسبب موضوع بابا لكن أنا ذنبي إيه تطلع كل القهر الرجالي علي؟؟
أنا بتعامل بالضبط كخدامة ومهمشة جدا من جانبها مع إني وقفت جنبها في موضوع بابا ولما نجحت ولا كأن حاجة حصلت في حين أن نجاح أخويا كان نعمة عظيمة أسبغها علينا وأحلامه بقت فرمانات أنا وحيدة قوي في البيت ومفيش فرصة إني أخرج ويبقى لي عالم تاني بقالي يومين مثلا متبادلتش ولا كلمة مع حد من البيت كأني سقطت في امتحان الدبلوم مثلا والأدهى إن محدش واخد باله أصلا اللي بيؤلمني أكتر هو بابا لأنه تغير زمان من شهرين مثلا كان بيهتم بمشاعري وكان حريص أو بيمثل إنه حريص على ابتسامتي
أنا عارفة إني طولت وإن مشكلتي ملهاش حل في إيدي
بس مع الكتابة اكتشفت إن الفضفضة مريحة ولو بشكل مؤقت.
20/07/2007
رد المستشار
أحيانا يا ابنتي نحتاج إلى ما هو أكثر من الفضفضة بكثير،....... صحيح الفضفضة مريحة ولكنك تحتاجين ما هو أعمق وأشمل وأكثر تحديدا وتوجيها بمراحل يا ابنتي،........... أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، أما مشكلة أنك تأكلين ثم تتعمدين الاستقاءة فهي ما نسميه بالنهام العصبي كما تعرفين وهذه تحتاجين فيها بلا جدال إلى علاقة علاجية مع طبيب نفسي ذي خبرة بموضوع اضطرابات الأكل والحمية، وأنا شخصيا لم أقرأ أبحاثا تربط بين النهام وتكيسات المبيض قبل الرد على استشارتك هذه وأشكرك أن دفعتني لمزيد من القراءة التي بينت أن تصاحبا على المستوى الإكلينيكي يوجد بين تكيس المبيض Polycystic Ovaries واضطرابات الأكل النفسية بشكل عام، وقد أجريت بعض الدراسات لإثبات تلك العلاقة أو نفيها وبعضهم يحاول إرجاع النهام نفسه لاختلالات هرمونية بناء على ذلك التصاحب، ولكن ما تزال النتائج متباينة بين الدراسات، ولكن المهم هو أن هذا المرض سهل علاجه وميسور ولا يعني بالضرورة صعوبة الحمل، واقرئي على مجانين:
نهام؟ أسئلة ما بها كلام!
نهام عصبي واكتئاب : تواكب شائع
نهام ولا طبيب نفسي: يا سلام!
أخيرا اقتنعت: التنحيف وهمٌ وخيال!ّ
يبقى من أول المشكلة الأولى وحضرتك لازمك طبيب نفسي وجلسات علاج معرفي سلوكي –والمشكلة أنه أصلا ما يزال في طور التكوين- مناسب لك كفتاة عربية، وأحسب أنه من خلال العلاقة العلاجية هذه سيكون من المهم التعامل مع مشكلاتك الأسرية، أما أنا فأحتاج كثيرا من التفاصيل..... مثلا بابا يخون ماما وينكر بشدة رغم ثبوت الجريمة –أصلا ما معنى أنه يخونها؟ هل الرجل متزوج من أخرى أم غير ذلك؟- الحقيقة المسألة تختلف كثيرا يا ندا يا بنتي، واقرئي على مجانين:
أبي خائن..أصبحت أكرهه
أبي خائن: عودٌ على بدء!
أما ماما فمثلها مثل معظم الأمهات العربيات وطبعا الأم المصرية أسوا بالضبط كحال مصر عند مقارنتها بأي دولة عربية غير محتلة عسكريا بعد، مصر دون المستوى مع الأسف مع أنها كانت أفضل الدول العربية حتى ثلاثة عقود خلت، ما علينا يمكنك أن تقرئي:
من أم أسطورة إلى امرأة غريبة: الأم العربية
نفسي في أم غيرها : أخي بكل احترام وأنا بالجزمة
استشهادية تدمر مستوطنات استبداد الوالدين
ابنتنا ترسم معالم استراتيجية التعامل مع الوالدين
أرجو يا بنيتي أن تسارعي بفتح موضوع حاجتك الماسة لطبيب نفسي مع والدك أو والدتك أو كليهما وكوني جاهزة لنقاشهم إذا اعترضا ويساعدك على ذلك كثيرا أن تقرئي ما تجدينه على صفحتنا شبهات وردود فاقرئي ما فيها قبل مفاتحة والديك،
وتوكلي على الله وتابعينا بالأخبار.