أشعر أحيانا باحتياجي إلى دكتور نفسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت السائلة، السادة الأطباء؛ السلام عليكم.....
استرعت انتباهي المشكلة وأنا وإن كنت لا أقدم حلا إلا أنني مررت بتجربة غير موفقة، أردت أن أضعها بين أيدي حضراتكم والسائلة.
نصيحتي للسائلة ألا تعتقد الدنيا وردي وأنه ليس من أول مرة تذهب إلى الطبيب سيكون كل شيء على ما يرام. المهم، كي لا أطيل، ودون مقدمات، ذهبت للطبيب النفسي بعد أن أدركت أنني بحاجة إليه. الطبيب الأول كبير السن، مخضرم ومشهور ويبدو ذلك من ازدحام العيادة الشديد.
ذهبت إلى العيادة الكبيرة والمزدحمة حتى أن التمرجي لم يرد أن يدخلني إلا الأسبوع الذي يليه، لولا أنني ألححت في الطلب فأدخلني. دلفت إلى غرفة الكشف وكان الطبيب دائم النظر إلى ساعته في المحمول الحديث جدا. قلت له كل ما أستطيع لكنني لم أسترح له، فلم أستطع أن أخبره كل شيء. واستغرق الكشف دقائق معدودات، خط بعدها ورقة العلاج و........ فقط.
لم "أفضفض" له كما كنت متوقعا. لم أسترح بعد الكشف وذهبت للمنزل وأنا لا أدري ماذا حدث ولماذا لم يتحدث إليّ الطبيب، بالرغم من أن هذه هو ما كنت حقا أحتاج إليه.
فقلت "يمكن الدكتور ده معندوش وقت ومستعجل"، فقررت أن أذهب إلى طبيب آخر، أحد الأسماء اللامعة، فدلفت إلى حجرة الكشف، ويبدو أنه كان مشغولا بالفعل، فالبرغم من أن الكشف كله استغرق تلك الدقائق المعدودة، إلا أن رنين الهاتف المحمول لم يتوقف وقاطعتني مكالمتان أو ثلاث تقريبا. المهم، نفس الشيء حدث، سألني وأجبت وقلت (ليس كل شيء)، لكنني قلت كثيرا له، وقام هو بكتابة الأدوية الكيميائية وطلب مني استشارة بعد أسبوعين. وهذا كل شيء. كذلك لم يتحدث إليّ. والله كنت أحتاج لأن أتحدث مع شخص ما، لكن.... لم يحدث!
سؤالي:
هل هذا هو الطبيعي؟ أم أن ما حدث في العيادتين شيء غير عادي؟
هل يجب أن أطلب من الطبيب أنني أريد أن أتحدث؟
هل لابد من العلاج الكيميائي؟ فأنا لا أقتنع به وأحاول تجنبه دائما.
أنا مقتنع بالعلاج النفسي لأني أعلم أني أحتاج إليه ولكن من الممكن أن تكون خبرتاي عاديتان وأنا لا أدري...أرجو الإفادة عموما وشكرا لسعة صدركم.
* آسف في سؤال لكن لي مشاركتان أحسبهما فعالتان الأولى على مشكلة عك في عك تراكمات السنين والثانية على مشكلة عشق المردان مشاركة 2 .... أرسلتهما أكثر من مرة من الباب الشرعي ولكن لم تنشرا... هل من سبب؟؟؟؟
18/7/2007
رد المستشار
السلام عليكم، أخي العزيز؛
أهلا بك على الموقع، ومرحبا بكل خبرة تزيد من استبصار مطالعي الموقع وتنبه كل مستشاري الموقع بالتركيز أحيانا على بعض الخبرات السلبية التي يتعرض لها البشر.
عزيزي؛
قديما كان هناك اعتقاد بأن الاضطرابات النفسية مرض يصيب الضعفاء من البشر لتعرضهم لخبرات مؤلمة في الطفولة وظهرت العديد من المدارس النفسية التي تهتم بالعلاج النفسي فقط.
ثم في القرن العشرين توصل العلماء إلى آليات وتقنيات حديثة لتصوير المخ وتم اكتشاف أن هناك منشأ بيولوجيا للاضطرابات النفسية وتبع ذلك اكتشاف العديد من الأدوية التي ساعدت في سرعة الشفاء مما جعل العلاج الدوائي يأخذ اليد العليا في علاج الاضطرابات النفسية.
ويبدو حسب اعتقادي أن الأطباء النفسيين كانوا يوصمون من زملائهم بأنهم ليسو بأطباء لأنهم لا يكتبون أدوية وجاءت الأبحاث الحديثة على هوانا فظهرت المدرسة البيولوجية وهي تعني المرض بسبب خلل في كيمياء المخ ويتم تصليحه بدواء يعيد هذه المادة إلى وضعها السليم (ويبدو عزيزي أن خبرتيك كانتا مع طبيبين من هذه المدرسة).
ولما وجد الأطباء أن كلا المدرستين لا يحققان النجاح منفردين لأننا نتعامل مع كائن حي وليس آلة وأن هذا الإنسان له بعد ثقافي واجتماعي وديني وطريقة تفكير وإدراك تختلف من شخص إلى آخر والأدوية لا تؤثر في هذا بل يتم من خلال تقنيات العلاج النفسي فظهرت المدرسة الثالثة التي تعتمد على تزاوج العلاج النفسي والدوائي وأحسب أن أغلب مستشاري الموقع من تلك المدرسة وهو ما يتضح من خلال ردودنا على المشكلات.
وبالنسبة لتساؤلك حول حقك في أن تطلب من طبيبك المعالج أن تعالج بجلسات علاج نفسي فهو حق مشروع ومن أخلاقيات المهنة أن يناقشك طبيبك في كل البدائل العلاجية المتوفرة وإيجابيات وسلبيات كل بديل وهو ما لم يتوفر لك لضيق وقت معالجيك أعانهم الله. وأشكرك مرة أخرى على تنبهينا وتنبيه زملاء لنا إلى أهمية التعامل مع الإنسان من حيث هو إنسان وما أجمل قول الزمخشري في تعريفه للطبابة حيث قال:
• الطبابة هي مداوة ومواساة.
• أما المداواة فهي إعطاء المريض الدواء المناسب.
أما المواساة فهي أن تعامل مريضك من حيث هو إنسان فتنصت له وتتعاطف معه وتسري عنه
وقول الشاعر العظيم الذي لا أتذكر أسمه:
ولابد من شكوى إلى ذي مروءة يواسيك أو يسليك أو يتوجع.
وهذه هي المدرسة التي آمن بها أسلافنا ونؤمن نحن أيضا بها
واقرأ أيضًا على مجانين:
دوامة الهلع : أين حقوق المريض العربي
الطبيب النفسي الجيد = منصتٌ جيد متابعة