مثالية للغاية؟ أم سادية مع المشاعر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أعزائي مستشاري موقع مجانين وفقكم الله لما يحبه ويرضاه وأنا لا أستطيع أن أمضي في جمل الثناء لأن ما قيل وما سيقال وما ممكن أن يقال لن يوفيكم أجركم. أعانكم الله وسدد خطاكم.
هذه القصة تذكرني بمعاناتي:
أنا شاب في السادسة والعشرين من عمري أعمل في وظيفة جيدة في مكان محترم يعد من أكبر وأقدم الأماكن في بلدنا. ما روته صاحبة المشكلة هذه هي نفس ما أعانيه مع الفتاة التي أحبها. فأنا أحبها ومتيم بها وأضعها على قمة أولوياتي في أي شيء وهي ردها دائما أني أستحق أحسن منها بكثير.
دائما ما تقول لي وتؤكد أني شخص محترم وباختصار كده -عريس لقطة- حيث أني أستطيع أن أكون جاهزا للجواز في خلال عام على الأكثر بالإضافة لأني -بشهادة الجميع- ذو خلق وعلى قدر من التدين -أسعى دائما لزيادته- وأيضا بالإضافة إلى أني أحبها جدا.
أنا أعرف هذه الفتاة من أكثر من ثلاث سنوات بدأت أحبها منذ ما يزيد عن السنة ونصف ولما صارحتها قالت "احنا اخوات وأصدقاء" طبعا صدمت فنحن علاقتنا كانت كويسة قالت لي أنها لا تجد داخلها أي مشاعر ناحيتي إلا مشاعر الأخ وهذا يكفي لكي ترفض الارتباط بي مع أني أشعر دائما بغير ذلك.
مر على ارتباطي بها ما يقرب من سنة ونصف وأنا أتكلم معها دائما في هذا الموضوع أحاول أن أعرف مواصفات من تحبه لأكون على شاكلته -وهي والله تقسم لي دائما أني شخص ممتاز وأستحق من هي أحسن منها بكثير- ولكني أحبها هي.
صدقني أنا أحبها وأكثر ما أخشاه عليها أن تجد نفسها في موقف صاحبة هذه المشكلة والله هي ما تهون عليا وأنا دائما بقولها أنا هصبر وأتحمل معك يمكن ربنا يزرع محبتي في قلبك -بالمناسبة أنا كده صح ولا غلط - أنا كثيرا أبقى محتار ومش عارف.
حاولت ابعد عنها سبت الشغل اللي يجمعنا مع بعض وقفلت تليفوني حصل لها شبه انهيار وكلمت كل أصحابي تسأل عليّ -إحنا أصحاب أوي يعنى أنا أعرف كل عائلتها في البيت وبكلمهم وكده- بس كل أصحابي اللي هي كلمتهم بياكدوا إن دى مش طريقة حد بيسأل على صاحب دى واحدة بتسأل على اللي بتحبه المهم رجعت الشغل لأني ما قدرتش أنها تكون عايزانى جنبها وأنا أتأخر عليها.
أنا آسف أنا خرجت عن الموضوع أنا كان قصدي أعلق على المشكلة لقيتني بكتب مشكلتي فاعذرني يا دكتور أنا فعلا تعبان أوي من الموضوع ده وهو مؤثر على كل حاجة في حياتي. لو تكلمت معاها على أننا صحاب وكده أنا بتعب من كلام كثير هي بتقوله حتى لو بهزار ولو حاولت أبعد عنها هي متمسكة بي وكمان أنا مش قادر لكن ممكن أقدر لو هي بعدت عني.
فاضل حاجة مهمة عايز أقول لها البنت مريضة بالروماتيد وده طبعا عامل معها مشكلة لكن أنا والله أكدت ليها أكثر من مرة أني أحبها زي ما هي كده كلها على بعضها ومستعد أني أتحمل مرضها ده وأتعامل معه لكن مش عارف حاسس إنها خايفة من الموضوع ده -يعني خايفة إني ما أقدرش ظروفها دي- وده اللي مخليني صابر معاها كل ده علشان تحس أني ممكن أستحمل تعبها ده وزيادة.
أنا حاسس إن مشكلتها كلها نفسية يعني لو قدرت تتخلص من إحساسها إنها مريضة ده أعتقد هتفرق معها بس برده فيه حاجة عايز أقول عليها هي مرحة جدا ومنطلقة جدا وعمري ما شفتها مهتمة بموضوع مرضها إلا في الموضوع ده -وده حسب ظني-. مع العلم إن أهلها كلهم عارفين أني أحبها وعايز أتجوزها وكلهم يتمنوا وكل ما بكلمهم يدعون لي ربنا ينولني اللي في بالي.
أنا مش عارف أعمل إيه أنا بحبها خايف لو سبتها -ده لو قدرت أني أسيبها- وأتجوز واحدة ثانية أكون بظلم الواحدة دي معايا لأني بحب الأولى ومش هقدر ادى الثانية مشاعر كتير اوى هي عايزاها. وخايف أفضل جنب دي وأنا مش عارف أستقر ولا أعمل إيه.
أنا آسف مرة ثانية يا دكتور أنا عارف إن مش ده المكان المخصص لإرسال المشاكل لكن والله هي جت كده أنا بقلب بالصدفة في الحاجات القديمة لقيت المشكلة دى -تخليت حبيبتي واقفة في نفس الموقف ده- صدقني يصعب علي أن أشوفها كده مهما عملت معي. على فكرة يا دكتور أنا مش هزعل لو ما رديتوش عليا بس يا ريت أعرف انكو مش هترودا والله تخيل بقالي يمكن سنة وأنا أحاول أضيف مشكلتي وكل مرة ألاقي إضافة المشاكل مغلقة،
وبالمناسبة أنا عايز أسأل سؤال: هو إحنا ليه مش بنحس بالنعمة اللي في أيدينا إلا بعد ما تزول
شكرا جزيلا
19/7/2007
رد المستشار
حضرة الأخ "أمير" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لقد صعّبت علينا المشكلة يا "أمير"، ولكن كم هي جميلة الأيام التي تمر بالحب والغرام والهيام، والقلب الذي يدق، والخيال الذي لا يرتاح. جميل أن نعيش مع الحب، ولكن ليس جميلاً أن نعيش مع العذاب. لقد خلق الله لنا العقل لكي نختار ما هو أقل ضرراً للحياة أي أقل عذاباً وتعباً أيضاً.
أُقدر شعورك النبيل، وحبك الصادق، أُقدر صدقك وعفتك ونقاوتك، وصدقك في المشاعر التي تكنها اتجاه هذه الحبيبة الهاربة. المنطق يقول، "واعذرنا إذا فكرنا بعقل ومنطق لأننا لا نحب مثلك، بل نضع الحلول التي نراها مناسبة". إذاً المنطق يقول بأن الباب الذي يأتيك منه الريح، سده واسترح. بالطبع يجب أن يكون هنالك مشكلة عند آنستك الهاربة. لا نعرف ما هي هذه المشكلة وإلا لحاولنا أن نساعد في الحل.
يا "أمير": إنك تقول بأنك شاب جيد وجاهز للزواج أو بأقل تعديل للخطوبة. والآنسة تقول بأنها لا تريدك. لماذا تقف على الباب؟ ما لك لا تطرق بابا آخر؟
أعرف أن حبك لها يمنعك. إذاً: عليك أن تدعوها إلى جلسة مصارحة، لربما عندها في المنزل، أو في مكانٍ موثوق، لأنك ستتحدث بأشياء مهمة كالكبار.
اشرح لها حبك بصراحة، وبدون توسل، وبدون إهانة النفس، لأن نفسك عزيزة، فلا تذلها. لقد أكرمك الله بمعطيات كثيرة فاستخدمها شكراً في طاعة الله. وكان مثل جدنا آدم (ع) مثلاً صالحاً لجميعنا. قد يكون نصيبك أن لا تقرب هذه الشجرة، وعليك بالجنة وما فيها، فكلّه حلال لك إلا هذه . فلا تخالف قانون احترام الذات، الأخلاق، والآداب، والدين، والصراط المستقيم.
يا "أمير" أبقِ رأسك عالياً، اطلبها بجدية وبعنفوان وبكرامة. إياك والذل. وإذا لم تستجب لدعوتك. إذاً ابحث عن أي شجرة أخرى في الجنة، فكلها مباحة لك وحلال. أما هي، فسوف نُجيبها لحل مشكلتها إذا ما سألتنا ذلك، ولا داعي أن نفك رموز ولغزّ مشاكلها بتكهنات تشبه التبصير.
سارع إلى خطوبتها أو خطوبة الأخرى وهكذا تضع حداً سريعاً لمأساتك وتبدأ حياتك الجميلة دون الالتفات إلى الخلف أو الندم. ألف مبروك وأعلمنا عندما يكون العرس.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
التعليق: دكتور قاسم
أشعر بارتياح شديد وعقلانية في رد حضرتك ونفسي أتكلم مع حضرتك
فمشكلتي كيف أتواصل مع حضرتك بس مشكلتي تتطلب حلا سريعا جداااا
أرجو الرد علي