السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي باختصار هي قلة التركيز أي أنه عندما أتحدث مع شخص ما.. قد لا أركز معه ولا أنتبه كثيرا لما يقول.. وهذا الأمر أيضا بالنسبة للدروس في المحاضرات مما يجعلني لا أفهم الدروس.
أحيانا أظن أن السبب في عدم تركيزي مع الشخص أني أكون أريد أن يكون مظهري له جيدا كأن أبدي اهتمامي أو انظر له أو نحو ذلك.. وأحيانا بعد المحادثة وأكون تحدثت مع ذلك الشخص ولم أشرد.. أتذكر أني لو قلت كذا كان أفضل.. أو أني مثلا نسيت أن أخبره شيئا معينا.. أو لو كان ردي عليه كذا لكان أفضل.
شكرا
وجزاكم الله خيرا
27/7/2007
رد المستشار
الأخ السائل العزيز؛ أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك، الحقيقة أن ما حملته إفادتك من معلومات قليل جدا عن الحد الذي يسمح لنا بتحديد أسباب المشكلة، لا والله بل هو لا يحمل من المعلومات ما يلزم لكي نشخص اضطرابا نفسيا، أي أن ما تراه أنت مشكلةً نفسية قد يقع كله داخل نطاق العادي والطبيعي، لم توضح لنا مثلاً مدة شكواك من قلة التركيز، فكثيرًا ما يكونُ مثل هذا العرض عابرًا في حياة أي منا لفترةٍ لا تزيد على بضعة أيام، فهل هذا هو ما حدثَ معك؟
الواضح على أية حال هو أن الأمر يقلقك ويشغل تفكيرك، ولهذا السبب نجد أنفسنا مرغمين على ذكر أكثر أسباب الشكوى من قلة التركيز شيوعا كما نراها أثناء ممارستنا للطب النفسي، فأكثر الأسباب شيوعا هو الإجهاد، وكثيرًا ما نراه سببًا لقلة التركيز في طالبٍ أو طالبةٍ يجهد نفسه ولا يمنحها ما تحتاج إليه من الراحة خاصةً كلما اقترب موعد الامتحان، فتراه يزيد من فترة الاستذكار ويقلل من فترة النوم، فتكونُ النتيجة هي الشعور بقلة التركيز ومن ثم الشكوى منه، أو نراه في من يعملونَ أعمالاً تتميز بالكرب المزمن Chronic Stress أو المستمر، فكثيرًا ما يشتكونَ من قلة القدرة على التركيز.
وأما ثاني أسباب قلة التركيز فهو وجود اضطراب القلق المتعمم Generalized Anxiety Disorder، وهو اضطراب نفسي يتميز بوجود مشاعر التوجس وعدم الاطمئنان وعدم القدرة على الاسترخاء والخوف المبهم غير المرتبط بموقف ما أو حادثة معينة ما، وعن هذا الاضطراب تستطيع أن تجد كثيرًا من المعلومات بقراءة إجابات سابقة لنا على صفحة استشارات مجانين تحت العناوين التالية:
الميراث المسموم: قلق الفتاة المؤمنة متابعة3
قلق عام
وأما الاحتمال التالي فهو احتمال الاكتئاب الخفيف Mild Depressionأو عسر المزاج Dysthymia، وهما اضطرابان نفسيان تستطيع أن تجد كثيرًا من المعلومات عنهما على صفحتنا هذه تحت العناوين التالية:
متى أفرح؟ عسر مزاج
الطموح المكبوت.. وعسر المزاج
فشل في فشل: تفكير نكدي
عسر مزاج مبكر البداية؟أم اكتئاب مضاعف؟
متى يجب أخذ عقار للاكتئاب؟
إلا أن الفقرة الثانية من إفادتك يا أخي السائل تأخذنا في اتجاه آخر والتي تبدأها بقولك: (أحيانا أظن أن السبب في عدم تركيزي مع الشخص أني أكون أريد أن يكون مظهري له جيدا كأن أبدي اهتمامي أو انظر له أو نحو ذلك) ففي هذه العبارة تشير أنت إلى قلق اجتماعي Social Anxiety مرتبط بموقف ما أمام شخص ما ، وهو ما يضعنا في حيرة لأن المفترض في هذا النوع من القلق الاجتماعي وهو أحد أشكال القلق الرهابي Phobic Anxiety التي يقتصر فيها القلق على مواقف معينة منها الاجتماعي ومنها رهاب الساحة وغير ذلك الكثير، المهم أن محتوى عبارتك هذه هو أن تعلي من قيمة تقدير الآخرين لك ولسلوكك الاجتماعي وأن كيف يقيمني الآخرون هي كثيرًا ما يشغلك وهذا هو الجوهر الذي تدور حوله الإمراضية النفسية لاضطراب الرهاب الاجتماعي، ولمزيد من المعلومات عن هذا الاضطراب عليك بقراءة الردود التالية على استشارات مجانين:
مجتمعاتٌ ضد توكيد الذات
الخوف من المشاركة
إذا هبت أمرًا فقع فيه
أنت إذن تحيرنا معك يا أخي في الوصول إلى تشخيص صحيح لحالتك، ولكننا نقبل ذلك ولا نلومك عليه، لأن هذا هو السائد عند كثيرين من أصحاب الاستشارات النفسية في بلادنا، ولكننا في الموقف الذي نصبح فيه كأطباء نفسيين مستشارين لصفحةٍ هي الرائد الأول والأكمل لفتح ملف كهذا على الإنترنت، نصبح لا نملك إلا أن نحيلك إلى إجابات سابقة تقرأ فيها ما قد يدلك على فهم أسباب عدم قدرتك على التركيز لكي تتابع معنا بصورة أوضح من خلال إفادة أكثر تفصيلا، خاصةً وأن (قد وأحيانا) غالبا ما كانت هي كلمات استهلالك للجمل في إفادتك، وكأنك لا تتكلم عن حالة دائمة.
وأما آخر ما جاء في إفادتك وهو: (وأحيانا بعد المحادثة وأكون تحدثت مع ذلك الشخص ولم أشرد.. أتذكر أني لو قلت كذا كان أفضل.. أو أني مثلا نسيت أن أخبره شيئا معينا.. أو لو كان ردي عليه كذا لكان أفضل). فهذا العرض الأخير أيضًا يزيدُ الحيرة، لأنه من ناحية يعبر عن بعض ما يجول في خاطر الإنسان العادي من حين لآخر، وأيضًا عن بعض ما يلجأ إليه المعانون من الرهاب الاجتماعي، وأيضًا بعض مرضى عسر المزاج، وبعض الشخصيات الميالة للعزلة، وأيضًا كل أصحاب تقدير الذات المنخفض، وكل المفتقرين إلى قدر معقول من التوكيدية، وهذه كلها مفاهيم يفترضُ أنك أصبحت تفهمها إذا كنت نقرت كل رابطة من الروابط التي أحلناك إليها، خلال ردنا عليك, المهم أن هذا الجزء الأخير من الإفادة، يجعل حاجتنا إلى متابعة حالتك لا تقل عن حاجتك أنت لمتابعتها،
نرجو ألا تتأخر علينا متابعتك، وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.