خطاب لم يصل بعد خطاب لم يصل أبدا
اليوم أثناء تنظيف غرفتي وترتيب أوراقي، رأيت خطابا كتبته لحبيبتي وكنت أعتزم إعطاءه لها، ولكنه لم يصل أبدا إليها، وعندما قرأته تذكرت الكثير، ولأنه أجمل القراءة أن تقرأ جوابا غراميا فرأيت أن أشرك القراء فيه:
نص الخطاب بدون أي تعديل حتى أخطاء الكتابة عدا إخفاء اسم حبيبتي
(.... اسم حبيبتي) الحبيبة الغالية... ولا تتعجبين فكما أعلم أنك لازلت تحبينني أنا أيضا لازلت أحبك وإن كان هناك الكثير من الأسوار بيننا وبخلاف ما حدث في الماضي أرى أن كلا منا ضحية المجتمع والتقاليد البالية، فأنت على غير استعداد بالتضحية، وإن شئنا الدقة الرهان علي، فلست الجواد الرابح، وأنا أيضا لا أستطيع الرهان بك أو عليك وهنا أزمتنا الحقيقية.
أن كلا منا يحمل من الواقع حملا ثقيلا، وأن هذا هو ما جعل كلا منا يحب الآخر في صدفة نادرة، حيث يجد كلا منا متنفسا لدي الآخر يشعر به ومعه، ولذا لا أريد أن نتخاصم تحت ضربات القدر، وقد أكتفي بهذا القول ولكن إحقاقا للحق فلم تكوني عونا لي وإنما ساعدتك (خطأ مطبعي المقصود ساعدتِ) في الكثير من معاناتي، لأنك لم تكوني وفية مخلصة كما ينبغي، وربما هذا ما جعلني أعمد إلى إيذائك وعدم المحافظة على صداقتك أو الحفاظ على شكل جيد لإنهاء العلاقة، وكما تقول الحكمة ففي كل محنة فرصة، وقد تتعلمين بدرس الألم بعض ما كان عليك أن تتعلميه بعقلك الذي يرفض أن يعمل ويفسح المجال لأذنيك، وكما تختبر المعادن بالنار فيزداد الجيد نقاء ويزداد السيئ سوءا كذلك البشر، بالألم قد يزدادون نقاء وقد يتحولون إلى الأفضل أو ينقلبون ولا أخفي أني قصدت عامدا وضعك في هذا الاختبار.
وكل ما سبق لا يمنع أن أظل أحبك لأن بك الكثير مما أحببته فعلا رغم طول فراقنا فأنا حقا لا أتخيل مستقبلي إلا معك ولكن مع (......أسمها) الجديدة الأكثر إدراكا لحقائق الحياة ومن العسير فعلا أن تتغيري بدون أن تتألمي، وحقا إنني كثيرا رغبت في إنهاء ذلك، والاتصال بك ولكني أخشى أن أنهي ذلك بدون أن تتعلمي ويصبح كل ما فات إضاعة في الوقت.
وأعتقد أنك إن فهمت الدرس فسوف تلجئين إلي لأنك ستعرفين أنني الأكثر حبا لك وأنك تحبينني حقا، ومن أشد ما يحز في نفسي أنك في بداية الاختبار خسرت كل من حولك ومن كانوا يحبونك وبأسلوب يجعل من الصعب عليك طلب المساعدة منهم، وأنك أصبحت وحيدة، ولكن أحيانا تضعنا الحياة في موقف يجب أن نقف فيه صامتين، لأن أي تحرك قد يكون خطئا ً كبيرا ً وللحديث بقية
10 / 10 / 2001
وطبعا لم يصل الخطاب ولم أرها أبدا
وطبعا لم يكن يمكنُ أن تنجح هذه العلاقة لأنه عندما يرسل طالب في الصف الثالث الجامعي 21 سنة إلى طالبة في الصف الثاني 20 سنة مثل هذا الخطاب ويسميه خطاب غرامي وهو درس في الفلسفة العامة بالتأكيد يمكنكم أن تتخيلوا طبيعة ما يسميه حب.
وكان الأحرى به أن يرسله إلى طبيب نفسي أو متخصص في التعامل مع المرأة ليتعلم كيف يحب المرأة وهذا ما أفعله الآن ولكن بعد سنتين.
04/11/2003
رد المستشار
الأخ السائل العزيز أهلا وسهلا بك، أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك في موقعنا وصفحتنا استشارات مجانين، الحقيقة أن إفادتك أرسلت أولا إلى الزميل الدكتور علاء مرسي، إلا أنه ردها إلى واقترح علي أن أسألك لأن القصة لا تبدو واضحة في إفادتك هذه، قصتك مع من أحببت أو من ما تزال تحب فكان رده كما يلي:
"عزيزي د. وائل/ صعب جدا أن أعلق على ما لا أفهم حقيقة، إن أي تعليق على هذه الرسالة يتطلب أن أخمن ما حدث... كل ما أفهم من الرسالة أنه وضعها في اختبار أو في عقاب لأنها لم تراهن عليه (أي أنها لم تصر عليه لضيق ذات اليد) ولكن هذا أيضا تسبب في أنها خسرت كل من كانوا حولها (كيف ولماذا؟؟؟؟؟) واتهمها بأنها لم تكن وفية مخلصة كما ينبغي، أأنت متأكد من أنك تفهم ما تفهم من الرسالة؟؟ الرسالة تنقصها التفاصيل فأرجوك لا تنشر تعليقا عليها وإنما انشر تساؤلات حول ما كان يحدث عند كتابة الرسالة وما يحدث الآن"
المهم أنني قرأت إفادتك عدة مرات، وكنت بعد الدخلة التي تذكرنا بالسيناريو المتقن والتي تقول فيها: (اليوم أثناء تنظيف غرفتي وترتيب أوراقي، رأيت خطابا كتبته لحبيبتي وكنت أعتزم إعطاءه لها، ولكنه لم يصل أبدا إليها، وعندما قرأته تذكرت الكثير)، كنت أحسُّ بأن الزمان الواقع بين حدثين طويل، وأن أحد الحدثين كان على الأقل ذا دلالة ما، فهي غالبا حبيبة المراهقة وأنت الآن كما ذكرت في خانة السن تبلغ ما بين العشرين والخامسة والعشرين، المهم أن الإحساس بالزمن الواقع بين اللحظة التي كنت تنظف فيها غرفتك، واللحظة التي كنت قد كتبت فيها الخطاب يضيع فجأةً من المتابع ويختفي، ربما لأنك تنقلنا من الحديث عن الحنين إلى الحديث عن الإبداع غير المحدود بزمان!
إذ نجدك تقول بعد ذلك: (ولأنه أجمل القراءة أن تقرأ جوابا غراميا فرأيت أن أشرك القراء فيه)، إذن فنحن بصددِ تحويل المادة التي ستأتي إلى إبداعات مجانين، وليس إلى استشارات مجانين، خاصةً وأن الحب نوعٌ من الجنون وإذا قرأت كتب التراث العربي ستجد كلاما كثيرًا للأطباء العرب المسلمين في علاج العشق ، منه مثلا رسالةٌ لابن القيم، ومنه كلام لابن حزم الأندلسي وغير ذلك، بكلمات أخر ليست هناك مشكلة حاليةٌ، وإنما هناك نص إبداعي فيه ما فيه من الجنون المنتظم الجميل.
وعندما انتقلت بعد ذلك إلى نص خطابك وجدتُ أن أخي المستشار علاء مرسي، قد صدق في استنتاجه وأصاب، فأنت منذ السطر الثاني للخطاب تعلن أنها لم تثق بك كما كان يجدرُ بها، وأنك أيضًا لا تثق بها ! وترجع ذلك الآن أي زمن كتابة الخطاب إلى (وبخلاف ما حدث في الماضي أرى أن كلا منا ضحية المجتمع والتقاليد البالية)، إذن فالخطاب كان حاضرًا تغيرت فيه أنت وتغيرت نظرتك لموضوع الحبيبة وموضوع علاقتكما إلى الحد الذي جعلك تقول وبخلاف ما حدث في الماضي!؟ أي ماضٍ، هل كنت تكتب لها الخطاب بعد سنةٍ مثلاً؟؟ أم بعد شهرٍ أم ما هي العتبة التي تعتبر ما قبلها ماضٍ وما فوقها حاضرٌ ومستقبل؟!! ألم أقل لك إن اضطراباً ما يتعلق بالزمن في أسلوبك!
ثم بعد ذلك أجدك تتحدثُ عن الواقع وعن الصدفة النادرة التي حدثت يوما ما حين تقول: (أن كلا منا يحمل من الواقع حملا ثقيلا، وأن هذا هو ما جعل كلا منا يحب الآخر في صدفة نادرة)، وبعد هذه الصدفة حدث أنها لم تقم بالتضحية المطلوبة منها، أو لم تستطع اجتياز الاختبار الذي وضعتها فيه، وقمت مشكورًا بمعاقبتها، وليست لدينا تفاصيل أكثر من ذلك إلا أنك لم تحترم ما كان يجبُ عليك احترامه باعترافك أنت فلا معنى للعبارات التالية من إفادتك إلا أنك فضحتها! فأنت تقول:
(وربما هذا ما جعلني أعمد إلى إيذائك وعدم المحافظة على صداقتك أو الحفاظ على شكل جيد لإنهاء العلاقة، وكما تقول الحكمة ففي كل محنة فرصة، وقد تتعلمين بدرس الألم بعض ما كان عليك أن تتعلميه بعقلك الذي يرفض أن يعمل ويفسح المجال لأذنيك، وكما تختبر المعادن بالنار فيزداد الجيد نقاء ويزداد السيئ سوءا كذلك البشر، بالألم قد يزدادون نقاء وقد يتحولون إلى الأفضل أو ينقلبون ولا أخفي أني قصدت عامدا وضعك في هذا الاختبار)
ونحن هنا لن نقول إلا أننا نحجبُ التعليق إلى أن توافينا أنت بالتفاصيل، ولكنك بعد ذلك تعيد المطالبة بالظهور على صفحة استشارات مجانين، عندما تصف خطابك بأنه في الفلسفة العامة، لأن هذا يعني وجود مشكلة عندك أنت في تسميتك للأشياء بأسمائها فقد تكونُ هذه فلسفتك الخاصة، أو فلسفتك عندما تحب، ولكنها ليست فلسفةً عامة، كما أنك تعيد إلينا حين توضح لنا السن الذي كتبت ففيه الخطاب بأنه كان الحادية والعشرين ممن عمرك تعيد إلينا الشعور بأن المسافة الزمنية ليست أكثر من بين السنة والسنتين، وذلك كله عندما تقول:
(وطبعا لم يكن يمكنُ أن تنجح هذه العلاقة لأنه عندما يرسل طالب في الصف الثالث الجامعي 21 سنة إلى طالبة في الصف الثاني 20 سنة مثل هذا الخطاب ويسميه خطاب غرامي وهو درس في الفلسفة العامة بالتأكيد يمكنكم أن تتخيلوا طبيعة ما يسميه حب، وكان الأحرى به أن يرسله إلى طبيب نفسي أو متخصص في التعامل مع المرأة ليتعلم كيف يحب المرأة وهذا ما أفعله الآن ولكن بعد سنتين)
فهل ما تطلبه أنت من صفحتنا هو أن تتعلم كيف تتعامل مع المرأة، إذن فنحنُ لها، ولكننا نريد أن نعرف كل التفاصيل الخاصة بك وبتفاعلك مع تلك العلاقة وتلك البنت التي ما تزال طالبةً على الأرجح وبما فعلت فيها وأنت تحبها كما تقول، وتطلب الصفح مستترًا منها لأنك تحبها كما نفهم على الأقل أثناء الكتابة للخطاب منذ سنتين كما عرفنا أخيرا، نحتاج إلى كل تلك التفاصيل لكي نتمكن حتى من وضع الأطر العامة لكيف يتعامل شابٌ مثلك أنت تحديدًا مع المرأة.
كما أن من المهم أن نبينَ لك أننا حتى لا نعرف موقفك الحالي من تلك الفتاة أصلا ، هل ما زلت تحبها؟ هل بعد أن دفعتها إلى خسران كل من حولها ومن كانوا يحبونها، وبأسلوب يجعل من الصعب عليها طلب المساعدة منهم، وأنها أصبحت وحيدة، هل تعتقد أنها بعد كل ذلك قد تلجأ إليك أنت؟؟؟ أو هل كنت تعتقد ذلك أثناء كتابة الخطاب؟
إنني أخمن أنك تغيرت أو تحاول التغير، ولا أجد لدي الآن أفضل من أن أحيلك إلى ردود سابقةٍ لمستشارينا على صفحة استشارات مجانين تناقش موضوع الحب الأول باعتبار أنها كانت كذلك وأنك الآن تبحث عن حب جديد، فانقر على العناوين التالية :
وجهة نظر حول الحب مشاركه
عاجز عن الحب الثاني: سجين السراب
جمود القلب وزبائن المقهى الإليكتروني م
السن المناسب للزواج
حبيبتي تزوجت...دفن الحب الأول
كما أحيلك إلى مقالٍ عن الحب منشورٍ على موقعنا تحت عنوان:
الحب في الجامعة بينَ الحلم والواقع
وأما ما لا يمكنني تجاهله فهو اختيارك لعبارة مش مهم لتكون اسم صاحب المشكلة، فهل تقصدُ بذلك أن معرفتنا باسمك أمرٌ غير هام، سأقول لك مادمنا على الإنترنت فهذا صحيح، فالمهم هو أن يكونَ لك اسم نعرفك به من غيرك، ولكن المشكلة هي أن ذلك الاسم قد اختاره أحد أصدقاء صفحتنا من قبل، وكانت مشكلته من نوع آخر، ولذلك سنضيف حرف الحاء تعبيرًا عن الحب لأنه لب مشكلتك لكي نتمكن من التفريق ما بينكما، ولكننا لا نقصد ولا نتهمك بأنك قصدت أن الحب غير مهم، فالحب هو الأهم دائما يا عزيزي وهو ما دفعني في الحقيقة لكتابة كل ما كتبت، وأهلا وسهلا بك، نحن في انتظار التفاصيل، فتابعنا بأخبارك، وشاركننا بآرائك.