السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: حالتي صحية كالتالي عملت فحص دم شامل مع بول كلها سليمة ولله الحمد عملت أشعة في الرئة ولله الحمد سليمة وعملت سونار لجهاز الهضمي كلها سليمة ولله الحمد ضغط الدم سليم أعاني من مشكلة مثل انسداد في الأنف بسيط، ولكن أعاني من ضيق تنفس يأتيني في الليل خصوصا عندما أفكر وأيضا أشعر بحرورة ووخزات في الفخذين، ومشاكلي:
أشعر أحيانا قلبي في شيء ووخزات في جميع عضلات اليد والرجل إذا اشتد تفكير في هذا الأمر.
ثانيا: الخوف من قيادة السيارة في الطرق الواسعة أو خط السفر كما يسمونه أو خط السريع، الخوف من صعود الجسر بسيارة على الرغم من أن الجسر ارتفاعه لا يزيد عن 10 أمتار وأحيانا الخوف من صعود المصعد الكهربائي إذا كان هذا المصعد عالي.
علما كل هذه الأعراض جديدة صار لها سنة تقريبا ولا أدري ما هي الأسباب ولكن اشتد الأمر عند وفاة عمي الذي توفى قبل شهرين علما بأنني كنت سابقا مدخن بشراهة، وأيضا عدم شعور بفرح دائم عندما يأتي أمر بفعل يفرح لا أحس بلذته عشت انطوائي لمدة سنتين لا أخرج إلا قليل مثلا من المسجد إلى البيت إلى المكتبة ومشاوير قليلة أتوهم دائما أن فيني مرض وتأتيني نوبة أحيانا ضيق تنفس خفيف وتشعر كأنه قلبي سيقف علما عند استيقاظي من النوم لا أجد أي أعراض مرضية التي مذكورة في الأعلى ماعدا جيوب الأنفية.
ملاحظات: أرجو الاهتمام مشكلتي لأني بالفعل محتاج مساعدة وليس للعب أو ضياع الوقت.
تم نشر هذه الاستشارة من قبل على موقع إسلام أون لاين.
رد المستشار
الأخ السائل العزيز؛ أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك، الحقيقة أن إفادتك دالة بشكل كبير ومهمة، وأما قولك في الملاحظات: (أرجو الاهتمام مشكلتي لأني بالفعل محتاج مساعدة وليس للعب أو ضياع الوقت)، فالحقيقة أننا نتعامل مع كل من يكتبون لنا على أنهم يحتاجون بالفعل للمشورة، وليس الكتابة لنا لمجرد التسلية واردةً في أذهاننا، والحمد لله، خاصةً عندما نستشعر الصدق في كلمات صاحب الاستشارة.
وأما الجزء الأول من إفادتك والذي تطمئننا فيه على صحتك من الناحية الجسدية والحمد لله، فإنه يعبر بصدق عن رد فعل المريض العربي، وربما حتى الإنسان بوجه عام على أعراض القلق الجسدية سواء كانت موجودةً بمفردها أو كجزء من اضطراب نفسي آخر، أو مصاحبةً لموقف أو اضطراب ما، فقد قمت بإجراء الفحوص اللازمة على الصدر والقلب، وحللت الدم والبول إلى آخر ذلك... ولم توضح بالطبع هل نتج ذلك عن حيرتك أنت في الأعراض أم حيرتك وحيرة من ناظروك من الأطباء في التخصصات الباطنية المختلفة، والأغلب أنها كانت حيرة الجميع، ولكن النتائج ها هي: تمامٌ من الناحية الجسدية فيما عدا ذلك الانسداد البسيط في الأنف والذي لا يستطيع تفسير ما تعاني منه أنت من الأعراض.
إذن ما هي تلك الأعراض التي تعذبك وتحير الأطباء؟ والجواب هنا هي أنها الأعراض الجسدية لنوعٍ من أنواع القلق الرهابي Phobic Anxiety Disorders ، ويسمى برهاب الساحة Agoraphobia ، أو ما كان يسمى برهاب الأماكن المفتوحة، ويستخدم مصطلح رهاب الساحة الآن في الطب النفسي بمفهوم أوسع مما كان عليه عند استخدامه في الأصل، ومما يوحي به الاسم نفسه.
فاستخدام المصطلح الآن لا يقتصر علي الرهاب من الأماكن المفتوحة، ولكن يتعدى ذلك إلي المخاوف من مواقف مرتبطة بهذه الأماكن، مثل الزحام الشديد وصعوبة النجاة بسهولة إلي مكان آمن (العودة إلي المنزل في العادة). فالمصطلح الذي يشير إلي زمرة من الرهابات المترابطة والمتداخلة تشمل مخاوف مغادرة المنزل، أو الدخول إلي المحلات التجارية أو المناطق المزدحمة أو الأماكن العامة، أو السفر وحيدا في القطارات والحافلات أو الطائرات.
وأما أعراضك أنت فقد لخصتها في قولك: (الخوف من قيادة السيارة في الطرق الواسعة أو خط السفر كما يسمونه أو خط السريع الخوف من صعود الجسر بسيارة على الرغم الجسر ارتفاعه لا يزيد عن 10 أمتار وأحيانا الخوف من صعود المصعد الكهربائي إذا كان هذا المصعد عالي)، وأما الخوف الذي تعنيه ولم توضحه جيدا فهو من حدوث ما يشبه نوبات الهلع (أي أعراض القلق الشديدة)، ولعلك تستفيد كثيرًا إذا قرأت الردود التالية على صفحتنا استشارات مجانين:
نوبات الهلع وخلطة القلق والاكتئاب
اختلال الإنية وخلطة القلق والاكتئاب
نوبات الهلع: الزلزال النفسي
وبالرغم من تباين شدة القلق ومدى سلوك التجنب Avoidance Behavior إلا أن هذا الاضطراب هو أكثر اضطرابات الرهاب إحداثا للعجز. بل أن بعض الأشخاص يظلون رهائن المنزل تماما. وكثير من المرضي يرتعدون من فكرة أن ينهاروا في مكان عام ويتركوا دون مساعدة إن عدم وجود مخرج متاح في المكان هو أحد السمات الجوهرية في المواقع التي تثير رهاب الساحة، ويبدأ الاضطراب عادة في مقتبل العمر، واقرأ:
رهاب الساحة والاكتئاب مشاركة مستشار
رهاب الساحة أم وسواس قهري؟
كما قد تكون هناك أيضا أعراض اكتئابية ووسواسية Obsessional ونوبات من الرهاب الاجتماعي ولكنها لا تهيمن علي الصورة السريرية. وفي غياب العلاج الفعال يصبح رهاب الساحة مزمنا في حالات كثيرة وإن كان يحدث غالبا في تموجات.
ويحتاج الطبيب النفسي من أجل التوصل إلي تشخيص مؤكد رهاب الساحة إلى توافر كل المعايير التالية:
(ا) يجب أن تكون الأعراض سواء النفسية أو المتعلقة بالجهاز العصبي المستقل (الأوتونومي) مظاهر أولية للقلق وليست ثانوية لأي أعراض نفسية أخرى
(ب) يجب أن يقتصر القلق أو يهيمن في اثنين علي الأقل من المواقف التالية: الزحام، الأماكن العامة، والسفر بعيدا عن المنزل، أو السفر وحيدا؛
ومن الواضح في حالتك وجود قلق على الصحة وخوف من المرض بوجه عام لكن القلق يهيمن في المواقف المعينة التي أشرت إليها.
(ج) يجب أن يكون تجنب الموقف الباعث علي الرهاب من الملامح البارزة.
ومن المعهود أن تؤدي الأحداث الحياتية المحزنة كوفاة عمك يرحمه الله، تؤثر بالسلب على مسار الاضطرابات النفسية بوجه عام فتزيدُ من حدة أو شدة الأعراض أو قدرة الشخص على تحمل الكرب الذي تمثله إضافةً إلى كرب الحدث الحياتي نفسه، ولكن في نفس الوقت هناك سلوك صحي من جانبك يجبُ أن نشيد به وأن نسأل الله أن يديمك عليه، وهو إقلاعك عن التدخين، فهذه أحد أفضل نتائج الخوف على الصحة التي يكسبها بعض مرضى القلق الرهابي.
وأما الجزء الأخير من إفادتك ففيه إشارة إلى بعض الأعراض الاكتئابية التي قد تكونُ اكتئابية أولية أو ثانوية للرهاب الذي يجبرك على الإحجام عن ممارسة أنشطة حياتك الاجتماعية، بسبب السلوك التجنبي خاصة وأن المدة الزمنية التي بلغت سنتين كفيلة بأن تسبب اكتئابًا، ولكنها بفضل الله قابلة للعلاج، وقبل أن نصل إلى إرشادك لكيفية العلاج نحيلك إلى المشكلة التالية عن رهاب الساحة:
رهاب الساحة إلى متى؟
وأما طريقة العلاج من رهاب الساحة، فتشمل استخدام أحد عقاقير علاج الاكتئاب إضافةً إلى بعض جلسات العلاج المعرفي التي تساعدك في فهم الكيفية التي يعمل بها جسدك وأجهزتك الحيوية المختلفة، ثم إعداد برنامج سلوكي تتعرض فيه للمثير الذي يسببُ الأعراض بالتدريج، وتمنع في نفس الوقت من الهرب أو التجنب، وقدر تعاونك مع معالجك قدر ما ينعم الله عليك بالشفاء،
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بالتطورات.