أعاني من حالة أريد معرفة تشخيصها
أعاني من حالة أريد معرفة تشخيصها أعاني من ضيق تنفس شديد وضيقة صدر لا أشعر بطعم للحياة أفكر بالانتحار غالبا وأفكر بأن أتخلص من أبنائي أقوم بإيذاء نفسي بالسكين وأحيانا أنزع جلد أعلى سقف الحلق أو جلد شفا يفي، أراجع عند طبيب نفسي في مستشفى (التخصصي وأشعر بأن الطبيب يراقبني في كل مكان وأنه يتجسس علي حتى أنني) إذا تعبت أذهب إلى حقيبتي وأتكلم بما أحس به اعتقادا مني أنه يستمع إلي، وأحيانا تأتيني حالة من العصبية الشديدة فأقوم بإيذاء بناتي الصغيرات حتى أنه أحيانا ينزل منهن الدم فأنا أضربهن بما حولي كالخشب أو حديد.
وأحيانا تأتيني أفكار من الداخل تسيطر علي كأن تطلب مني أن أتناول كمية كبيرة من الحبوب للانتحار أو تطلب مني أن أتخلص من أبنائي وتكون هذه الأفكار قويه وتسيطر علي بشكل كبير حتى أنني أحيانا وهم نائمون أذهب للمطبخ وتكون السكين معي ثم أعود بها وأحاول أن أسيطر أنا على نفسي ولم أصارح طبيبي بمحاولتي الخلاص من أبنائي خوفا من أن يخبر زوجي فيطلقني
وتنتابني أحيانا نوبات من البكاء الشديد
R03;وأتناول من الأدوية ريسبيردون 2ملغرام وكللونازيبام1ملغرام وفينلا فاكسين3,75ملغرام.
8/8/2007
* نشرت هذه الاستشارة على موقع إسلام أون لاين
رد المستشار
الأخت العزيزة، أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك بموقعنا، والتي أصبحت بفضل الله ملجأً وملاذا لكثيرين من أصحاب الاضطرابات النفسية من ذوي تشخيصات لم نكن نتوقع أن لجوءهم إليها، خاصة وهم في مثل الحالة الشعورية المعرفية التي تمرين أنت بها أثناء كتابة هذه السطور!
وقدر ما أشعر بسعادةٍ لأن الصفحة نالت هذه الثقة والانتشار، قدر ما أشعر بحجم الأمانة والخوف منها، لأن ما تعبر عنه سطورك الإليكترونية جدُّ خطير ويستدعي التدخل العلاجي الحاسم والسريع، بينما نحن عاجزون إلا عن تقديم النصح والمشورة والدعاء بأن يرفع الله البلاء!
أضيف إلى ذلك أننا لا نعرف من أي بلاد المسلمين أنت، لأنك استخدمت بريد المشاركات ولم ترسلي مشكلتك من خلال الطريق الطبيعي لاستقبال المشكلات، ووضعتنا بالتالي في موقف صعب لا نحسد عليه، فهناك من أول سطرٍ خطرٌ على حياتك، وهناك خطرٌ على أطفالك، ولله الأمر من قبل ومن بعد، ونحن لا نعرف عنك أكثر من أنك زوجة لجأت إلينا لتعرف ما هو تشخيص حالتها، ولا ندري لا كم سنةً تبلغ من العمر، ولا منذ متى بدأت معاناتها مع المرض، ولا ندري حتى مدى استبصارك بالأمور، وبمدى خطورة ما تصفين من أعراض نفسية معروفة وقابلة للعلاج (بل هي أسهل علاجا وأسرع استجابة لذلك العلاج من معظم المشكلات النفسية التي ترد إلى صفحتنا، وتلك مفارقة تستفزني إلى حد كبير)، كما أننا لا نعرف جرعات العقاقير التي أشرت إلى أن طبيبك النفسي وصفها لك، والتي قد تحتاجين إلى جرعات عالية من بعضها!
وأنا لن أقول لك تشخيص حالتك رغم أن أي طبيب نفسي حتى المبتدئين، وأي مشتغل بمجال الصحة النفسية يستطيع الوصول إلى تشخيص حالتك دون حتى أن يكمل سطورك الإليكترونية، لأن التشخيص في منتهى الوضوح، لكنني لن أجيب سؤالك لسببٍ أهم، ذلك السببُ هو أن عليك أن تطلبي ذلك التشخيص من طبيبك النفسي المعالج، الذي أخطأت أنت في حقه وفي حق نفسك أيضًا وحق زوجك وأطفالك بالتالي، لأنك أخفيت عنه معلومات (خوفا من أن يخبر زوجك كما تقولين ، وهذا غير صحيح لأن ما تقولينه عن حالتك لطبيبك النفسي هو بمثابة سر من أسرار العلاقة العلاجية، وليس من حق الطبيب أن يخبر زوجك لأنه لا يعرف كيف يمكن أن يكونَ رد فعله)، لكن إخفاءك لتلك المعلومات عن طبيبك ربما سيجعله غير قادر على تقييم الموقف تقييما كاملا أو صائبا، وهنا تكمن الخطورة.
إلا أن علاقتك بطبيبك النفسي المعالج تبدو سائرةً في غير مسارها الصحيح، لأنك تعانين من فكرةٍ ذهانية (أو وهامية) Delusional Idea مفادها أن طبيبك يراقبك ويتجسس عليك، وكما تقولين: (وأشعر بأن الطبيب يراقبني في كل مكان وأنه يتجسس علي حتى أنني إذا تعبت أذهب إلى حقيبتي وأتكلم بما أحس به اعتقادا مني أنه يستمع إلي)، فأنت هنا تشعرين بأن الطبيب النفسي -الذي يبدو أنك أرغمت على الذهاب إليه- يمتلك قدرات لا تكون لبشر، وقد يفيدك في هذا أن تقرئي تصحيح المفهوم المغلوط الشائع عند كثيرين من أن الطبيب النفسي لديه قدرات خاصة وربما خارقة، وفي نفس الوقت يبدو من كلماتك أنك غير مقتنعة تمام الاقتناع بتلك الفكرة الذهانية لأنك تصفينها بأنها شعورٌ يسيطرُ عليك إلى درجة أنك تكلمين طبيبك النفسي في حقيبتك!! فهل هو قاعدٌ في الحقيبة يا أختي؟ لا أحسبك تصدقين ذلك رغم قولك اعتقادا مني أنه يستمع إلي! وأنا والله أتمنى أن يستمع إليك أو يقرأ ما كتبته إلينا لعله يستطيع اتخاذ الخطوات اللازمة.
وأتكلم معك بعد ذلك عن علاقتك بزوجك، وتحديدًا عن خوفك من أن يطلقك لا قدر الله، وأنا أقدر ذلك التخوف لكنني أود أن تفكري معي، إذا كان هذا الزوج قد أخذك إلى الطبيب النفسي فهل فعل ذلك لسببٍ غير أنه لاحظ معاناتك النفسية؟ أو اضطراب تصرفاتك؟ أو حالات الاكتئاب التي تأتيك من حين لآخر، وتصل شدتها إلى حد الرغبة في الانتحار، وكذلك لابد أنه لاحظ تكرار إيذائك لنفسك، وإيذاء النفس المتكرر Repetitive Self Injury مثل حالتك إلا بعد معاناة طويلة دون علاج، إذن فزوجك يعرف أنك مريضةٌ باضطراب نفسي يستوجب العلاج، وربما سأل الطبيب النفسي عن التشخيص، وربما سألته أنت أيضًا، ولا أدري بالطبع ماذا كان رده أو ماذا قال له أو لكما، لكنني أعتقد أن مثل هذا الزوج هو زوج طيب النفس حريص على زوجته، كما أحب أن أنبهك إلى أن فارقا كبيرا يوجد بين أن يخبر الطبيب النفسي زوج مريضة بأن تشخيص حالتها كذا أو كذا وبين أن يخبره بأعراض معينة أو شكاوى أو أسرار من حق المريضة أن تحتفظ بها لنفسها.
أصل بعد ذلك إلى أطفالك الذين حملت كل واحد أو واحدة (فأنت مرةً قلت بناتي ومرةً قلت أبنائي) تسعة أشهر، وتحملت الألم في ولادته، وعانيت في تربيته، ولا تحبين مخلوقا في الوجود قدر حبك لهم، لكنك كما جاء في إفادتك: (وأحيانا تأتيني حالة من العصبية الشديدة فأقوم بإيذاء بناتي الصغيرات حتى أنه أحيانا ينزل منهن الدم فأنا أضربهن بما حولي كالخشب أو حديد)، وهذا ما يحدثُ أحيانا، أي أنهن عرضة له أحيانا ومن أمهم!!، ودعينا حتى من فكرة قتلهم التي تراودك في أحيانٍ أقل ولله الأمر من قبل ومن بعد!!، أي تأثير تتوقعين أن تتركه تلك التصرفات في أنفسهم؟
فإذا كان من الممكن بفضل الله أن تزول كل هذه الأعراض المزعجة والمعذبة لك ولمن حولك ولمن تحبين، أفلا يكونُ الصبر عليها حراما؟؟، إن عليك يا أختي أن تخبري طبيبك النفسي بكل أبعاد ما يعتريك من نوبات، وأن تعبري له عن كل مخاوفك بما في ذلك خوفك من الطلاق لا قدر الله! لأنه (وفي غياب معرفتنا بمدة اضطرابك أو مدى استمرارك على العلاج) إلا أن من الواضح:
أولاً أن حالتك قابلةٌ للشفاء، باستخدام مضادات الذهان Antipsychotics، والاستمرار عليها بعد ذلك رغم زوال جميع الأعراض لمدة يحددها الطبيب النفسي المعالج، وقد تطول وقد تكون قصيرة حسب رؤيته للموقف وتقييمه له، ولكن تذكري خطأ المقولة الشائعة بأن: الدواء النفسي يجب أن يحل كل المشاكل دون تعب
ثانيا: رزقك الله بأكثر من طفل، ومعنى ذلك أنك تقومين بدور الزوجة والأم منذ سنوات، أي أنك زوجة يعتمد عليها، ولكنك تنتابك أحيانا نوبات لم توضحي لنا أسبابها ولا معدل حدوثها ولا المدة التي تعكر صفو حياتك وحياة أسرتك فيها، وإن كنا نعرف أنها قابلة للعلاج والزوال تماما.
إذن عليك سرعة الاتصال أو الذهاب مباشرة إلى طبيبك النفسي، لأن قدرتك على التحكم في الأفكار الخطيرة قد لا تستمر، وقد لا تكونُ جرعات العقاقير كافية، وقد يحتاج الأمر إلى أشكال أخرى من أشكال التدخل العلاجي النفسي السريع، وأتمنى يا أختي ألا تغضبي مني لعدم ذكري للتشخيص الذي أظن أنني أعرفه والله لا بخلا ولا خوفًا من خطأ التأويل ولكن حرصا على أن تصلحي من علاقتك العلاجية مع طبيبك النفسي، وإيمانا منا بأن العلاج أهم وأبدى من التشخيص، فثقي في الله سبحانه وتعالى، ثم في ذلك المعالج وأخبريه بما كان منك ومنا أيضًا إذا أردت،
وفقك الله وتابعينا بالتطورات الطيبة.