ولدي الوحيد
السلام عليكم أتمنى الجواب؛
أسرتي مكونة من ولد وبنتين أتت البنت أولا ومن ثم الولد ولكن زوجتي أصرت على أن لا تجعل ابنتها وحيدة كما هي وحيدة لوالديها ورزقنا الله ببنت الولد كان من بداية حياته مستهتر ولا يقدر للأشياء حقها ولم نعطيه أكثر ما بيستحق من الاعتناء كما إخوته وممكن أقل كان يجتاز المراحل الدراسية بصعوبة حتى وصل المرحلة الثانوية رسب في الصف العاشر وأعاد السنة ونجح ولكن بمساعدة ونقلته إلى مدرسة أخرى ودخل القسم الأدبي ونجح.
وبفضل زيادة المعدل كونه شبيبي دخل قسم اللغة العربية ولكنه كما هو مستهتر رسب بالسنة الأولى وعندها فكرت أن أدخله بمجال مهني ووضعته عند صديق لي بمهنة الحلاقة ولكنه سبب لهم المشاكل. اعتذر مني صديقي ونقلته إلى آخر ولكنه لم يتعلم أبدا خيرته فقال أريد أن أفتح له محل بيع قطع غيار كمبيوتر وسيديهات وأدوات موسيقية.
جمعت والدته جميع مدخراتنا وشاركت ابن أخ لي معه كونه لديه محل ولم يمضي فترة له حتى تحول المحل إلى مكان للقاء البنات صديقاته وأصبح المحل لغير وجهته واضطرت إلى إغلاقه، وتصفيته وكانت خسارتي كبيرة وفشل في الجامعة لثلاث سنوات متتالية فتم إبعاده منها وكان لي قريب في السعودية طلبت منه أن يؤمن له عمل وكان ما كان وأرسلته وتم تعيينه بائع في محل مفروشات ولكن تم تنقله في عدة مدن من جدة إلى القصيم إلى مدينة أخرى وبعد سنة وسبع أشهر أصبح يكلمني بهلوسات لا أدري ما هي فمرة أن هناك ناس بيكلموه عن مصائب ستحصل ومرات غير عندها طلبت منه أن يرجع بسرعة وهكذا كان عاد بلا فلوس ولا حاجيات خالي الوفاض كما يقال ولاحظت عليه أنه يتكلم مع نفسه ويهدد ناس كأنه وجها لوجه معاهم وبصوت عالي أخذته إلى طبيب نفسي ليبدأ رحلة العلاج معه بإعطائه أدوية مثبطة
وطبعا كان الناس اللي بيكلموه حسب اعتقاده بنتان يواعدانه فيذهب إلى المكان ويعود ولا زالوا يكلمونه ومن أربع سنوات يعطيه طبيبه أدوية أغلبها منومة وفي محطات معينة أدبر له عمل ليتسلى به فيعود إلى رفضه أو الآخرين يرفضونه أغلب وقته بالنوم والأكل والتدخين أرجوكم هل من علاج أم أنه مكتوب عليه المرض كل حياته أرجوكم ساعدوني هل أغير الطبيب أم ماذا؟.
مع العلم أن أخي كان يدرس بأمريكا دكتوراه فيزياء تربية وعاد وهو يعاني الاكتئاب وبعد عشر سنوات توفاه الله ولم يشفى من الاكتئاب هل مصير ابني مثله؟
أرجوكم الرد.
6/7/2007
رد المستشار
حضرة الأخ "محمود ليلى" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكراً لاتصالك بنا لأخذ المشورة، فقد تأثرنا لقصة ابنك (شفاه الله).
على ما يبدو أن ابنك تعرض لضغوط نفسية متعددة عبر حياته وهذا الشيء واضح من محاولاته العديدة لأن يكوّن نفسه بتأسيس محل أو مهنة وبفشله المستمر. كما أن السفر في هذه الحالات قد يكون وحده عامل توتر قوي قد لا يتحمله الإنسان فعندها تكثر إفرازات المواد الكيميائية التوترية كالأدرينالين، فيصبح الجهاز العصبي مستنفراً. عندها تتغير الأفكار وتُصبح كلها في جو الاستنفار العام مع تغيير الحقائق لكي نشك بكل ما يحيط بنا بهلوسات غير واقعية. فندخل في مجال الفصام: كريزة أو مرض.
فاقرأ على مجانين:
يا عزيزي!! كل هذا الفصام؟ كثير!
أسمعهم ولكن من يصدقني: نحن نصدقك ولكن!
بالطبع الأمر يتطلب طبيب أمراض نفسي ولربما استشارة طبيب آخر تكون مجدية، حيث أن رأي اثنين أفضل من رأي واحد. نطمئنك بأن هذا المرض لا يؤدي للموت خاصة إذا عولج بطريقة جيدة. كما أن الجو الغير توتري ومهدئات الأعصاب القوية هي من الضروريات البحتة. نتمنى لأبنك الشفاء، كما ونتمنى لك الصبر على علاجه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.