السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
كنت قبل الزواج اجتماعيا وأمارس العديد من الأنشطة والخدمات الاجتماعية حتى أني كنت قليل التواجد بمنزلي ولدي صحبة طيبة صالحة لا نفترق أبدا حتى فرق بيننا الزواج وانتقال كل واحد منا للسكن في منطقة جديدة وانغمست في حياتي الجديدة وبعد تسعة أعوام من زواجي أصبح حالي نوبات اكتئاب من آن لآخر أجلس في البيت لا أتحدث مع أحد ولا أحب أن يحدثني أحد بالرغم من حبي الشديد لأولادي وتعلقهم بي أكثر من أمهم إلا أنني أحيانا لا يكون عندي رغبة في ملاعبتهم والتحدث إليهم.
بدأت أحب فترات وجودي منفردا في البيت وأستريح جدا من ذلك الأمر حتى تطور الأمر في الفترة الأخيرة إلى الطلب المباشر من زوجتي أن تأخذ الأولاد وتقضي بضعة أيام في منزل أسرتها مما يسبب مشاكل بيني وبينها مع تأكيدي على أنه لا يوجد سبب منها وإن لدي رغبة في قضاء بعض الوقت مع نفسي أصبحت قليل الزيارات حتى لأبي وأمي أحب الجلوس منفردا في العمل وأتضايق عند جلوس أحد الزملاء معي فترة طويلة عندما أجلس وحدي فإن أغلب الأوقات إما نائما أو أشاهد القنوات الإخبارية أو أتصفح النت ولكن في الفترة الأخيرة انزلقت قدمي إلى دخول المواقع الإباحية وعندما صارحت زوجتي كي تساعدني انفجرت غاضبة وكاد البيت أن ينهار.
دخولي لهذه المواقع أصبح أقل من الأول فليس كل وقت أنفرد فيه بنفسي أفعل هذا حيث أنني بعد فترة من دخولي هذه المواقع أصاب بحالة من الاشمئزاز وأتركه لفترة، ولكني مازلت أحب الوحدة والجلوس منفردا وفي حالة وجود أولادي معي فإن تواصلي معهم أقل من سابقة وأتعصب من لعبهم وصوتهم العالي زوجتي تعمل أيضا بالسلك الجامعي وأشعرتني بعد حصولها على الدكتوراه بأنني لم أساندها ولم أقف بجانبها بالغم من عدم حصولي أنا حتى الآن على الدكتوراه وبالغم من أن ابني الأكبر يرفض المذاكرة مع غيري وتعلق بناتي اللتين لم يدخلا المدرسة بعد تعلقا شديدا بي وطلب أمورهم الخاصة مني أنا وأحيانا يرفضون قيام أمهم بها هل من سبيل لاستعادة ذاتي التي كنت عليها قبل الزواج
وشكرا.
03/08/2007
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لا أعرف لماذا ربطت بين زواجك واكتئابك؟ فهل واجهتك فيه صعوبات خاصة جعلت الحياة أكثر ضغطا أم أنها مسؤوليات حياة الراشد وما تطلبه من لعب عدة أدوار في نفس الوقت دون فرصة لتجديد الطاقة.
الرغبة بالانفراد بالنفس ليست اضطرابا بحد ذاتها بل هي طريقة جيدة وفعالة لإراحة العقل والجسد وتجديد القدرة على القيام بما هو مطلوب فهل تجد أنك بعد اختلائك بنفسك تكون أكثر همة ونشاطا عندها ستكون هذه إستراتيجيتك في التعامل مع ضغوط الحياة ولكن إن كنت تخرج منها كما دخلتها بل أسوأ أحيانا فأنت تحتاج لمراجعة طبيب نفسي كي يشخص إن كان ما تعاني منه اكتئابا أم حالة احتراق نفسي-نضوب مخزون القدرة على التوافق- ليدلك بعد ذلك على العلاج المناسب.
الوسطية هي الحل الصحيح للحياة فلا يجب أن تفرط في دراستك من أجل العناية بأطفالك بل يجب أن تشاركك أمهم بهذه الرعاية ولا يجب أن تفرط في حق أطفالك عليك لتحقيق طموحك فتحقيق التوازن بين الأدوار سيوصلك إن شاء الله لراحة البال.
وآسفة لا يمكننا تخليصك من مسئولياتك في الحياة لتعود كما كنت قبل الزواج ولكن المعالجة المتخصصة سترجع لك بهجتك واستمتاعك بالحياة وبتولي المسئوليات إن شاء الله فلا تطيل عذابك ومعاناتك ودوائك سهل وقريب فقط يحتاج منك بضع خطوات.
قد لا يكون زواجك هو السبب بل عملك أو تأخر حصولك على الدرجة بل وقد تكون معاناتك ناتجة عن فقر الدم الذي يؤثر على المزاج والنشاط ولكي تنجح في تجاوز معاناتك الحالية يجب أن تجتهد في تحديد السبب دون تعجل فتقول أنه زواجك فالزواج يقدم عادة استقرارا يساعد على النجاح فحافظ على زواجك وصغارك بتحديد الخطأ وتصويبه حتى وإن كان في علاقتك بزوجتك.
ويتبع >>>>>>>: لماذا الزواج؟ مشاركة