رهاب اجتماعي واكتئاب
بسم الله الرحمن الرحيم، لدي مشاكل نفسية مستمرة ومنها إعطاء الأمور أكثر من حجمها وكثرة القلق والتفكير فيها. بحيث أرى بعض الأمور البسيطة لدى عامة الناس أراها كبيرة!. وأتحسس من بعض الكلام الصادر تجاهي سواء من رئيسي في العمل أو من زوجتي أو من غيرهم مع العلم بأنني مثالي إلى حد كبير في عملي وفي حياتي الزوجية .
أعاني من كثرة التفكير في أي موضوع يطرأ علي حتى ولو كان بسيطا إلى درجة فقدان النوم في الليل حتى ولو كنت مرهقا مع العلم أنني أستغرق كثيرا في نوم النهار إذا سنحت لي الفرصة في ذلك ؛ مع العلم أن طبيعة عملي هو نظام شفتات أو ورديات أي أنه مرة آخر الليل أو الصباح أو العصر .. الخ لأنني أعمل في دوريات الشرطة.
***(أهم نقطة) أكثر ما أعاني منه حاليا وبالذات: هو كره مقابلة الناس والحديث معهم بحيث أصبحت في الأشهر القليلة الماضية أفضل البقاء وحدي وأتردد كثيرا في مقابلة حتى أعز وأقرب الناس إلي من أصحابي الأعزاء وأقاربي الذين كنت أتمنى لقاءهم؛ وأصبحت أعاني كثيرا عند مقابلتهم بحيث أكون غير مرتاح نفسيا أثناء الجلوس ويصدر مني بعض الحركات الكثيرة والمستمرة كفرقعة الأصابع وحك الرأس والتلعثم في الكلام مما يسبب لي احمرار الوجه والتعرق وزيادة القلق والارتباك ومحاولة الانشغال بأي شيء موجود حولي وإشغال الشخص الجالس معي بمشاهدة التلفاز أو أي شيء آخر، ومحاولة مغادرة المكان في أسرع وقت ممكن؛ والذي يشغلني ويربكني أكثر هو الرغبة ومحاولة عدم إظهار أي قلق أو توتر أو تلعثم أمام من يجلس معي وهذا يتطلب مني الكثير جدا من الجهد لأتجنب الملاحظة والنقد من قبل من يجلس معي ولإيهامه بأن وضعي طبيعي جدا؛ ويزداد الأمر سوءا تجاه أشخاص معينين؛ وهذا ما سبب لي كره مقابلة الناس والتردد كثيرا من ذلك على الرغم من أنني كنت اجتماعي جدا وكنت أحب مقابلة الناس والحديث معهم وما يحدث الآن هو العكس تماما؛ وحتى الكلام المسلي والحديث الشيق أصبح لا يثير اهتمامي كثيرا وأصبحت لا أستطيع الحديث في بعض القصص والأحاديث مع أصدقائي وأيضا خوفا من التلعثم أو ظهور الارتباك والقلق على ملامحي وتصرفاتي .
بعض الألعاب التي كنت أحبها وألعبها وباحتراف أصبحت الآن أكرهها وأدعي أمام أصحابي عدم الرغبة في لعبها والسبب هو الخوف من ظهور بعض الحركات أو التصرفات غير إرادية أو الكلام الذي قد يثير النقد والانتباه تجاهي كالرجفة أو احمرار الوجه وغيره.
أعاني من كثرة وسرعة تقلب المزاج؛ فمرة أكون مبسوط ومرة زعلان؛ ولكن يطغى علي في غالب الوقت الطفش وعدم الراحة والسعادة ويكاد يتعكر مزاجي لأدنى موضوع يضايقني أو أي خبر سيء .
لم أعد أشعر بالسعادة الكبيرة والفرح تجاه أمور كثيرة كنت أحبها جدا كما في السابق حتى الأشياء المثيرة لاهتمامي أصبحت طبيعية جدا؛ حتى الضحك لم أعد أضحك وأقهقه كما في السابق ولا أكاد أضحك أبدا في أغلب الأيام إلا مجاملة فقط أو ابتسامة عادية .
هنالك بعض الأمور الأخرى التي أود ذكرها:-
- أنا منضبط جدا في عملي وأتجنب حصول أي ملاحظة من رئيسي حتى ولو كانت بسيطة مع العلم أنه راضي عني إلى حد كبير وأنا راضي عن نفسي في عملي.
- أنا دقيق جدا في مواعيدي مع أي شخص كان ويقلقني جدا التأخير أو الانتظار سواء من قبلي أو من قبل الطرف الآخر.
- أتمتع والحمد لله بوظيفة راقية ومكلف بإدارة عدد كبير من الأفراد؛ وأتمتع بقدرات عقلية عالية وذكاء عالي أكاد أحسد عليه (وليس ذلك من باب مدح النفس).
- الحالة المادية جيدة والحمد لله.
- العمر 28 سنة ولدي طفل ولا يوجد لدي مشاكل عائلية كبيرة .
- متدين إلى حد طيب وأحافظ على الصلاة؛ وليس لدي عداوات والكل يحبني .
- بدأت هذه الأعراض معي منذ فترة طويلة ولكن زادت حدتها مع تقدم الوقت.
- زرت الطبيب النفسي مرتين في المرة الأولى قبل 3 سنين ووصف لي نوعين من العلاج وهي (توباماكس- وبروزاك) وتم الانقطاع عنها. والمرة الثانية قبل اقل من سنة ووصف لي (سيبراليكس) واستمررت عليه لمدة 6 أشهر وانقطعت عنه حسب تعليمات الدكتور؛ مع العلم بأنني أتردد جدا في مراجعة الطبيب النفسي خوفا من أن يراني أحد هناك .
- كثيرا ما أفكر في حالتي هل هي مجرد أنني حساس زيادة عن اللزوم؟ أم هل أنا مريض نفسي أو عصبي؟ أم هل أن لدي عين أو حسد؟ وأسئلة كثيرة تتردد علي ليس لها إجابة واضحة!!..
آمل الإجابة سريعا ....
ولكم مني جزيل الشكر والعرفان.
3/8/2007
رد المستشار
أخي العزيز "ناصر" تحية طيبة وأهلا ومرحبا بك على مجانين.
كما تقول أنت يا أخي الفاضل أن الأعراض التي ذكرتها من حساسية زائدة للكلام المعتاد من الناس، وكثرة التفكير في كل أمر - وبالذات قبل النوم – لدرجة تمنعك من الموت، والقلق والتوتر، ثم تطور ذلك إلى كره مقابلة الناس، وعدم الرغبة في الحديث معهم، وإن حدث ذلك فأنت تصاب بالعرق البارد والرعشة واحمرار الوجه وخفقان القلب وكتمة النفس وأحيانا اللعثمة وعدم القدرة على الكلام، فكل هذه الأعراض تجعلنا نقول أنك تعاني من رهاب اجتماعي وأنت صاحب شخصية وسواسية قهرية؛ لأنك تحب الدقة في كل شيء وبالذات المواعيد، وأيضا أنت ملتزم في عملك وفي حياتك، وفي كل أمورك الحياتية، وأنت أيضا متدين وملتزم، وهذا شيء جيد، ولكن المشكلة أن كثيرين غيرك ممن حولك في تعاملك معهم ليسوا مثلك في الدقة والالتزام وحسن الخلق، وهذا يزيد من قلقك وعصبيتك.
والمشكلة أنك لم تستمر مع طبيبك النفساني في العلاج، وفي رأيي أن لديك بعض مظاهر الاكتئاب أيضا الآن؛ مثل الطفش والضيق وعدم تحملك لأبسط المواقف التي كنت تتحملها بصدر رحب من قبل، بالإضافة إلى تعكر مزاجك وتقلبه في كثير من الأحيان، وذهاب الضحك والمرح والسعادة لأي شيء جميل في حياتك.
لكل ذلك أرى أن تذهب إلى طبيبك النفسي مرة أخرى، وأن تستمر على العلاج الدوائي لفترة أطول، وبحيث لا تقل مدة العلاج الدوائي عن عام كامل، ولا مانع لو استعنت ببعض جلسات العلاج السلوكي المعرفي أو جلسات الاسترخاء أو العلاج الجمعي، وبالنسبة للعلاج الدوائي فأفضل ما يناسب هؤلاء الذين يعانون من مثل حالتك هو الفافيرين أو البروزاك أو السيبراليكس أو السيبرام أو السيروكسات أو الزولوفت، ولا مانع من الاستعانة بالإندرال قبل مواجهة اللقاءات أو المناسبات الاجتماعية (كالأفراح أو العزاء أو جلسات السمر) بجرعة صغيرة مثل 10 ملليجرامات مرة أو مرتين يوميا وذلك قبل المناسبة الاجتماعية بساعة أو ساعتين، وبعض الزملاء قد يستخدمون المهدئات الصغرى بجرعات صغيرة في بداية العلاج فقط مثل الريفوتريل أو الفاليوم أو الزاناكس أو الليكسوتانيل أو الأتيفان، وفي بعض حالات الرهاب الاجتماعي المستعصية والمزمنة قد يضيف الطبيب المعالج للمريض أحد مضادات الذهان بجرعات صغيرة مثل ستيلازين أو ريسبردال أو زيبركسا أو دوجماتيل، ولكي تزيد من معرفتك بحالتك عن الرهاب الاجتماعي والاكتئاب والشخصية القهرية
أنصحك بقراءة التالي على مجانين:
الرهاب الاجتماعي م1
يحدث في أوطاننا:صناعة الرهاب الاجتماعي
الرهاب الاجتماعي: الاسترخاء ثم المواجهة
مشاركة في الرهاب: عالجت نفسي بنفسي!
الخوف من المشاركة
قلق وخواف ومكتئب بعض الشيء !
الشخصية التجنبية أم الرهاب الاجتماعي ؟
الخوف الاجتماعي: ضرورة المعاناة للعلاج
نزوع إلى الكمالية وتفكير وسواسي
حكاية الم.ا.س والم.ا.س.ا؟ ضد الاكتئاب والوسوسة
الصبر على الم.ا.س يمحو الوسواس
شبح الفشل يطاردني دائما
الوسواس القهري والاكتئاب
ذكاء الموسوسين
طيف الوسواس القهري
الإهمال والتردد؛ أريد حلاً
وسواس وقلق وتوكيد الذات
تاريخ الوسواس القهري
تأكيد الذاتأخي الفاضل "ناصر"
أتمنى أن تذهب للعلاج عند طبيبك النفسي وبسرعة، ودعواتي بشفائك العاجل من الرهاب الاجتماعي والاكتئاب، وتابعنا بأخبارك.